<![CDATA[
الحياة المبكرة والنشأة
ولد روبرت ستروبريدج في عام 1732 في قرية درامسنا، مقاطعة ليتريم، أيرلندا. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول طفولته المبكرة، لكن من المعروف أنه نشأ في عائلة بروتستانتية متدينة. تأثر ستروبريدج في شبابه بالحركة الميثودية الصاعدة، وهي حركة دينية إصلاحية شهدت انتشاراً واسعاً في بريطانيا وأيرلندا في القرن الثامن عشر. هذه الحركة، التي أسسها جون ويسلي، ركزت على أهمية التجربة الدينية الشخصية، والتبشير بالإنجيل، وتقديم العون للمحتاجين.
بحلول منتصف القرن الثامن عشر، بدأت الميثودية في الانتشار في أيرلندا، وجذبت أتباعًا من مختلف الخلفيات الاجتماعية. تأثر ستروبريدج بتعاليم الميثودية، وبدأ في حضور الاجتماعات والمشاركة في الأنشطة الدينية. سرعان ما أدرك دعوته للخدمة، وقرر أن يصبح واعظًا متجولًا. كان هذا قرارًا شجاعًا في ذلك الوقت، حيث واجه الوعاظ المتجولون صعوبات كبيرة، بما في ذلك المعارضة من الكنيسة الأنجليكانية الراسخة، والاضطهاد في بعض الأحيان.
الخدمة التبشيرية في أيرلندا وأمريكا
بدأ روبرت ستروبريدج خدمته التبشيرية في أيرلندا، حيث قام بالوعظ في القرى والبلدات، ونشر رسالة الإنجيل. كان معروفًا بحماسه وشخصيته الجذابة، مما ساعده في جذب جمهور كبير. عانى ستروبريدج من المشقات والمصاعب أثناء تجواله، بما في ذلك السفر في ظروف صعبة، والنوم في أماكن متواضعة، ومواجهة المعارضة من بعض السكان المحليين.
في عام 1760، قرر ستروبريدج الهجرة إلى أمريكا الشمالية، حيث رأى فرصة لنشر رسالة الميثودية في عالم جديد. وصل إلى ولاية ميريلاند، حيث بدأ على الفور في الوعظ وتأسيس الجماعات الميثودية. كان ستروبريدج واحدًا من أوائل الوعاظ الميثوديين في أمريكا، ولعب دورًا حيويًا في تأسيس الكنيسة الميثودية الأمريكية.
أسس ستروبريدج أول كنيسة ميثودية في أمريكا في مقاطعة فريدريك بولاية ميريلاند. كما قام ببناء أول كنيسة ميثودية مقدسة في أمريكا، والتي أصبحت فيما بعد مركزًا هامًا للحركة الميثودية. كان ستروبريدج واعظًا نشطًا، وجذب العديد من الأتباع، وأسس العديد من الجماعات والكنائس الميثودية في جميع أنحاء ولاية ميريلاند. كان معروفًا ببساطته وصدقه، وبقدرته على التواصل مع الناس من جميع الخلفيات.
تأثيره وإرثه
ترك روبرت ستروبريدج إرثًا دائمًا في كل من أيرلندا وأمريكا. في أيرلندا، ساهم في انتشار الميثودية، وألهم العديد من الأشخاص للانضمام إلى الحركة. في أمريكا، كان له دور أساسي في تأسيس الكنيسة الميثودية، التي أصبحت فيما بعد واحدة من أكبر الطوائف البروتستانتية في الولايات المتحدة.
ساهم ستروبريدج في تشكيل هوية الميثودية الأمريكية، ووضع الأساس لنموها وتوسعها في القرون التالية. كان له تأثير كبير على حياة الآلاف من الناس، وألهمهم بالإيمان والخدمة. على الرغم من أنه لم يحظ بالاعتراف الذي ناله بعض القادة الميثوديين الآخرين، إلا أن مساهمات ستروبريدج لا يمكن إنكارها. لقد كان رائدًا في التبشير، وشخصية مؤثرة في تاريخ الميثودية.
تذكر الكنيسة الميثودية روبرت ستروبريدج باعتزاز، وتقدر مساهماته في نشر الإنجيل وبناء الكنيسة. يعتبر رمزًا للإيمان والمثابرة، وإلهامًا للميثوديين في جميع أنحاء العالم. يُحتفل بذكراه في العديد من الكنائس الميثودية، ويتم تذكيره كمثال على التفاني في خدمة الله.
حياة ستروبريدج الشخصية
بالإضافة إلى عمله التبشيري، تزوج روبرت ستروبريدج وأنجب أطفالًا. كان لزوجته دور كبير في دعمه في خدمته، وعملت معه في بناء الكنيسة. حافظ ستروبريدج على نمط حياة متواضع، وركز على رسالته الدينية. لم يسعَ وراء الثروة أو الشهرة، بل كان همه الأكبر هو نشر الإنجيل وخدمة الآخرين.
عاش ستروبريدج حياة مليئة بالصعاب، ولكنه ظل مخلصًا لإيمانه ودعوته. كان مثالًا على التفاني والاجتهاد، وألهم الآخرين باتباع طريقه. توفي روبرت ستروبريدج في عام 1781، تاركًا وراءه إرثًا دينيًا غنيًا، وتأثيرًا دائمًا على الكنيسة الميثودية.
الوفاة
توفي روبرت ستروبريدج في عام 1781 في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية. على الرغم من عدم توفر الكثير من التفاصيل حول وفاته، إلا أنه من المعروف أنه واصل خدمته التبشيرية حتى أيامه الأخيرة. ترك ستروبريدج وراءه إرثًا غنيًا، كونه أحد الرواد الأوائل في تأسيس الكنيسة الميثودية في أمريكا. ساهم عمله في نشر الإنجيل، وتأسيس العديد من الجماعات والكنائس، وتشكيل هوية الميثودية الأمريكية.
خاتمة
كان روبرت ستروبريدج شخصية مهمة في تاريخ الميثودية. ولد في أيرلندا، وهاجر إلى أمريكا، حيث لعب دورًا حيويًا في تأسيس الكنيسة الميثودية. كواعظ متجول، قام بنشر رسالة الإنجيل، وألهم الآلاف من الأشخاص بالإيمان والخدمة. ترك ستروبريدج إرثًا دائمًا، ويُعتبر رمزًا للإيمان والمثابرة في الكنيسة الميثودية.