إتش. جورج فريدريكسون (H. George Frederickson)

نشأته وبداياته الأكاديمية

بدأ فريدريكسون مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة البكالوريوس من جامعة ولاية يوتا. ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا. خلال دراسته، تأثر فريدريكسون بالعديد من المفكرين والمنظرين في مجال العلوم السياسية والإدارة العامة، مما ساعد في صقل رؤيته وأفكاره حول طبيعة الخدمة العامة.

بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ فريدريكسون مسيرته التدريسية في عدد من الجامعات المرموقة. وشغل مناصب أكاديمية مختلفة، بما في ذلك أستاذ العلوم السياسية والإدارة العامة. وقد أتاح له هذا المنصب الفرصة لمشاركة معرفته وخبرته مع أجيال من الطلاب والباحثين، الذين أصبح العديد منهم قادة في مجالاتهم.

إسهاماته في مجال الإدارة العامة

كان لفريدريكسون إسهامات كبيرة في تطوير مجال الإدارة العامة، خاصة في المجالات التالية:

  • أخلاقيات الخدمة العامة: ركز فريدريكسون على أهمية الأخلاق في الخدمة العامة. وشدد على ضرورة أن يتحلى موظفو الخدمة العامة بأعلى معايير النزاهة والأمانة والمسؤولية.
  • الإدارة العامة الجديدة: كان فريدريكسون من أبرز منظري الإدارة العامة الجديدة، التي دعت إلى تبني قيم جديدة في الإدارة العامة، مثل التوجه نحو المواطنين، والتركيز على النتائج، وتعزيز الشفافية والمساءلة.
  • نظرية الإدارة العامة: ساهم فريدريكسون في تطوير نظرية الإدارة العامة من خلال أبحاثه ودراساته التي تناولت جوانب مختلفة من الإدارة العامة، مثل التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة.

أخلاقيات الخدمة العامة

كان فريدريكسون من أشد المؤيدين لأهمية الأخلاق في الخدمة العامة. ورأى أن الأخلاق هي الأساس الذي تقوم عليه أي إدارة عامة ناجحة. وشدد على ضرورة أن يتحلى موظفو الخدمة العامة بالأخلاق الحميدة، وأن يلتزموا بأعلى معايير النزاهة والأمانة والمسؤولية. كما دعا إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في الإدارة العامة، ووضع آليات لضمان التزام الموظفين بالمعايير الأخلاقية.

اعتقد فريدريكسون أن الأخلاق لا تقتصر على مجرد الالتزام بالقوانين واللوائح، بل تشمل أيضًا الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي توجه سلوك الموظفين في الخدمة العامة. وشدد على أهمية أن يتحلى الموظفون بالتعاطف والرحمة تجاه المواطنين، وأن يعملوا على خدمتهم بأفضل ما لديهم من قدرات.

الإدارة العامة الجديدة

كان فريدريكسون من أبرز منظري الإدارة العامة الجديدة، والتي ظهرت كرد فعل على الإدارة العامة التقليدية. دعت الإدارة العامة الجديدة إلى تبني قيم جديدة في الإدارة العامة، مثل:

  • التركيز على المواطنين: يجب أن يكون المواطنون هم محور اهتمام الإدارة العامة، ويجب على الموظفين أن يعملوا على تلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم.
  • التركيز على النتائج: يجب أن تركز الإدارة العامة على تحقيق النتائج المرجوة، وتقييم الأداء بناءً على هذه النتائج.
  • الشفافية والمساءلة: يجب أن تكون الإدارة العامة شفافة في عملها، وأن تخضع للمساءلة من قبل المواطنين.
  • اللامركزية: يجب أن يتم تفويض السلطة إلى المستويات الأدنى من الإدارة، وتمكين الموظفين من اتخاذ القرارات.
  • المرونة والتكيف: يجب أن تكون الإدارة العامة مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات في البيئة المحيطة بها.

ساهم فريدريكسون في تطوير نظرية الإدارة العامة الجديدة من خلال أبحاثه ودراساته التي تناولت جوانب مختلفة من هذه النظرية. وقد ساهمت أفكاره في تطوير الإدارة العامة في العديد من الدول.

