مقدمة
إيه جي إم-65 مافريك (بالإنجليزية: AGM-65 Maverick) هو صاروخ جو-أرض تكتيكي مصمم للدعم الجوي القريب. إنه الصاروخ الأكثر إنتاجًا على نطاق واسع من بين الصواريخ الموجهة بدقة في العالم الغربي، ويستخدم على نطاق واسع من قبل القوات الجوية الأمريكية وحلفائها. يتميز المافريك بفعاليته العالية ضد مجموعة واسعة من الأهداف التكتيكية، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة، والتحصينات، والسفن، ومواقع المدفعية، وحتى البنية التحتية الثابتة.
تاريخ التطوير
بدأ تطوير صاروخ إيه جي إم-65 مافريك في منتصف الستينيات من القرن الماضي، استجابةً لحاجة القوات الجوية الأمريكية إلى صاروخ جو-أرض أكثر دقة وفعالية من الصواريخ غير الموجهة الموجودة في ذلك الوقت. تم تصميم الصاروخ في الأصل ليحل محل صاروخ إيه جي إم-12 بولباب، الذي كان يعاني من مشاكل في الدقة والموثوقية.
تم منح عقد التطوير الأولي لشركة هيوز للطائرات في عام 1966، وأُجريت أولى اختبارات الطيران في عام 1969. دخل الصاروخ الخدمة في القوات الجوية الأمريكية في عام 1972، وسرعان ما أثبت فعاليته في القتال خلال حرب فيتنام.
على مر السنين، خضع صاروخ إيه جي إم-65 مافريك لعدد من التحسينات والتحديثات، مما أدى إلى تطوير العديد من النماذج المختلفة ذات القدرات المتنوعة. تشمل هذه النماذج:
- AGM-65A/B: نماذج التوجيه التلفزيوني الأصلية.
- AGM-65D: نموذج التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، يوفر قدرة “أطلق وانس” محدودة.
- AGM-65E: نموذج التوجيه بالليزر.
- AGM-65F: نموذج التوجيه بالأشعة تحت الحمراء المحسن، مصمم للاستخدام البحري.
- AGM-65G: نموذج برأس حربي ثقيل، مصمم لتدمير السفن الكبيرة.
- AGM-65H/J/K: نماذج موجهة تلفزيونيًا مطورة بشحنة اقتران مشحونة (CCD) لرؤية محسنة.
- AGM-65L: نموذج موجه بالليزر مع باحث جديد.
التصميم والميزات
يتميز صاروخ إيه جي إم-65 مافريك بتصميم معياري يسمح بتركيب رؤوس حربية وأنظمة توجيه مختلفة لتلبية احتياجات المهمة المحددة. يتكون الصاروخ بشكل عام من الأجزاء التالية:
- الباحث: يقع في مقدمة الصاروخ، وهو المسؤول عن اكتشاف الهدف وتتبعه. تتوفر أنواع مختلفة من الباحثين، بما في ذلك الباحثين التلفزيونيين، والأشعة تحت الحمراء، والليزر.
- نظام التوجيه: يقوم بمعالجة المعلومات من الباحث لتوجيه الصاروخ نحو الهدف.
- الرأس الحربي: يحتوي على المتفجرات التي يتم تفجيرها عند الاصطدام بالهدف. تتوفر رؤوس حربية مختلفة، بما في ذلك الرؤوس الحربية شديدة الانفجار والرؤوس الحربية المخترقة للدروع.
- نظام الدفع: يوفر الدفع اللازم للصاروخ للطيران نحو الهدف. يستخدم صاروخ إيه جي إم-65 مافريك محركًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب.
تعتمد دقة الصاروخ على نظام التوجيه المستخدم. نماذج التوجيه التلفزيوني تتطلب من الطيار الحفاظ على خط رؤية ثابت للهدف حتى الاصطدام، بينما يمكن لنماذج الأشعة تحت الحمراء والليزر أن تعمل في وضع “أطلق وانس” مما يزيد من بقاء الطائرة.
النماذج المختلفة
كما ذكرنا سابقًا، يوجد العديد من نماذج صاروخ إيه جي إم-65 مافريك، ولكل منها قدرات مميزة. فيما يلي نظرة عامة موجزة على بعض النماذج الأكثر شيوعًا:
- AGM-65A/B: تعتمد هذه النماذج على التوجيه التلفزيوني. يتميز الطراز B بشاشة عرض مكبرة لتحسين تحديد الهدف. يتطلب هذا النموذج من الطيار الحفاظ على خط رؤية ثابت للهدف حتى الاصطدام، مما يجعله عرضة لنيران العدو.
- AGM-65D: يستخدم هذا النموذج باحثًا عن الأشعة تحت الحمراء، مما يسمح له بتتبع الأهداف بناءً على بصمتها الحرارية. يوفر هذا القدرة على “أطلق وانس” حيث يمكن للطيار إطلاق الصاروخ والابتعاد قبل أن يصطدم بالهدف.
