نشأته وتعليمه
ولد مارك ديفير في مدينة موبيل بولاية ألاباما. تلقى تعليمه في جامعة ديوك حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1982. ثم تابع دراساته في معهد غريشاك للعلوم الدينية في كامبريدج، ماساتشوستس، وحصل على درجة الماجستير في اللاهوت في عام 1985. أكمل ديفير دراسته بالحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الكنسي من جامعة كامبريدج في عام 1994.
مسيرته الكنسية
بدأ ديفير خدمته الكنسية في كنيسة المعمدانيين في كابيتول هيل في عام 1994. ومنذ ذلك الحين، قاد الكنيسة في النمو والازدهار. اشتهر ديفير بتعليمه المباشر للكتاب المقدس، وتركيزه على أهمية العضوية الكنسية، وتشجيعه على تأسيس الكنائس. يعتبر من القادة المؤثرين في حركة الإصلاح البروتستانتي الجديدة، التي تركز على أهمية الكتاب المقدس، والتبشير بالإنجيل، والعيش المسيحي المتوافق مع الكتاب المقدس.
أعماله وكتاباته
بالإضافة إلى عمله كقسيس، كتب ديفير العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في تشكيل الفكر اللاهوتي المعاصر. من بين أشهر مؤلفاته:
- “الكنيسة: أين نذهب؟” (The Church: The Gospel Made Visible) وهو كتاب يوضح رؤية ديفير للكنيسة كجماعة من المؤمنين الذين يجتمعون معًا للعبادة، والتعليم، والتلمذة، والتبشير بالإنجيل.
- “تسعة أوجه في صحة الكنيسة” (Nine Marks of a Healthy Church): هذا الكتاب يحدد تسعة سمات أساسية تعتبرها ديفير ضرورية لصحة الكنيسة، بما في ذلك التبشير، والتعليم الكتابي، والعيش في الجماعة، والتبشير بالإنجيل.
- “لا يمكن أن نكون من دون بعضنا البعض: دليل عملي للكنيسة” (We Cannot Be Silent: How to Live as Christians in the World): يستكشف هذا الكتاب دور المسيحيين في العالم وكيف يجب عليهم أن يعيشوا حياتهم كشهود للمسيح في المجتمع.
تعكس كتابات ديفير التزامه بالكتاب المقدس كمرجعية أساسية للإيمان والممارسة المسيحية، وتركيزه على أهمية الكنيسة المحلية كأداة رئيسية للتبشير والتلمذة.
تأثيره على اللاهوت والإنجيلية
كان لديفير تأثير كبير على الفكر اللاهوتي والإنجيلي. ساهم في نشر الوعي بأهمية اللاهوت الكتابي الصحيح، وأثر في قيادة الكنائس من خلال دعوته إلى العودة إلى المبادئ الكتابية الأساسية. كان له دور في تشكيل شبكة من الكنائس، التي تعمل معًا لتبادل الأفكار والتعاون في التبشير.
بصفته مؤيدًا قويًا للإصلاح البروتستانتي، شجع ديفير على العودة إلى المبادئ الأساسية للإصلاح، مثل sola Scriptura (الكتاب المقدس وحده)، sola gratia (النعمة وحدها)، sola fide (الإيمان وحده)، solus Christus (المسيح وحده)، و soli Deo gloria (مجد الله وحده). لقد ساهم في تعزيز هذه المبادئ في الكنائس في جميع أنحاء العالم.
مساهماته في التعليم والقيادة
بالإضافة إلى كتاباته وقيادته للكنيسة، شارك ديفير في العديد من المؤتمرات والندوات حول العالم. قدم محاضرات حول مواضيع متنوعة مثل اللاهوت الكتابي، والقيادة الكنسية، والتبشير بالإنجيل، والعلاقات الاجتماعية. من خلال هذه المشاركات، أثر في العديد من القادة المسيحيين وساهم في تثقيفهم وتجهيزهم للخدمة.
قام ديفير بتدريس في العديد من المؤسسات التعليمية، بما في ذلك كلية اللاهوت التابعة لجامعة أوكلاهوما، حيث شغل منصب أستاذ مساعد لللاهوت. كما عمل في مجلس إدارة العديد من المنظمات المسيحية، مما ساهم في تطويرها وتعزيز رؤيتها.
قضايا جدلية ووجهات نظر
شارك ديفير في مناقشة العديد من القضايا الجدلية المتعلقة بالإيمان المسيحي. وقد دافع عن وجهات نظره الكتابية في قضايا مثل العلاقة بين الكنيسة والمجتمع، ودور المرأة في الخدمة الكنسية، والتبشير بالإنجيل في العصر الحديث. ساهمت هذه المناقشات في تعزيز الفهم اللاهوتي وتعزيز التفكير النقدي في هذه القضايا.
