التطوير والتاريخ
بدأ تطوير صاروخ سبارو في شركة سبيري جايروسكوب في عام 1947، استجابةً لمتطلبات البحرية الأمريكية لصاروخ جو-جو موجه بالرادار. كان الهدف هو تطوير سلاح يمكنه الاشتباك مع الطائرات المعادية خارج نطاق الأسلحة النارية التقليدية. تم تصميم النسخ الأولى من سبارو لتكون صواريخ كبيرة وثقيلة، مصممة للإطلاق من الطائرات الاعتراضية.
شهدت الخمسينيات من القرن الماضي إدخال متغيرات مختلفة من سبارو، بما في ذلك AIM-7A وAIM-7B. استخدمت هذه الصواريخ توجيه الرادار شبه النشط، مما يعني أن الصاروخ استقبل إشارات الرادار المنعكسة عن الهدف، بينما واصلت الطائرة المطلقة إضاءة الهدف بالرادار. سمح هذا النهج للصاروخ بتتبع الهدف حتى الاصطدام.
على مر السنين، خضع سبارو لعدة ترقيات كبيرة. كان AIM-7E بمثابة تحسن كبير، حيث قدم نطاقًا وأداءً أفضل. تم استخدامه على نطاق واسع خلال حرب فيتنام وأثبت فعاليته ضد الطائرات المقاتلة.
شملت التطورات اللاحقة AIM-7F وAIM-7M، اللذين تضمنت معالجات إلكترونية أكثر تقدمًا ومقاومة محسنة للإجراءات المضادة الإلكترونية (ECM). تم استخدام هذه المتغيرات على نطاق واسع خلال الثمانينيات والتسعينيات، ولا سيما في حرب الخليج.
التصميم والميزات
يتميز صاروخ سبارو بتصميم انسيابي، مع جسم أسطواني وأربعة زعانف مثبتة في المنتصف وأربعة زعانف توجيه في الخلف. يشتمل الصاروخ على باحث رادار، ونظام توجيه، ورأس حربي، ومحرك صاروخي.
باحث الرادار: يستخدم سبارو باحث رادار شبه نشط، والذي يستقبل إشارات الرادار المنعكسة عن الهدف. يحدد الباحث موقع الهدف ويوجه الصاروخ نحوه.
نظام التوجيه: يتلقى نظام التوجيه معلومات من باحث الرادار ويتحكم في زعانف التوجيه لتوجيه الصاروخ نحو الهدف. تستخدم المتغيرات الأحدث من سبارو معالجات إلكترونية أكثر تقدمًا لتحسين دقة التوجيه ومقاومة التشويش.
الرأس الحربي: يحمل سبارو رأسًا حربيًا شديد الانفجار مصممًا لإتلاف أو تدمير الهدف. تم تجهيز الرأس الحربي بصمامات تقاربية وتصادمية.
المحرك الصاروخي: يستخدم سبارو محركًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب لتوفير قوة الدفع. يوفر المحرك الصاروخي للصاروخ سرعة ونطاق كافيين للاشتباك مع الأهداف على مسافات متوسطة.
المواصفات
تختلف مواصفات صاروخ سبارو اعتمادًا على المتغير. فيما يلي بعض المواصفات النموذجية لـ AIM-7M:
- الطول: 3.66 متر (12 قدم)
- القطر: 20.3 سم (8 بوصات)
- الوزن: 231 كجم (510 رطل)
- المدى: 70 كم (43 ميل)
- السرعة: تفوق سرعة الصوت (حوالي 4 ماخ)
- الرأس الحربي: 40 كجم (88 رطلاً) شديد الانفجار
المنصات
تم دمج صاروخ سبارو مع مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك:
- إف-4 فانتوم الثانية
- إف-15 إيجل
- إف-16 فالكون
- إف/إيه-18 هورنت
- إف-14 توم كات
- إف-8 كروسيدر
بالإضافة إلى الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، تم استخدام سبارو أيضًا على بعض منصات الإطلاق الأرضية والبحرية.
الاستخدام القتالي
شهد صاروخ سبارو استخدامًا قتاليًا مكثفًا في العديد من الصراعات حول العالم. كان له دور فعال في حرب فيتنام، حيث استخدمته القوات الأمريكية ضد الطائرات المقاتلة الفيتنامية الشمالية. أثبت سبارو فعاليته في الاشتباكات خارج النطاق المرئي (BVR)، مما سمح للطائرات الأمريكية بإشراك الأهداف قبل أن تقترب.
خلال حرب الخليج، استخدمت طائرات التحالف سبارو على نطاق واسع ضد الطائرات العراقية. حقق الصاروخ العديد من عمليات القتل، مما ساهم في تحقيق التفوق الجوي لقوات التحالف.
في صراعات أخرى، استخدمت دول مختلفة سبارو في أدوار دفاعية وهجومية. على الرغم من إدخال صواريخ أكثر تقدمًا، إلا أن سبارو ظل سلاحًا موثوقًا به وقادرًا لعقود.
المتغيرات
خضع صاروخ سبارو لعدة تعديلات وتحديثات، مما أدى إلى ظهور متغيرات مختلفة. فيما يلي بعض المتغيرات البارزة:
- AIM-7A: النسخة الإنتاجية الأولية من سبارو.
- AIM-7B: نسخة محسنة مع باحث رادار أكثر قوة.
- AIM-7C: نسخة أخرى محسنة مع نطاق وأداء أفضل.
- AIM-7D: متغير رئيسي مع باحث جديد ومحرك صاروخي.
- AIM-7E: نسخة محسنة على نطاق واسع مع أداء أفضل في الاشتباكات القتالية.
- AIM-7F: متغير متقدم مع معالجة إلكترونية محسنة ومقاومة ECM.
- AIM-7M: أحدث نسخة إنتاجية رئيسية مع باحث مُحسَّن ومقاومة ECM.
- RIM-7 Sea Sparrow: نسخة بحرية من سبارو مصممة للإطلاق من السفن.
الخلفاء
مع تقدم التكنولوجيا، تم استبدال صاروخ سبارو تدريجيًا بصواريخ أكثر تقدمًا. خليفته الرئيسية هي سلسلة صواريخ إيه آي إم-120 أمرام (AMRAAM)، والتي توفر نطاقًا وأداءً وقدرات توجيه أفضل. يتميز إيه آي إم-120 أمرام بتوجيه رادار نشط، مما يسمح له بالاشتباك مع الأهداف بشكل مستقل بعد الإطلاق.
على الرغم من استبداله بالصواريخ الحديثة في العديد من الأدوار، إلا أن سبارو لا يزال في الخدمة مع بعض الدول. لقد لعب دورًا حاسمًا في تشكيل تكنولوجيا الصواريخ جو-جو ومهد الطريق لتطوير الأسلحة الأكثر تطوراً.
خاتمة
إيه آي إم-7 سبارو هو صاروخ جو-جو أمريكي متوسط المدى موجه بالرادار شبه النشط. تم تطويره في الأصل في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي، ودخل الخدمة في عام 1956. خضع الصاروخ لعدة ترقيات وتحسينات على مر السنين، وظل في الخدمة مع العديد من القوات الجوية حول العالم لعقود. على الرغم من استبداله بصواريخ أكثر تقدمًا، إلا أن سبارو يظل علامة فارقة في تاريخ تكنولوجيا الصواريخ جو-جو.