التأسيس والأعضاء الأوائل
في قلب مدينة لوس أنجلوس الصاخبة، وتحديدًا في الطابق العلوي من نادي “Rainbow Bar and Grill” الشهير في Sunset Strip، وُلدت فكرة نادي مصاصي دماء هوليوود في أوائل السبعينيات. كان أليس كوبر، نجم الروك المثير للجدل، هو العقل المدبر وراء هذا التجمع الحصري. لم يكن النادي مجرد مكان للاحتفال، بل كان ملاذًا للموسيقيين والممثلين وغيرهم من المشاهير الذين كانوا يبحثون عن الهروب من ضغوط الشهرة في جو من الرفقة الحميمة والفكاهة السوداء.
لم يكن الدخول إلى هذا النادي أمرًا سهلاً، إذ كان يتطلب اجتياز “طقوس” معينة. كان على كل عضو محتمل أن يثبت قدرته على الشرب أكثر من جميع الأعضاء الحاليين. كان هذا التحدي بمثابة اختبار حقيقي لقدرة تحمل الضيوف، وفرصة لإثبات جدارتهم بالانضمام إلى هذا المجتمع المميز. كان الفشل يعني عدم القبول، بينما النجاح يمنح العضوية الدائمة في نادي مصاصي دماء هوليوود.
ضم النادي في صفوفه نخبة من مشاهير تلك الحقبة، بمن فيهم:
- أليس كوبر (Alice Cooper): المؤسس والروح المحركة للنادي.
- جون لينون (John Lennon): أسطورة البيتلز وأحد أبرز الشخصيات في عالم الموسيقى.
- رينغو ستار (Ringo Starr): عازف الطبول في فرقة البيتلز.
- كيث مون (Keith Moon): عازف الطبول الأسطوري لفرقة The Who، المعروف بشخصيته الجامحة.
- هاري نيلسون (Harry Nilsson): مغنٍ وكاتب أغاني موهوب حاز على إعجاب النقاد.
- ميكي دولنز (Micky Dolenz): أحد أعضاء فرقة The Monkees.
- برني تاوبين (Bernie Taupin): الشاعر الغنائي الذي كتب العديد من أغاني إلتون جون.
- جو سميث (Joe Smith): الرئيس التنفيذي لشركة Warner Bros. Records.
كان هؤلاء الأعضاء، وغيرهم الكثير، يجتمعون بانتظام في نادي مصاصي دماء هوليوود للاستمتاع بأمسيات مليئة بالضحك والموسيقى والمحادثات الودية. لقد كان النادي بمثابة ملاذ آمن لهم بعيدًا عن أعين الجمهور، حيث يمكنهم أن يكونوا على طبيعتهم دون خوف من الحكم أو الانتقاد.
أجواء النادي وطقوسه
كان نادي مصاصي دماء هوليوود يتميز بأجوائه الفريدة وطقوسه الغريبة. كان المكان يعج بالديكورات الداكنة والغامضة، والإضاءة الخافتة التي تخلق جوًا من الإثارة والغموض. كانت الجدران مزينة بصور لأعضاء النادي وشخصيات تاريخية أخرى مرتبطة بمفهوم مصاصي الدماء.
كانت المشروبات الكحولية تتدفق بحرية في النادي، حيث كان الأعضاء يتنافسون في شرب الكوكتيلات الغريبة والمشروبات القوية. كان التحدي المتمثل في شرب أكثر من الآخرين جزءًا أساسيًا من طقوس النادي، وكان الفائز يحظى باحترام وتقدير الجميع.
بالإضافة إلى الشرب، كان الأعضاء يستمتعون بالموسيقى الحية والعروض الكوميدية والقصص المضحكة. كان النادي بمثابة منصة للمواهب الشابة، حيث كان العديد من الموسيقيين والفنانين الصاعدين يحصلون على فرصتهم الأولى للعرض أمام جمهور من المشاهير.
كانت روح الدعابة السوداء جزءًا لا يتجزأ من ثقافة النادي. كان الأعضاء يتبادلون النكات الساخرة والقصص الغريبة، وغالبًا ما يسخرون من أنفسهم ومن الآخرين. لم يكن هناك مكان للجدية أو الحساسية في نادي مصاصي دماء هوليوود، حيث كان الضحك هو اللغة المشتركة التي تجمع الجميع.
إحياء الفرقة الموسيقية
في عام 2015، قرر أليس كوبر إحياء اسم “Hollywood Vampires” ولكن هذه المرة كفرقة موسيقية. تعاون مع كل من جوني ديب وجو بيري لتشكيل فرقة روك سوبر غروب تكريماً لروح نادي الشرب الأصلي وأعضائه المتوفين.
أصدرت الفرقة ألبومها الأول الذي يحمل عنوان “Hollywood Vampires” في عام 2015، والذي ضم أغاني كلاسيكية لفرق روك شهيرة مثل The Who و Led Zeppelin و The Doors، بالإضافة إلى بعض الأغاني الأصلية. لاقى الألبوم نجاحًا تجاريًا ونقديًا، مما شجع الفرقة على مواصلة العمل معًا.
قامت الفرقة بجولة عالمية في عام 2016، حيث قدمت عروضًا حية في العديد من المدن حول العالم. لاقت العروض استحسانًا كبيرًا من الجمهور، حيث أشادوا بأداء الفرقة المذهل والطاقة الهائلة التي تبثها على المسرح.
أصدرت الفرقة ألبومها الثاني “Rise” في عام 2019، والذي ضم المزيد من الأغاني الأصلية بالإضافة إلى بعض الأغاني الكلاسيكية. استمرت الفرقة في القيام بجولات حول العالم، وحققت نجاحًا كبيرًا في كل مكان ذهبت إليه.
تأثير النادي والفرقة
ترك نادي مصاصي دماء هوليوود والفرقة الموسيقية التي تحمل الاسم نفسه تأثيرًا كبيرًا على ثقافة البوب. لقد ساهم النادي في تشكيل صورة المشاهير في السبعينيات، حيث أظهر جانبًا أكثر مرحًا وجرأة من شخصياتهم العامة. كما ألهم النادي العديد من الفنانين والموسيقيين الآخرين لإنشاء نوادٍ وتجمعات مماثلة.
أما الفرقة الموسيقية، فقد ساهمت في إحياء الاهتمام بموسيقى الروك الكلاسيكية، وقدمت جيلًا جديدًا من المعجبين إلى أغاني الفرق الأسطورية مثل The Who و Led Zeppelin و The Doors. كما ساهمت الفرقة في دعم العديد من القضايا الخيرية، حيث تبرعت بجزء من أرباحها للمنظمات التي تعمل على مكافحة الإدمان ودعم الشباب المحتاجين.
خاتمة
كان نادي مصاصو دماء هوليوود أكثر من مجرد نادٍ للشرب؛ لقد كان رمزًا لعصر ذهبي في هوليوود، حيث اجتمع المشاهير للاحتفال بالحياة والصداقة والموسيقى. أما الفرقة الموسيقية التي تحمل الاسم نفسه، فقد حملت إرث النادي إلى جيل جديد، وقدمت موسيقى الروك الكلاسيكية بطريقة جديدة ومثيرة.