التصميم والتطوير
بدأ تطوير صاروخ إيه جي إم-88 هARM في عام 1972، ودخل الخدمة في عام 1983. وقد تم تصميمه ليكون أسرع وأكثر فعالية من سابقيه، مع نطاق أطول ورأس حربي أكثر تدميراً. يستخدم الصاروخ باحثًا عن الترددات الراديوية لتحديد موقع الرادارات المعادية والانقضاض عليها. يمكن للباحث اكتشاف مجموعة واسعة من الترددات، مما يجعله فعالاً ضد مجموعة متنوعة من الرادارات.
يتكون صاروخ إيه جي إم-88 هARM من أربعة أقسام رئيسية:
- الباحث: يقع في مقدمة الصاروخ ويستخدم لتحديد موقع الرادارات المعادية.
- نظام التوجيه: يقوم بتوجيه الصاروخ إلى الهدف.
- الرأس الحربي: يحتوي على متفجرات شديدة الانفجار مصممة لتدمير الرادار المستهدف.
- المحرك الصاروخي: يوفر الدفع للصاروخ.
تم تطوير العديد من المتغيرات من صاروخ إيه جي إم-88 هARM، بما في ذلك:
- AGM-88A: النسخة الأصلية من الصاروخ.
- AGM-88B: نسخة محسنة مع باحث أكثر حساسية.
- AGM-88C: نسخة محسنة مع رأس حربي أكثر تدميراً.
- AGM-88D: نسخة محسنة مع نظام GPS/INS لتحديد المواقع.
- AGM-88E AARGM: نسخة متقدمة مع باحث جديد ونظام توجيه محسّن.
- AGM-88F HCSM: نسخة محسنة مع قدرة على تحديد الأهداف بشكل مستقل.
الخصائص التقنية
فيما يلي بعض الخصائص التقنية لصاروخ إيه جي إم-88 هARM:
- الطول: 4.14 متر
- القطر: 25 سنتيمتر
- الوزن: 360 كيلوغرام
- المدى: أكثر من 150 كيلومتر
- السرعة: أكثر من 2 ماخ
- الرأس الحربي: 66 كيلوغرام من المتفجرات شديدة الانفجار
الاستخدام العملياتي
تم استخدام صاروخ إيه جي إم-88 هARM على نطاق واسع في العمليات القتالية، بما في ذلك حرب الخليج وحرب العراق وعمليات الناتو في البلقان. وقد أثبت فعاليته العالية في قمع الدفاعات الجوية للعدو. غالبًا ما يتم إطلاق الصاروخ من الطائرات المقاتلة، مثل إف-16 وإف/إيه-18 وإي إف-18 جي غراولر. يمكن أيضًا إطلاقه من طائرات بدون طيار.
إحدى التكتيكات الشائعة لاستخدام صاروخ إيه جي إم-88 هARM هي “المطاردة المميتة”، حيث يتم إطلاق الصاروخ على الرادار المستهدف، ثم يتم إيقاف تشغيل الرادار. سيستمر الصاروخ في البحث عن الرادار، وإذا تم تشغيله مرة أخرى، فسيقوم الصاروخ بالانقضاض عليه. هذا يجعل من الصعب على العدو الدفاع عن نفسه ضد الصاروخ.
تم استخدام صاروخ إيه جي إم-88 هARM بنجاح ضد مجموعة متنوعة من الرادارات، بما في ذلك رادارات الإنذار المبكر ورادارات التحكم في النيران ورادارات الدفاع الجوي. وقد ساعد في تقليل الخسائر في صفوف القوات الصديقة ومنحها ميزة في ساحة المعركة.
المتغيرات الحديثة
يُعتبر AGM-88E AARGM (صاروخ مضاد للإشعاع متقدم عالي السرعة) نسخة مطورة من AGM-88 HARM. يتميز هذا الصاروخ بقدرات محسّنة تشمل نظام توجيه أكثر دقة وباحثًا متطورًا يسمح له بضرب الأهداف المتحركة وإغلاقها حتى بعد إيقاف تشغيل الرادار. كما يتميز بقدرة على تقليل الأضرار الجانبية.
يُعتبر AGM-88F HCSM (High-Speed Anti-Radiation Missile with Cooperative Suppression) تطورًا آخر، حيث يدمج HARM Control Section Modification (HCSM). يسمح هذا التعديل للصاروخ بالعمل بشكل تعاوني مع الطائرات الأخرى لزيادة فعالية قمع الدفاعات الجوية للعدو.
مستقبل إيه جي إم-88 هARM
لا يزال صاروخ إيه جي إم-88 هARM سلاحًا مهمًا في ترسانة العديد من الدول. مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المحتمل أن نشهد المزيد من التحسينات على هذا الصاروخ في المستقبل. قد تشمل هذه التحسينات:
- باحثين أكثر حساسية.
- أنظمة توجيه أكثر دقة.
- رؤوس حربية أكثر تدميراً.
- مدى أطول.
- سرعات أعلى.
من المرجح أن يلعب صاروخ إيه جي إم-88 هARM دورًا مهمًا في العمليات العسكرية المستقبلية.
مقارنة مع أنظمة أخرى
هناك العديد من الأنظمة الأخرى المتاحة التي تهدف إلى قمع أو تدمير الدفاعات الجوية للعدو. بعض هذه الأنظمة تشمل:
- أنظمة الحرب الإلكترونية: تستخدم هذه الأنظمة لإعاقة أو تعطيل رادارات العدو وأنظمة الاتصالات.
- الصواريخ الجوالة: يمكن استخدام هذه الصواريخ لضرب الرادارات المعادية وغيرها من الأهداف ذات القيمة العالية.
- العمليات الخاصة: يمكن استخدام فرق العمليات الخاصة لتدمير الرادارات المعادية أو تعطيلها.
لكل من هذه الأنظمة نقاط قوة ونقاط ضعف خاصة بها. يعتمد اختيار النظام المناسب على الظروف المحددة للعملية.
تكلفة الصاروخ
تختلف تكلفة صاروخ إيه جي إم-88 هARM اعتمادًا على المتغير وكمية الطلب. ومع ذلك، يقدر أن متوسط تكلفة الصاروخ الواحد يتراوح بين 1 مليون و 2 مليون دولار أمريكي.
الدول المستخدمة
يتم استخدام صاروخ إيه جي إم-88 هARM من قبل العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك:
- الولايات المتحدة
- أستراليا
- ألمانيا
- اليونان
- إسرائيل
- إيطاليا
- كوريا الجنوبية
- إسبانيا
- تركيا
- المملكة المتحدة
خاتمة
صاروخ إيه جي إم-88 هARM هو صاروخ فعال للغاية في قمع الدفاعات الجوية للعدو. يتميز بقدرته على استهداف مجموعة واسعة من الرادارات، ونطاقه الطويل وسرعته العالية. تم استخدامه على نطاق واسع في العمليات القتالية، وأثبت فعاليته في تقليل الخسائر في صفوف القوات الصديقة ومنحها ميزة في ساحة المعركة. مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المرجح أن نشهد المزيد من التحسينات على هذا الصاروخ في المستقبل.