التأسيس الأول (1862-1869)
تأسست الجمعية الوطنية للفنون الجميلة لأول مرة في عام 1862 كرد فعل على احتكار صالون باريس الرسمي، الذي كان يهيمن عليه الأكاديميون المحافظون. سعى الفنانون الشباب والمبتكرون إلى إيجاد مكان لعرض أعمالهم التي غالبًا ما كانت مرفوضة من قبل لجان التحكيم في الصالون. كان من بين المؤسسين لويس مارتينيه، والكونت دي نيويكيرك، وثيوفيل جوتييه، والنحات أوجين ديلاكروا، والرسام أندريه غيل. كان هدفهم المعلن هو “تشجيع وتطوير الفنون الجميلة”.
قدمت الجمعية معارض سنوية بديلة للصالون الرسمي، وسرعان ما اكتسبت شعبية كبيرة. عرضت أعمال فنانين مثل غوستاف كوربيه، وإدوارد مانيه، وكامي بيسارو، وجيمس تيسو، وغيرهم من الفنانين الذين تحدوا التقاليد الأكاديمية. ومع ذلك، لم تدم هذه الفترة الأولى من الجمعية طويلًا. بسبب الخلافات الداخلية والصعوبات المالية، تم حل الجمعية في عام 1869.
إعادة التأسيس (1890)
في عام 1890، تم إحياء الجمعية الوطنية للفنون الجميلة من قبل مجموعة جديدة من الفنانين، بقيادة إرنست ميسونييه. كان ميسونييه رسامًا ناجحًا ومحترمًا، وكان يتمتع بعلاقات جيدة مع المؤسسة الفنية. كان هدفه هو إنشاء منظمة يمكنها أن تجمع بين الفنانين من مختلف الأساليب والاتجاهات، وتوفير منصة لعرض أعمالهم على نطاق واسع. انضم إلى ميسونييه فنانون بارزون آخرون، مثل بيير بوفيس دي شافان، وأوغست رودان، وكارولوس دوران.
أصبحت الجمعية الوطنية للفنون الجميلة بسرعة واحدة من أهم المؤسسات الفنية في فرنسا. أقامت معارض سنوية كبيرة في قصر الفنون الجميلة (Palais des Beaux-Arts) في باريس، وجذبت آلاف الفنانين والزوار. عرضت الجمعية أعمالًا من مجموعة واسعة من التخصصات الفنية، بما في ذلك الرسم والنحت والطباعة والتصوير الفوتوغرافي.
أثر الجمعية على الفن الحديث
كان للجمعية الوطنية للفنون الجميلة تأثير كبير على تطور الفن الحديث في فرنسا. قدمت الجمعية منصة للفنانين الذين كانوا يتحدون التقاليد الأكاديمية، وشجعت على التجريب والابتكار. عرضت الجمعية أعمال العديد من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد من رواد الحركات الفنية الحديثة، مثل الانطباعية وما بعد الانطباعية. من بين الفنانين الذين عرضوا أعمالهم في الجمعية الوطنية للفنون الجميلة: كلود مونيه، وأوغست رينوار، وإدغار ديغا، وهنري تولوز لوتريك، وفنسنت فان جوخ، وبول غوغان.
بالإضافة إلى عرض أعمال الفنانين الم establishedين، لعبت الجمعية أيضًا دورًا مهمًا في اكتشاف وتعزيز المواهب الجديدة. قدمت الجمعية منحًا وجوائز للفنانين الشباب، ووفرت لهم فرصًا لعرض أعمالهم على جمهور أوسع. ساهمت الجمعية في خلق بيئة فنية حيوية وديناميكية في فرنسا، مما ساعد على ترسيخ مكانة باريس كمركز عالمي للفن.
أعضاء بارزون
تضمنت الجمعية الوطنية للفنون الجميلة على مر السنين عددًا كبيرًا من الفنانين البارزين، من بينهم:
- بيير بوفيس دي شافان
- أوغست رودان
- كارولوس دوران
- كلود مونيه
- أوغست رينوار
- إدغار ديغا
- هنري تولوز لوتريك
- فنسنت فان جوخ
- بول غوغان
- أوجين كارير
- جان فرانسوا رافايلي
- جان بيراو
- إيفون بيلفال
الجمعية اليوم
لا تزال الجمعية الوطنية للفنون الجميلة نشطة حتى اليوم، وتواصل مهمتها في دعم وتعزيز الفنون الجميلة. تقيم الجمعية معارض وفعاليات فنية بانتظام، وتوفر فرصًا للفنانين لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور. تظل الجمعية ملتزمة بدعم التنوع والابتكار في الفن، وتلعب دورًا مهمًا في المشهد الفني المعاصر.
تعتبر الجمعية الوطنية للفنون الجميلة اليوم منظمة مرموقة تحظى بتقدير كبير في عالم الفن. إنها شهادة على القوة الدائمة للفن وقدرته على إلهام وإثراء حياتنا. من خلال دعم الفنانين وتعزيز التقدير العام للفن، تواصل الجمعية المساهمة في التراث الثقافي الغني لفرنسا والعالم.
معارض الجمعية
أقامت الجمعية الوطنية للفنون الجميلة العديد من المعارض الهامة على مر السنين. كانت هذه المعارض بمثابة منصة لعرض أعمال الفنانين الم establishedين والناشئين، وساهمت في تشكيل المشهد الفني في فرنسا والعالم. بعض المعارض البارزة تشمل:
- معرض عام 1890: كان هذا المعرض بمثابة إعادة تأسيس الجمعية، وعرض أعمال فنانين مثل ميسونييه ورودان وبوفيس دي شافان.
- معارض الانطباعيين: عرضت الجمعية أعمال العديد من الفنانين الانطباعيين، مثل مونيه ورينوار وديغا، مما ساعد على تعزيز الاعتراف بحركتهم الفنية.
- معارض ما بعد الانطباعيين: قدمت الجمعية أيضًا منصة لفنانين ما بعد الانطباعيين، مثل فان جوخ وغوغان، مما ساهم في انتشار أفكارهم الفنية المبتكرة.
- المعارض الحديثة: تواصل الجمعية تنظيم معارض للفنانين المعاصرين، مما يعكس التزامها بدعم التنوع والابتكار في الفن.
خاتمة
الجمعية الوطنية للفنون الجميلة هي مؤسسة فنية فرنسية مرموقة لعبت دورًا حاسمًا في تطور الفن الحديث. من خلال توفير منصة للفنانين المبتكرين، وتعزيز التقدير العام للفن، ساهمت الجمعية في إثراء المشهد الثقافي لفرنسا والعالم. لا تزال الجمعية نشطة حتى اليوم، وتواصل مهمتها في دعم الفنانين وتعزيز التنوع والابتكار في الفن.