<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد والتر هوبر في ولاية نورث كارولينا بالولايات المتحدة. نشأ في بيئة متدينة، مما أثر في تكوينه الفكري والأخلاقي. اهتم هوبر بالأدب منذ صغره، وقرأ بشغف العديد من الكتب لكتاب مختلفين. تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وأظهر اهتمامًا خاصًا بالأدب الإنجليزي الكلاسيكي والأدب المسيحي.
التقى هوبر لأول مرة بسي. إس. لويس في عام 1963، وذلك خلال زيارته إلى جامعة كامبريدج، حيث كان لويس أستاذًا للأدب الإنجليزي. أذهل لقاء هوبر الأول بلويس، وأدرك على الفور عمق فكر لويس وأهمية كتاباته. بدأ هوبر في مراسلة لويس، وتعمقت علاقتهما تدريجيًا. كان هوبر يشارك لويس في مناقشات حول الأدب والفلسفة والدين، وكان لويس يرى في هوبر قارئًا ذكيًا وداعمًا موثوقًا به.
العلاقة مع سي. إس. لويس
توطدت العلاقة بين هوبر ولويس بشكل كبير في السنوات الأخيرة من حياة لويس. أصبح هوبر سكرتيرًا خاصًا للويس، وعمل معه بشكل وثيق في تنظيم مخطوطاته ومقابلاته. عاش هوبر في منزل لويس في كوليدج في كامبريدج، وشاركه في العديد من الأنشطة اليومية. كان هوبر شاهدًا على الأيام الأخيرة من حياة لويس، وكان بجانبه عندما توفي في عام 1963.
بعد وفاة لويس، ورث هوبر عددًا كبيرًا من أوراقه ومخطوطاته. كُلف هوبر بإدارة تركة لويس، وأصبح مسؤولًا عن الحفاظ على إرث لويس الأدبي. عمل هوبر بجد لنشر أعمال لويس غير المنشورة، وإعادة طبع أعماله المنشورة، وترجمة أعماله إلى لغات أخرى. لعب هوبر دورًا حاسمًا في تعريف القراء حول العالم بأعمال لويس.
أعماله وإسهاماته
ألف والتر هوبر عددًا من الكتب والمقالات عن سي. إس. لويس، بما في ذلك السير الذاتية والنقدية. ساهمت كتاباته في فهم أعمق لحياة لويس وفكره، كما ساعدت على تعزيز شهرة أعماله. من أبرز أعماله:
- سي. إس. لويس: سيرة ذاتية (C. S. Lewis: A Biography): تُعتبر هذه السيرة الذاتية الشاملة للويس من أكثر الأعمال شهرة لهوبر. قدمت نظرة متعمقة على حياة لويس، من نشأته إلى وفاته، وركزت على جوانب مختلفة من شخصيته وفكره.
- رسائل سي. إس. لويس (The Collected Letters of C. S. Lewis): جمع هوبر وحرر العديد من رسائل لويس، مما سمح للقراء بالتعرف على جانب آخر من شخصية لويس، ورؤية أفكاره ومناقشاته حول مواضيع مختلفة.
- ساعات مع سي. إس. لويس (Through the Shadowlands): يروي هذا الكتاب ذكريات هوبر عن الفترة التي قضاها مع لويس، ويسلط الضوء على علاقتهما الوثيقة وتأثير لويس على حياته.
بالإضافة إلى كتاباته، أشرف هوبر على العديد من مشاريع النشر المتعلقة بأعمال لويس. قام بتحرير ونشر العديد من المخطوطات غير المنشورة للويس، بما في ذلك المقالات والرسائل والأعمال الأدبية. كما عمل على ترجمة أعمال لويس إلى لغات مختلفة، مما ساهم في انتشار أعماله في جميع أنحاء العالم.
آراؤه وانتقاداته
على الرغم من التقدير الكبير الذي حظي به هوبر، فقد واجه بعض الانتقادات خلال مسيرته المهنية. تمحورت هذه الانتقادات بشكل رئيسي حول الدور الذي لعبه في إدارة تركة لويس، وادعاءات بتبني أساليب صارمة في التعامل مع أعمال لويس. كما اتُهم هوبر بإخفاء بعض المعلومات عن حياة لويس، خاصة فيما يتعلق بعلاقته بزوجته جوي ديفيدمان.
دافعت بعض الشخصيات عن هوبر، وأكدوا على أهمية دوره في الحفاظ على إرث لويس. أشاروا إلى أن هوبر كان مخلصًا لويس، وأن هدفه الرئيسي كان تعزيز أعماله ونشرها على أوسع نطاق. كما أشاروا إلى أن هوبر كان يعمل وفقًا لأفضل ما لديه من معرفة وخبرة، وأن الانتقادات الموجهة إليه كانت غالبًا مبالغ فيها.
إرثه وتأثيره
ترك والتر هوبر إرثًا دائمًا في عالم الأدب والثقافة. ساهمت كتاباته وإسهاماته في تعزيز شهرة سي. إس. لويس وأعماله، وجعلت أعماله في متناول القراء في جميع أنحاء العالم. يعتبر هوبر شخصية رئيسية في دراسة حياة وأعمال لويس، وأعماله مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالأدب المسيحي والفكر النقدي.
بالإضافة إلى عمله مع لويس، كان هوبر شخصية مؤثرة في الدوائر الأدبية والثقافية. عمل مع العديد من الكتاب والناشرين، وساهم في تعزيز الحوار بين الأدب والدين. كان هوبر أيضًا متحدثًا عامًا نشطًا، وقدم محاضرات ومناقشات حول أعمال لويس وقضايا الأدب والفكر.
حياته الشخصية
لم يتزوج والتر هوبر قط، وركز حياته بشكل كامل على عمله الأدبي وإدارة تركة سي. إس. لويس. كان يعيش في الولايات المتحدة لفترة طويلة، لكنه كان يقضي الكثير من الوقت في بريطانيا، حيث كان لديه صلة وثيقة بجامعة أكسفورد. كان هوبر شخصية محبوبة من قبل الكثيرين، وعرف بكرمه وتفانيه في عمله.
وفاته
توفي والتر هوبر في 7 ديسمبر 2020، عن عمر يناهز 89 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الكتابات والمساهمات في عالم الأدب. استمرت أعماله في التأثير على القراء والباحثين، وسيظل اسمه مرتبطًا إلى الأبد باسم سي. إس. لويس.
خاتمة
كان والتر هوبر شخصية محورية في عالم الأدب، ولعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على إرث سي. إس. لويس. من خلال كتاباته وإسهاماته، ساعد هوبر على تعريف القراء حول العالم بحياة لويس وفكره وأعماله. على الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت إليه، إلا أن إسهاماته في الأدب لا يمكن إنكارها، وسيظل اسمه مرتبطًا إلى الأبد باسم لويس.