نظريات الإدارة العامة

ساهم فريدريكسون في تطوير نظرية الإدارة العامة من خلال أبحاثه ودراساته التي تناولت جوانب مختلفة من الإدارة العامة. ومن بين هذه الجوانب:

  • التخطيط: تناول فريدريكسون أهمية التخطيط في الإدارة العامة، وضرورة أن يكون التخطيط استراتيجيًا وشموليًا.
  • التنظيم: بحث فريدريكسون في هيكل التنظيم الأمثل للإدارة العامة، وضرورة أن يكون الهيكل مرنًا وقادرًا على التكيف مع التغيرات في البيئة المحيطة.
  • القيادة: تناول فريدريكسون أهمية القيادة في الإدارة العامة، وضرورة أن يتمتع القادة بالمهارات والقدرات اللازمة لقيادة المؤسسات الحكومية.
  • الرقابة: بحث فريدريكسون في آليات الرقابة على الإدارة العامة، وضرورة أن تكون الرقابة فعالة وشفافة.

ساهمت أبحاث فريدريكسون في تطوير فهمنا للإدارة العامة، وفي تحسين ممارسات الإدارة العامة في العديد من الدول. وقد أثرت أفكاره في العديد من الباحثين والطلاب والمهنيين في مجال الإدارة العامة.

إرثه

ترك إتش. جورج فريدريكسون إرثًا كبيرًا في مجال الإدارة العامة. وقد أثرت أفكاره في العديد من الباحثين والطلاب والمهنيين في هذا المجال. كما ساهمت أبحاثه ودراساته في تطوير فهمنا للإدارة العامة، وفي تحسين ممارسات الإدارة العامة في العديد من الدول.

لا تزال أفكار فريدريكسون ذات صلة حتى اليوم، وتستخدم في تطوير الإدارة العامة في جميع أنحاء العالم. يعتبر فريدريكسون أحد أهم منظري الإدارة العامة في القرن العشرين، وسيظل إسهامه في هذا المجال محل تقدير واحترام.

مؤلفاته

نشر فريدريكسون العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في تطوير مجال الإدارة العامة. ومن بين مؤلفاته:

  • The Public Administration Theory Primer
  • Ethics and Public Management
  • American Public Administration: Past, Present, and Future

تعتبر هذه المؤلفات من أهم الكتب والمقالات في مجال الإدارة العامة، ولا تزال تستخدم في تدريس هذا المجال في العديد من الجامعات حول العالم.

مسيرته المهنية

بدأ فريدريكسون مسيرته المهنية في التدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا. ثم انتقل إلى جامعة مينيسوتا، حيث شغل منصب أستاذ العلوم السياسية. وفي وقت لاحق، شغل منصب أستاذ العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا. شغل فريدريكسون أيضًا مناصب استشارية في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.

كان فريدريكسون محررًا لمجلة “Public Administration Review”، وهي واحدة من أهم المجلات في مجال الإدارة العامة. كما شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات المهنية في مجال الإدارة العامة.

التقدير والتكريم

حصل فريدريكسون على العديد من الجوائز والأوسمة تكريمًا لإسهاماته في مجال الإدارة العامة. وقد تم تكريمه من قبل العديد من الجامعات والمنظمات المهنية. يعتبر فريدريكسون شخصية محترمة ومقدرة في مجال الإدارة العامة، وقد ترك إرثًا دائمًا في هذا المجال.

أهمية أعماله اليوم

لا تزال أعمال فريدريكسون ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. في عالم يواجه تحديات متزايدة، مثل التغيرات المناخية، وعدم المساواة الاجتماعية، والتحولات التكنولوجية، تظل أفكاره حول الأخلاق والمساءلة والشفافية في الإدارة العامة ذات صلة. تساعد أفكاره في توجيه صانعي السياسات والمديرين العامين نحو اتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم أعماله في تعزيز الثقة بين المواطنين والحكومات.

خاتمة

كان إتش. جورج فريدريكسون شخصية بارزة في مجال الإدارة العامة، وساهمت أفكاره وأبحاثه في تطوير هذا المجال. يعتبر إرثه بمثابة دعوة مستمرة إلى أهمية الأخلاق والشفافية والمساءلة في الخدمة العامة. لقد ترك فريدريكسون بصمة لا تمحى في مجال الإدارة العامة، وسيظل إسهامه محل تقدير واحترام على مر السنين.

المراجع

“`