اكتشاف وتحديد
تم تحديد إتش دي 90853 في البداية من خلال مسوحات فلكية لتسجيل وقياس النجوم. يعتمد نظام التسمية “HD” على فهرس هنري درابر، وهو كتالوج نجوم ضخم تم تجميعه في أوائل القرن العشرين. يتضمن الفهرس معلومات حول آلاف النجوم، بما في ذلك إحداثياتها، والسطوع، والخصائص الطيفية. رقم “90853” هو رقم تعريف هذا النجم داخل الفهرس.
تُستخدم التسمية s Carinae، وهي تسمية باير، لتمييز النجم في كوكبة القاعدة. يعتمد نظام باير على استخدام الحرف اليوناني متبوعًا باسم الكوكبة. الحرف “s” في هذه الحالة لا يتبع النظام المعتاد؛ فالنجم ينتمي إلى قائمة النجوم المتغيرة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم في مرحلة مبكرة من دراسته.
الخصائص الفيزيائية
إتش دي 90853 هو نجم عملاق أحمر متغير. هذا يعني أن حجم سطوعه يتغير بمرور الوقت. النجوم العملاقة الحمراء هي نجوم متطورة تمر بمراحلها الأخيرة من الحياة. لقد استنفدت وقودها النووي في جوهرها، مما تسبب في تمدد الطبقات الخارجية للنجم وتبردها.
تُظهر النجوم المتغيرة تغيرات في سطوعها بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، مثل النبضات، أو التغيرات في العمليات الداخلية، أو وجود رفيق نجمي. في حالة إتش دي 90853، يرجع التغير في السطوع إلى نبضات النجم. يتوسع النجم وينكمش بانتظام، مما يتسبب في تغير سطحه ودرجة حرارته.
تتميز النجوم العملاقة الحمراء بحجمها الكبير. يبلغ قطر إتش دي 90853 عدة مئات من المرات أكبر من قطر الشمس. لو تم وضع هذا النجم مكان الشمس في نظامنا الشمسي، لكان قد ابتَلع كوكب المريخ.
درجة حرارة سطح النجم منخفضة نسبيًا، حوالي 3,000 إلى 4,000 كلفن. هذا بالمقارنة مع درجة حرارة سطح الشمس، والتي تبلغ حوالي 5,800 كلفن. يمنح هذا اللون الأحمر المميز للنجوم العملاقة الحمراء.
التركيب الكيميائي
تتكون النجوم بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم. ومع ذلك، تحتوي أيضًا على كميات ضئيلة من العناصر الأخرى، المعروفة باسم المعادن في علم الفلك. يمكن أن يوفر تحليل طيف الضوء المنبعث من النجم معلومات حول تركيبه الكيميائي. يساعد هذا التحليل على تحديد وفرة العناصر المختلفة في الغلاف الجوي للنجم.
يعتمد التركيب الكيميائي للنجم على عدة عوامل، بما في ذلك عمره، وموقعه في المجرة، والعمليات التي مر بها خلال حياته. قد تعرض النجوم القديمة كميات أقل من المعادن مقارنة بالنجوم الأصغر سنًا.
في حالة إتش دي 90853، يمكن أن يوفر تحليل طيف الضوء المنبعث من النجم معلومات قيمة حول تركيبه الكيميائي، مما يسمح للعلماء بفهم أفضل لتطوره وموقعه في المجرة.
التغير والتقلب
إتش دي 90853 هو نجم متغير من نوع متغيرات ميرا. تتغير متغيرات ميرا في السطوع بشكل دوري على مدى فترات زمنية طويلة نسبيًا، غالبًا ما تكون مئات الأيام. هذا التغير ناتج عن نبضات في النجم. خلال هذه النبضات، يتمدد النجم وينكمش، مما يتسبب في تغير سطحه ودرجة حرارته.
