تاريخ وتأسيس مدمني الماريجوانا
شهدت نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات زيادة في الوعي حول مشاكل تعاطي المخدرات، بما في ذلك الماريجوانا. استجابة لهذه الحاجة المتزايدة، تأسست منظمة “مدمني الماريجوانا” في عام 1989. كان الهدف الرئيسي هو توفير ملاذ آمن للأفراد الذين يكافحون مع إدمان الماريجوانا، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق التعافي. اعتمد المؤسسون على نموذج برنامج “مدمني الكحول المجهولين” الناجح، مع تعديله ليناسب خصوصية إدمان الماريجوانا.
مبادئ برنامج الاثني عشر خطوة
يعتمد برنامج “مدمني الماريجوانا” على مبادئ برنامج الاثني عشر خطوة، والتي تعتبر جوهر التعافي. هذه الخطوات مصممة لمساعدة الأفراد على الاعتراف بمشكلتهم، والعمل على تغيير سلوكياتهم، وبناء حياة خالية من المخدرات. تتضمن هذه الخطوات:
- الخطوة الأولى: الاعتراف بالعجز عن السيطرة على تعاطي الماريجوانا، وأن الحياة أصبحت غير قابلة للإدارة.
- الخطوة الثانية: الإيمان بقوة أعظم من الذات، والتي يمكن أن تعيد الصحة العقلية.
- الخطوة الثالثة: اتخاذ قرار بتسليم الإرادة والحياة إلى رعاية الله، كما نفهمها.
- الخطوة الرابعة: إجراء جرد أخلاقي جريء وشجاع للنفس.
- الخطوة الخامسة: الاعتراف لله، ولأنفسنا، ولشخص آخر، بالطبيعة الدقيقة لأخطائنا.
- الخطوة السادسة: الاستعداد الكامل للتخلص من جميع هذه العيوب في الشخصية.
- الخطوة السابعة: التواضع في طلب إزالة أوجه القصور.
- الخطوة الثامنة: عمل قائمة بجميع الأشخاص الذين أضر بهم، والاستعداد لتعويضهم جميعًا.
- الخطوة التاسعة: القيام بتعويض مباشر لهؤلاء الأشخاص، متى أمكن، باستثناء الحالات التي قد يضر فيها ذلك بهم أو بآخرين.
- الخطوة العاشرة: الاستمرار في إجراء الجرد الشخصي، وعندما نكون مخطئين، الاعتراف بذلك على الفور.
- الخطوة الحادية عشرة: السعي من خلال الصلاة والتأمل إلى تحسين الاتصال الواعي بالله، كما نفهمه، ونصلي فقط من أجل معرفة إرادته لنا وقدرته على تنفيذ ذلك.
- الخطوة الثانية عشرة: بعد أن نكون قد مررنا بتجربة روحية نتيجة لهذه الخطوات، محاولة توصيل هذه الرسالة إلى مدمني الماريجوانا الآخرين، وممارسة هذه المبادئ في جميع شؤوننا.
آلية عمل برنامج مدمني الماريجوانا
تعمل “مدمني الماريجوانا” من خلال عدة آليات رئيسية لدعم التعافي. تشمل هذه الآليات:
- الاجتماعات: تعقد اجتماعات منتظمة حيث يشارك الأعضاء تجاربهم وقوتهم وأملهم. تتيح هذه الاجتماعات بيئة داعمة حيث يمكن للأفراد التعبير عن مشاعرهم وتحدياتهم دون خوف من الحكم.
- الرعاية: يعتبر وجود راعٍ (شخص ذو خبرة في التعافي) أمرًا بالغ الأهمية. يقدم الرعاة التوجيه والدعم للأعضاء الجدد، ويساعدونهم على اجتياز الخطوات الاثني عشر.
- الكتابة: تشجع المنظمة الأعضاء على كتابة يوميات وتدوين أفكارهم ومشاعرهم. يساعد ذلك في معالجة المشاعر، وتعزيز الوعي الذاتي، وتتبع التقدم المحرز.
- الخدمة: يشارك الأعضاء في خدمة الآخرين داخل المنظمة. يمكن أن يشمل ذلك المساعدة في تنظيم الاجتماعات، أو تقديم الدعم للأعضاء الجدد، أو العمل في اللجان.
فوائد الانضمام إلى مدمني الماريجوانا
يوفر الانضمام إلى “مدمني الماريجوانا” العديد من الفوائد للأفراد الذين يسعون للتعافي من إدمان الماريجوانا. تشمل هذه الفوائد:
- الدعم الاجتماعي: توفر المنظمة شبكة دعم قوية من الأفراد الذين يشاركون نفس التجربة. يساعد هذا الدعم في تقليل الشعور بالعزلة والوحدة.
- الخبرة المشتركة: يشارك الأعضاء تجاربهم وقصصهم، مما يوفر رؤى قيمة واستراتيجيات للتغلب على التحديات.
- التعلم والنمو: من خلال اتباع برنامج الاثني عشر خطوة، يتعلم الأعضاء مهارات جديدة، ويكتسبون وعيًا ذاتيًا أكبر، ويعززون نموهم الشخصي.
- الأمل والإلهام: يوفر البرنامج الأمل والإلهام للأفراد الذين يشعرون باليأس. رؤية الآخرين يتعافون يشجع الأعضاء على الاستمرار في رحلتهم نحو التعافي.
- المساءلة: يساعد وجود نظام دعم ومساءلة الأعضاء على البقاء على المسار الصحيح وتحقيق أهدافهم.
