<![CDATA[
الشركات الاستثمارية الأجنبية السلبية (PFIC)
في سياق قانون الضرائب الأمريكي، تشير “PFIC” إلى الشركات الاستثمارية الأجنبية السلبية (Passive Foreign Investment Company). هذا التصنيف مهم للمواطنين الأمريكيين والمقيمين الذين يستثمرون في شركات أجنبية. يهدف هذا التصنيف إلى منع الأمريكيين من استخدام الشركات الأجنبية لتأجيل أو تجنب دفع الضرائب على الدخل والاستثمارات.
لتحديد ما إذا كانت الشركة الأجنبية تعتبر شركة PFIC، يجب استيفاء أحد الشرطين التاليين:
- اختبار الدخل: 75% أو أكثر من إجمالي إيرادات الشركة خلال السنة الضريبية يجب أن تكون دخلًا سلبيًا. يشمل الدخل السلبي الفوائد والأرباح الموزعة والإيجارات والعائدات الأخرى المتأتية من الأصول التي تدر دخلاً سلبيًا.
- اختبار الأصول: 50% أو أكثر من إجمالي الأصول، بناءً على المتوسط المرجح للقيمة السوقية أو القيمة الدفترية (إذا لم يكن هناك سوق نشط)، يجب أن تكون أصولًا تولد دخلاً سلبيًا أو تحتفظ بها لهذا الغرض.
إذا استوفت الشركة الأجنبية أيًا من هذين الشرطين، فإنها تعتبر شركة PFIC. هذا التصنيف له آثار كبيرة على كيفية فرض الضرائب على الاستثمارات في هذه الشركات.
الآثار الضريبية للاستثمار في PFIC
عندما يستثمر المواطنون والمقيمون الأمريكيون في شركة PFIC، فإنهم يخضعون لقواعد ضريبية معقدة ومرهقة. تهدف هذه القواعد إلى تعويض التأخير الضريبي الذي قد يحدث إذا تم الاحتفاظ بالاستثمارات في الخارج. تشمل الآثار الضريبية الرئيسية ما يلي:
- الضرائب المرتفعة: غالبًا ما يتم فرض ضرائب على الأرباح الرأسمالية والأرباح الموزعة من PFIC بمعدلات ضريبية أعلى من تلك المطبقة على الاستثمارات المحلية.
- رسوم الفائدة: بالإضافة إلى الضرائب، قد يتعين على المستثمرين دفع رسوم فائدة على الضرائب المؤجلة. يتم حساب هذه الفائدة على أساس الفترة الزمنية التي تم فيها تأجيل الضرائب.
- الإبلاغ المعقد: يجب على المستثمرين في PFIC الإبلاغ عن استثماراتهم إلى مصلحة الضرائب الأمريكية (IRS) باستخدام نموذج 8621. يتطلب هذا النموذج معلومات مفصلة حول الاستثمار والدخل والضرائب المدفوعة.
- الخيارات المتاحة لتقليل العبء الضريبي: هناك بعض الخيارات المتاحة للمستثمرين لتقليل العبء الضريبي المرتبط بالاستثمار في PFIC. وتشمل هذه الخيارات:
- انتخاب PFIC كشركة للسيطرة (QEF): يسمح هذا الخيار للمستثمرين بالإبلاغ عن دخل PFIC وأرباحهم الرأسمالية سنويًا، بغض النظر عما إذا تم توزيع أي أموال. وهذا يمكن أن يقلل من الضرائب ورسوم الفائدة.
- بيع الأسهم: إذا تم بيع أسهم PFIC، فإن أي أرباح تخضع لضريبة الدخل بالإضافة إلى رسوم الفائدة.
الفرق بين PFIC والشركات الأجنبية الأخرى
من المهم أن نفهم الفرق بين PFIC وأنواع الشركات الأجنبية الأخرى. لا تنطبق قواعد PFIC إلا على الشركات التي تفي بمعايير معينة فيما يتعلق بالدخل والأصول السلبية. الشركات الأجنبية الأخرى، مثل الشركات العاملة، تخضع لقواعد ضريبية مختلفة.
على سبيل المثال، الشركة الأجنبية التي تشارك بشكل نشط في ممارسة الأعمال التجارية، مثل شركة التصنيع أو شركة الخدمات، من غير المرجح أن يتم تصنيفها كـ PFIC. وذلك لأن معظم إيراداتها تأتي من العمليات التجارية النشطة، وليس من الدخل السلبي.