يعتبر ديفير محافظًا في وجهات نظره، ويؤكد على أهمية الالتزام بالقيم الأخلاقية الكتابية. ومع ذلك، فهو معروف أيضًا بتشجيعه على الحوار المفتوح، واستعداده للتفاعل مع وجهات النظر المختلفة. هذا الموقف جعله شخصية مؤثرة في مجتمع الإنجيليين والمسيحيين بشكل عام.
نشاطاته الحالية
لا يزال ديفير يخدم كقسيس أول في كنيسة المعمدانيين في كابيتول هيل. بالإضافة إلى ذلك، يشارك في المحاضرات والندوات حول العالم. يستمر في كتابة المقالات والكتب، ومشاركة أفكاره حول اللاهوت والقيادة الكنسية.
يواصل ديفير التأثير على القادة المسيحيين من خلال عمله في التدريس والتوجيه. كما يشارك في تشجيع وتشجيع الكنائس المحلية على النمو والتطور.
تقييم إرثه
يُنظر إلى مارك ديفير كواحد من أبرز القادة اللاهوتيين في العصر الحديث. أثرت كتاباته وتعليمه وقيادته في تشكيل الفكر اللاهوتي والإنجيلي في العديد من الكنائس والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. يعتبر إسهامه في تعزيز أهمية الكتاب المقدس، والتبشير بالإنجيل، والصحة الكنسية أمرًا ذا أهمية كبيرة.
يستمر ديفير في التأثير على القيادة الكنسية من خلال توجيهاته ودعمه المستمر للكنائس. يُذكر اسمه كواحد من القادة الذين ساهموا في تعزيز فهم الإيمان المسيحي والعيش به في العالم الحديث.
التعاون مع مؤسسات أخرى
بالإضافة إلى عمله في الكنيسة، تعاون ديفير مع العديد من المؤسسات والمنظمات المسيحية. شارك في مؤتمرات وندوات مع منظمات مثل “9Marks”، التي أسسها مع آخرين، والتي تركز على تعزيز صحة الكنائس. عمل أيضًا مع منظمات تبشيرية لتدريب القادة وتأسيس الكنائس في جميع أنحاء العالم.
من خلال هذه التعاونات، وسّع ديفير نطاق تأثيره وساهم في دعم النمو الروحي والخدمة في الكنائس والمجتمعات المسيحية المختلفة.
رؤيته للمستقبل
تتركز رؤية ديفير للمستقبل على النمو الروحي للكنائس، وتعزيز التبشير بالإنجيل، ودعم القادة المسيحيين. يعتقد أن الكنيسة يجب أن تكون مركزًا للعبادة والتعليم والتلمذة، وأن تعمل على نشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم.
يشجع ديفير القادة على الالتزام بالقيم الكتابية، وتطوير رؤية واضحة لخدمتهم، والسعي إلى النمو الشخصي والروحي. يدعو الكنائس إلى التعاون معًا لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.
استمرارية تأثيره
يستمر تأثير مارك ديفير في النمو والانتشار. يظل عمله كمدرس وقائد ملهمًا للعديد من المسيحيين في جميع أنحاء العالم. تستمر كتاباته ومقالاته في التأثير على الفكر اللاهوتي والإنجيلي.
يظهر إرث ديفير في الكنائس التي أسسها وأثر فيها، وكذلك في القادة الذين دربهم وألهمهم. من خلال عمله، يواصل المساهمة في تطوير الإيمان المسيحي وتوسيع نطاقه.
التحديات التي واجهها
على الرغم من مساهماته الكبيرة، واجه ديفير بعض التحديات. تعرض لانتقادات بسبب مواقفه المحافظة في بعض القضايا الاجتماعية. ومع ذلك، استمر في التمسك بقناعاته الكتابية، مؤمنًا بأهمية الحقيقة الكتابية والعيش المسيحي المتوافق معها.
رغم هذه التحديات، استمر ديفير في قيادة الكنيسة والتبشير بالإنجيل. وقد استخدم هذه التحديات كفرص للتعلم والنمو، وتعزيز فهمه للإيمان المسيحي.
خاتمة
مارك ديفير هو شخصية بارزة في اللاهوت المسيحي المعاصر، وقد أثرت كتاباته وتعليمه وقيادته في حياة العديد من المسيحيين. من خلال تركيزه على الكتاب المقدس، والتبشير بالإنجيل، وأهمية الكنيسة المحلية، ساهم في تشكيل الفكر اللاهوتي والإنجيلي. يستمر تأثيره في النمو، وهو نموذج للقادة المسيحيين الذين يسعون إلى خدمة الله بأمانة.
المراجع
“`