النجوم المتغيرة مثل إتش دي 90853 مهمة للعديد من الأسباب. تساعدنا دراستهم على فهم أفضل لتطور النجوم. من خلال مراقبة التغيرات في السطوع، يمكن للعلماء تحديد خصائص النجم، مثل حجمه ودرجة حرارته. كما تُستخدم النجوم المتغيرة كـ “شموع قياسية” في علم الفلك لقياس المسافات إلى الأجرام السماوية الأخرى.
فترة تغير سطوع إتش دي 90853 تبلغ حوالي 670 يومًا. خلال هذه الفترة، يتغير سطوع النجم بعامل يصل إلى 1000 مرة. هذا يجعل إتش دي 90853 واحدًا من أكثر النجوم المتغيرة سطوعًا في السماء.
موقعه في الفضاء
يقع إتش دي 90853 في كوكبة القاعدة، وهي كوكبة كبيرة تقع في نصف الكرة الجنوبي. يمكن رؤية كوكبة القاعدة من نصف الكرة الجنوبي وفي أجزاء من نصف الكرة الشمالي بالقرب من خط الاستواء.
تتضمن كوكبة القاعدة العديد من النجوم الساطعة، بما في ذلك سهيل (Canopus)، وهو ثاني ألمع نجم في السماء. تُعد كوكبة القاعدة موطنًا لسديم القاعدة (Carina Nebula)، وهو سديم مضيء كبير يضم العديد من النجوم الشابة والكتل النجمية.
يساعد تحديد موقع إتش دي 90853 في كوكبة القاعدة على تحديد مسافته من الأرض. من خلال قياس إزاحة النجم، يمكن للعلماء حساب المسافة. تقع إتش دي 90853 على بعد حوالي 1,200 سنة ضوئية من الأرض.
أهمية البحث
دراسة إتش دي 90853 مهمة لعدة أسباب. أولاً، يساعدنا على فهم سلوك وتطور النجوم المتغيرة، وخاصة النجوم العملاقة الحمراء. ثانيًا، يمكن أن توفر دراسة هذا النجم معلومات حول التركيب الكيميائي للنجوم. ثالثًا، يمكن أن تساعدنا هذه الدراسات في تحديد المسافات إلى الأجرام السماوية الأخرى.
تعتبر النجوم المتغيرة مهمة أيضًا لفهم علم الكونيات. من خلال دراسة النجوم المتغيرة، يمكن للعلماء تحديد المسافات إلى المجرات الأخرى وتحديد معدل توسع الكون. يمكن أن تساعدنا هذه المعلومات على فهم مصير الكون.
مراقبة ودراسة النجوم المتغيرة مثل إتش دي 90853 تتطلب تقنيات رصد متقدمة، بما في ذلك استخدام التلسكوبات الكبيرة والمراصد الفلكية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام أساليب تحليل البيانات المتطورة لفهم البيانات التي تم جمعها. هذا يفتح الباب أمام اكتشافات جديدة في مجال علم الفلك.
مستقبل إتش دي 90853
بما أن إتش دي 90853 هو نجم عملاق أحمر، فإنه في المراحل المتأخرة من حياته. في نهاية المطاف، سينفد الوقود النووي في جوهره، مما سيتسبب في انهياره. بعد ذلك، سيتخلص النجم من طبقاته الخارجية، مكونًا سديمًا كوكبيًا.
النتيجة النهائية لتطور إتش دي 90853 ستكون قزمًا أبيض. القزم الأبيض هو بقايا نجمية كثيفة وصغيرة تتكون من المادة المتراصة. سوف يبرد القزم الأبيض ببطء على مدى مليارات السنين.
رحلة إتش دي 90853 من نجم عملاق أحمر إلى قزم أبيض هي مثال على دورة حياة النجوم، والتي تعد جزءًا أساسيًا من تطور الكون.
كيفية رصد إتش دي 90853
نظرًا لسطوعها المتغير، يمكن رؤية إتش دي 90853 بسهولة باستخدام المنظار أو التلسكوب الصغير. أفضل وقت لرصدها هو عندما يكون النجم في أقصى سطوعه. يمكن للمراقبين الهواة الاستفادة من الرسوم البيانية وتوقعات السطوع المتوفرة على الإنترنت للتخطيط لعمليات الرصد.