تعتبر معرفة ما إذا كانت الشركة الأجنبية تعتبر PFIC أمرًا بالغ الأهمية، لأن ذلك يحدد كيفية فرض الضرائب على الاستثمارات في تلك الشركة.
أمثلة على الشركات التي يمكن اعتبارها PFIC
يمكن للعديد من أنواع الشركات الأجنبية أن تستوفي معايير PFIC. تشمل الأمثلة:
- صناديق الاستثمار: غالبًا ما يتم تصنيف صناديق الاستثمار الأجنبية على أنها PFIC، لأنها تستثمر في المقام الأول في الأوراق المالية، والتي تعتبر أصولًا سلبية.
- الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs): يمكن أيضًا تصنيف صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تستثمر في الأسهم الأجنبية أو السندات على أنها PFIC.
- شركات التأمين الأجنبية: إذا كان جزء كبير من إيرادات شركة التأمين الأجنبية يأتي من الاستثمارات، فقد يتم تصنيفها على أنها PFIC.
- الشركات القابضة: قد يتم تصنيف الشركات القابضة التي تستثمر في الشركات التابعة على أنها PFIC، خاصة إذا كانت الشركات التابعة تدر دخلاً سلبيًا.
من المهم أن يقوم المستثمرون بإجراء العناية الواجبة لتحديد ما إذا كانت الشركة الأجنبية التي يفكرون في الاستثمار فيها تعتبر شركة PFIC أم لا.
تجنب PFIC أو تخفيف آثارها
نظرًا للآثار الضريبية السلبية للاستثمار في PFIC، قد يرغب المستثمرون في اتخاذ خطوات لتجنب هذه الاستثمارات أو تخفيف تأثيرها. تشمل بعض الاستراتيجيات:
- الاستثمار في الشركات غير المصنفة كـ PFIC: قد يختار المستثمرون الاستثمار في الشركات الأجنبية التي لا تفي بمعايير PFIC.
- اختيار QEF: كما ذكرنا سابقًا، يمكن للمستثمرين اختيار معاملة PFIC كشركة خاضعة للضريبة بالكامل (QEF). يمكن أن يؤدي هذا إلى تقليل الضرائب ورسوم الفائدة.
- الاستثمار من خلال حساب معفي من الضرائب: يمكن للمستثمرين الاستثمار في PFIC من خلال حساب التقاعد المعفى من الضرائب، مثل حساب التقاعد الفردي (IRA) أو 401(k). وهذا يمكن أن يساعد في تأجيل أو تجنب الضرائب على الدخل والاستثمارات.
- طلب المشورة المهنية: يجب على المستثمرين الذين يفكرون في الاستثمار في الشركات الأجنبية طلب المشورة من مستشار ضريبي أو محامٍ. يمكنهم تقديم التوجيه بشأن كيفية الامتثال لقواعد PFIC وتقليل العبء الضريبي.
أهمية فهم قواعد PFIC
يعد فهم قواعد PFIC أمرًا بالغ الأهمية للمواطنين والمقيمين الأمريكيين الذين يستثمرون في الشركات الأجنبية. يمكن أن يؤدي الفشل في الامتثال لهذه القواعد إلى عقوبات ضريبية كبيرة ورسوم فائدة. يجب على المستثمرين التأكد من فهمهم لكيفية تطبيق هذه القواعد على استثماراتهم وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
معانٍ أخرى لـ PFIC
بالإضافة إلى الشركات الاستثمارية الأجنبية السلبية، يمكن أن يشير الاختصار “PFIC” إلى معانٍ أخرى، على الرغم من أنها أقل شيوعًا. أحد الأمثلة على ذلك هو “البابوية” (Pontifical). في هذه الحالة، يشير PFIC إلى كل ما يتعلق بالبابا أو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ومع ذلك، فإن هذا الاستخدام أقل شيوعًا بكثير من استخدامه للإشارة إلى الشركات الاستثمارية الأجنبية السلبية.
خاتمة
باختصار، يشير الاختصار “PFIC” بشكل أساسي إلى الشركات الاستثمارية الأجنبية السلبية، وفقًا لقانون الضرائب الأمريكي. هذه الشركات هي شركات أجنبية تستوفي معايير معينة فيما يتعلق بالدخل والأصول السلبية. الاستثمار في PFIC له آثار ضريبية كبيرة، بما في ذلك الضرائب المرتفعة ورسوم الفائدة. يجب على المستثمرين الذين يفكرون في الاستثمار في الشركات الأجنبية فهم قواعد PFIC وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.