- AGM-65E: يستخدم هذا النموذج التوجيه بالليزر. يقوم الطيار أو قوة برية بتعيين الهدف بالليزر، ويتتبع الصاروخ شعاع الليزر حتى يصطدم بالهدف.
- AGM-65F: هو نسخة محسنة من AGM-65D، مصممة للاستخدام البحري. يتميز برأس حربي أكبر ومحرك صاروخي أكثر قوة.
- AGM-65G: يتميز هذا النموذج برأس حربي ثقيل مصمم لتدمير السفن الكبيرة.
- AGM-65H/J/K: هي نماذج موجهة تلفزيونيًا مطورة تستخدم شحنة اقتران مشحونة (CCD) لتحسين الرؤية وتحديد الهدف.
- AGM-65L: هو نموذج موجه بالليزر مع باحث جديد وأكثر حساسية.
الاستخدام القتالي
تم استخدام صاروخ إيه جي إم-65 مافريك على نطاق واسع في العديد من النزاعات حول العالم. تشمل بعض الأمثلة البارزة:
- حرب فيتنام: تم استخدام صاروخ إيه جي إم-65 مافريك لأول مرة في القتال خلال حرب فيتنام، حيث أثبت فعاليته العالية ضد مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة والتحصينات.
- حرب الخليج: لعب صاروخ إيه جي إم-65 مافريك دورًا حاسمًا في حرب الخليج عام 1991، حيث استخدم على نطاق واسع لتدمير الدبابات والمركبات المدرعة العراقية.
- حرب العراق: تم استخدام صاروخ إيه جي إم-65 مافريك أيضًا على نطاق واسع في حرب العراق عام 2003، حيث استخدم لتدمير مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة والتحصينات والمباني.
- عمليات أخرى: تم استخدام الصاروخ أيضًا في عمليات أخرى في أفغانستان وليبيا والعديد من النزاعات الأخرى.
أظهر الصاروخ باستمرار فعاليته في تدمير الأهداف المدرعة وغيرها من الأهداف القيمة، مما يجعله سلاحًا حيويًا للدعم الجوي القريب.
المشغلون
يتم تشغيل صاروخ إيه جي إم-65 مافريك من قبل مجموعة واسعة من الدول حول العالم. تشمل بعض المشغلين الرئيسيين:
- الولايات المتحدة الأمريكية
- إسرائيل
- ألمانيا
- تركيا
- كوريا الجنوبية
- المملكة العربية السعودية
- تايوان
- العديد من الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم.
إن انتشاره الواسع يدل على فعاليته وقيمته كسلاح جو-أرض.
المواصفات الفنية (مثال على AGM-65D)
يرجى ملاحظة أن هذه المواصفات قد تختلف قليلاً اعتمادًا على النموذج المحدد.
- الطول: 2.49 متر
- القطر: 30 سم
- الوزن: 217 كجم
- المدى: أكثر من 22 كم
- السرعة: تفوق سرعة الصوت
- التوجيه: الأشعة تحت الحمراء
- الرأس الحربي: شديد الانفجار
مستقبل صاروخ إيه جي إم-65 مافريك
على الرغم من أن صاروخ إيه جي إم-65 مافريك في الخدمة منذ عقود، إلا أنه لا يزال سلاحًا ذا قيمة للدعم الجوي القريب. تعمل القوات الجوية الأمريكية وحلفاؤها باستمرار على تطوير وتحسين الصاروخ لضمان بقائه فعالاً في مواجهة التهديدات الناشئة. تشمل بعض التطورات المحتملة المستقبلية:
- باحثون محسّنون: يمكن أن يؤدي تطوير باحثين أكثر حساسية ودقة إلى تحسين قدرة الصاروخ على اكتشاف الأهداف وتتبعها، حتى في الظروف الجوية السيئة أو في البيئات المزدحمة.
- رؤوس حربية جديدة: يمكن أن يؤدي تطوير رؤوس حربية جديدة ذات قدرات محسنة إلى زيادة فعالية الصاروخ ضد مجموعة واسعة من الأهداف.
- نظام دفع محسّن: يمكن أن يؤدي تطوير نظام دفع أكثر قوة وكفاءة إلى زيادة مدى الصاروخ وسرعته.
مع استمرار تطور ساحة المعركة، من المرجح أن يظل صاروخ إيه جي إم-65 مافريك سلاحًا مهمًا لسنوات قادمة.
خاتمة
يُعد صاروخ إيه جي إم-65 مافريك صاروخًا جو-أرض تكتيكيًا فعالًا ومتعدد الاستخدامات تم استخدامه على نطاق واسع في العديد من النزاعات حول العالم. بفضل تصميمه المعياري وقدرته على استخدام أنواع مختلفة من أنظمة التوجيه والرؤوس الحربية، يمكن تكييف الصاروخ لتلبية احتياجات المهمة المحددة. على الرغم من أنه في الخدمة منذ عقود، إلا أن صاروخ إيه جي إم-65 مافريك لا يزال سلاحًا ذا قيمة للدعم الجوي القريب، ومن المرجح أن يظل كذلك لسنوات قادمة.