تحديات التعافي من إدمان الماريجوانا
على الرغم من الفوائد العديدة، يواجه الأفراد الذين يسعون للتعافي من إدمان الماريجوانا العديد من التحديات. تشمل هذه التحديات:
- الانسحاب: قد يعاني الأفراد من أعراض الانسحاب الجسدية والنفسية عند التوقف عن تعاطي الماريجوانا، مثل القلق والأرق والتهيج.
- الانتكاس: الانتكاس هو جزء شائع من عملية التعافي. قد يجد الأفراد صعوبة في البقاء ممتنعين عن تعاطي الماريجوانا، حتى بعد فترة من الامتناع.
- الضغوط الاجتماعية: قد يواجه الأفراد ضغوطًا اجتماعية للعودة إلى تعاطي الماريجوانا، خاصة من الأصدقاء أو العائلة.
- التحيز والوصم: قد يواجه الأفراد وصمًا وتحيزًا من المجتمع بسبب إدمانهم.
- الوصول إلى الموارد: قد يكون الوصول إلى العلاج والدعم صعبًا، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى هذه الموارد.
أهمية طلب المساعدة المتخصصة
في حين أن “مدمني الماريجوانا” تقدم دعمًا قيمًا، من المهم أن ندرك أنها ليست بديلاً عن الرعاية الطبية المتخصصة. قد يحتاج الأفراد الذين يعانون من إدمان الماريجوانا إلى:
- التقييم الطبي: لتقييم شدة الإدمان والأعراض المصاحبة.
- العلاج: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الجماعي.
- الأدوية: في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بالأدوية للسيطرة على أعراض الانسحاب أو علاج الحالات المصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب.
- دعم الأسرة: من المهم إشراك الأسرة في عملية التعافي، وتوفير الدعم والتوجيه لهم.
كيفية الانضمام إلى مدمني الماريجوانا
إذا كنت تعاني من إدمان الماريجوانا، وترغب في الانضمام إلى “مدمني الماريجوانا”، يمكنك اتخاذ الخطوات التالية:
- البحث عن اجتماعات: ابحث عن اجتماعات “مدمني الماريجوانا” في منطقتك. يمكنك العثور على معلومات حول الاجتماعات عبر الإنترنت، أو من خلال الأصدقاء أو العائلة، أو من خلال مراكز العلاج.
- حضور الاجتماعات: شارك في الاجتماعات واستمع إلى تجارب الأعضاء الآخرين.
- التواصل مع الأعضاء: تحدث إلى الأعضاء الآخرين، وشارك تجاربك، واطلب الدعم.
- العثور على راعٍ: اطلب من أحد الأعضاء الأكثر خبرة أن يكون راعيًا لك.
- اتباع برنامج الاثني عشر خطوة: ابدأ في اتباع برنامج الاثني عشر خطوة، والعمل على تغيير سلوكياتك.
دور المجتمع في دعم التعافي
يلعب المجتمع دورًا حيويًا في دعم الأفراد الذين يتعافون من إدمان الماريجوانا. يمكن للمجتمع أن يوفر الدعم من خلال:
- زيادة الوعي: نشر الوعي حول إدمان الماريجوانا وتأثيره على الأفراد والمجتمع.
- إزالة الوصم: محاربة الوصم والتحيز المرتبطين بإدمان المخدرات.
- دعم سياسات الصحة العامة: دعم السياسات التي تعزز الوصول إلى العلاج والرعاية الصحية.
- توفير الموارد: دعم المنظمات التي تقدم الدعم والخدمات للأفراد الذين يتعافون من إدمان الماريجوانا.
الفرق بين مدمني الماريجوانا وبرامج أخرى
بينما تشترك “مدمني الماريجوانا” في بعض أوجه التشابه مع برامج التعافي الأخرى، مثل “مدمني الكحول المجهولين”، هناك بعض الاختلافات الرئيسية. يركز “مدمني الماريجوانا” بشكل خاص على إدمان الماريجوانا، ويتكيف برنامج الاثني عشر خطوة ليناسب التحديات المحددة التي يواجهها مدمنو الماريجوانا. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد “مدمني الماريجوانا” على الدعم المتبادل، حيث يتبادل الأعضاء الخبرات والدعم. في حين أن برامج أخرى قد تعتمد على العلاج الاحترافي أو الأدوية.
أهمية الاستمرارية في التعافي
التعافي من إدمان الماريجوانا هو عملية مستمرة تتطلب الالتزام والجهد المستمر. من المهم أن يظل الأفراد ملتزمين ببرنامج التعافي الخاص بهم، وأن يطلبوا الدعم عند الحاجة. قد يشمل ذلك حضور الاجتماعات بانتظام، والتواصل مع الرعاة، والمشاركة في الأنشطة التي تدعم التعافي، مثل ممارسة الرياضة، أو التأمل، أو قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. يجب على الأفراد أيضًا أن يكونوا على دراية بمحفزاتهم، وأن يضعوا خططًا للتعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد أن يعتنوا بصحتهم الجسدية والعقلية، وأن يبحثوا عن المساعدة المهنية عند الحاجة.
خاتمة
تقدم “مدمني الماريجوانا” برنامج دعم قيمًا للأفراد الذين يسعون للتعافي من إدمان الماريجوانا. من خلال المشاركة في برنامج الاثني عشر خطوة، وحضور الاجتماعات، والتواصل مع الأعضاء الآخرين، يمكن للأفراد الحصول على الدعم والأمل اللازمين للتغلب على الإدمان. على الرغم من التحديات التي قد تواجهها، يمكن للتعافي أن يكون ممكنًا من خلال الالتزام والعمل الجاد. إذا كنت تعاني من إدمان الماريجوانا، فقد تكون “مدمني الماريجوانا” هي الخطوة الأولى نحو حياة صحية وسعيدة.