من خلال مراقبة سطوع إتش دي 90853 على مدى فترة زمنية، يمكن للمراقبين إنشاء منحنى ضوئي يوضح التغيرات في السطوع. يمكن استخدام هذه البيانات لتحديد فترة النجم المتغيرة ومقارنة أدائه بمتغيرات أخرى معروفة.
يتطلب رصد النجوم المتغيرة الصبر والاجتهاد، ولكن يمكن أن يكون تجربة مجزية للغاية. يوفر رصد إتش دي 90853 للمراقبين فرصة للتعامل بشكل مباشر مع علم الفلك والتعرف على طبيعة الكون المتغيرة.
أدوات وتقنيات الرصد
يستخدم الفلكيون مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لدراسة النجوم مثل إتش دي 90853. التلسكوبات هي الأدوات الأساسية، والتي تسمح بجمع الضوء من النجوم. يمكن أن تكون هذه التلسكوبات أرضية أو فضائية.
التحليل الطيفي هو أداة مهمة أخرى. يحلل التحليل الطيفي الضوء المنبعث من النجم إلى مكوناته المختلفة، مما يوفر معلومات حول تركيبه الكيميائي ودرجة حرارته وسرعته.
قياس الضوء هو تقنية تستخدم لقياس سطوع النجوم على مر الزمن. هذا يسمح للعلماء بتحديد النجوم المتغيرة وقياس فترات تغيرها.
تُستخدم أيضًا أجهزة الكمبيوتر القوية والبرامج المعقدة لتحليل البيانات التي تم جمعها من التلسكوبات والأدوات الأخرى. هذا يسمح للعلماء بفهم سلوك النجوم وخصائصها بشكل أفضل.
أهمية النجوم المتغيرة في علم الفلك
النجوم المتغيرة، مثل إتش دي 90853، لها أهمية كبيرة في علم الفلك. فهي بمثابة “شموع قياسية” – أي أنها تسمح للعلماء بقياس المسافات في الكون. من خلال معرفة سطوع النجم المتغير، يمكن للعلماء حساب المسافة إليه. هذه التقنية مهمة جدًا لتحديد المسافات إلى المجرات الأخرى.
النجوم المتغيرة تساعدنا على فهم تطور النجوم. من خلال مراقبة التغيرات في سطوع النجم، يمكن للعلماء تحديد خصائص النجم، مثل حجمه ودرجة حرارته وتركيبه الكيميائي. يمكن أن تساعدنا هذه المعلومات على فهم كيف تتغير النجوم بمرور الوقت.
النجوم المتغيرة ضرورية أيضًا لفهم علم الكونيات. من خلال دراسة النجوم المتغيرة، يمكن للعلماء تحديد معدل توسع الكون. هذه المعلومات مهمة لفهم مصير الكون.
النتائج والآثار المترتبة
اكتشاف ودراسة إتش دي 90853 والنجوم المتغيرة الأخرى لها آثار كبيرة. فقد أدت إلى فهم أفضل لدورة حياة النجوم، والتركيب الكيميائي للكون، وتوسع الكون. لقد ساهمت هذه الدراسات في فهمنا للكون.
تستمر الدراسات المستمرة للنجوم المتغيرة في الكشف عن معلومات جديدة. مع تطور التقنيات، سيتمكن العلماء من دراسة النجوم المتغيرة بمزيد من التفصيل. هذا سيوفر نظرة أعمق على كيفية عمل الكون وتطوره.
خاتمة
إتش دي 90853 هو نجم عملاق أحمر متغير يقع في كوكبة القاعدة الجنوبية. يتغير سطوعه بشكل دوري بسبب نبضات النجم، مما يجعله موضوعًا جذابًا للدراسة. دراسة هذا النجم توفر رؤى قيمة حول تطور النجوم، والتركيب الكيميائي، والمسافات الفلكية. يعتبر إتش دي 90853 مثالًا رائعًا على أهمية النجوم المتغيرة في علم الفلك، ويسلط الضوء على طبيعة الكون المتغيرة باستمرار.