<![CDATA[
التكوين والنشأة
تأسست فرقة ستُون ذا كروز في أعقاب انهيار فرقة “ذا ستون (The Stone)”، وهي فرقة محلية أخرى من غلاسكو. اجتمع أعضاء الفرقة المؤسسون، بمن فيهم عازف الجيتار ليسلي هارفي، وعازف الجيتار جون مكلين، وعازف البيس جيم ديفيدسون، وعازف الدرامز كولين ألين، والمغنية ماجي بيل. كان ليسلي هارفي هو المحرك الرئيسي للفرقة، حيث كان لديه بالفعل خبرة في عالم الموسيقى كعضو في فرقة “ذا فيكتوريا (The V.I.P.’s)”. أما ماجي بيل، فكانت تمتلك صوتًا قويًا ومؤثرًا، مما أعطى الفرقة هويتها الصوتية المميزة.
بدأت الفرقة في التدرب وكتابة الأغاني، وسرعان ما اكتسبت شهرة في النوادي والمسارح المحلية في غلاسكو. تميزت ستُون ذا كروز بأسلوبها الموسيقي المفعم بالطاقة والحيوية، والذي جمع بين عزف الجيتار القوي والبلوز الصوتي. كان أداء الفرقة على المسرح جذابًا للغاية، مما ساهم في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة.
الألبومات المبكرة والنجاح
في عام 1970، وقعت ستُون ذا كروز عقدًا مع شركة “بوليدور ريكوردز (Polydor Records)”، وأصدرت ألبومها الأول الذي يحمل عنوانًا ذاتيًا، “Stone the Crows”. تلقى الألبوم استقبالًا جيدًا من النقاد والجمهور على حد سواء. أظهر الألبوم أسلوب الفرقة المتميز، مع عزف الجيتار القوي لليسلي هارفي، وصوت ماجي بيل القوي والمؤثر. تضمن الألبوم بعضًا من أشهر أغاني الفرقة، مثل “Raining in My Heart” و”The Touch of Your Loving Hand”.
في عام 1971، أصدرت الفرقة ألبومها الثاني، “Ode to John Law”. أظهر هذا الألبوم تطورًا في أسلوب الفرقة، مع دمج المزيد من عناصر الروك الصلب في موسيقاهم. حقق الألبوم نجاحًا أكبر من الألبوم الأول، وساهم في ترسيخ مكانة الفرقة في المشهد الموسيقي. تضمن الألبوم أغاني مثل “Good Time” و”Vision of the Blind”.
المأساة والرحيل المبكر لليسلي هارفي
في عام 1972، بينما كانت الفرقة في جولة في سوانسي، ويلز، وقعت مأساة. تعرض عازف الجيتار ليسلي هارفي لصعقة كهربائية قاتلة على المسرح. كانت وفاته بمثابة ضربة قوية للفرقة وجماهيرها. فقدت الفرقة عضوًا رئيسيًا وموهبة كبيرة.
بعد وفاة ليسلي هارفي، حاولت الفرقة الاستمرار، ولكن كان من الصعب تعويض خسارة عازف الجيتار الموهوب. استعانت الفرقة بعازف الجيتار جيمي مكولوك لبعض الوقت، ثم بعازف الجيتار ميريل كينيدي.
أصدرت الفرقة ألبومها الثالث، “Teenage Licks”، في عام 1972. تميز هذا الألبوم بأسلوب أكثر تجريبية، مع تأثيرات من موسيقى الجاز والفيوجن.
السنوات الأخيرة والانفصال
في عام 1973، أصدرت الفرقة ألبومها الرابع والأخير، “Stone the Crows”. استمرت الفرقة في الحفلات الموسيقية والجولات، ولكنها لم تتمكن من استعادة الزخم الذي كانت تتمتع به في السابق.
في عام 1973، قررت الفرقة الانفصال. ترك أعضاء الفرقة مساراتهم المختلفة في عالم الموسيقى. واصلت ماجي بيل مسيرتها المهنية كمغنية منفردة، وحققت نجاحًا كبيرًا في السبعينيات.
تأثير ستُون ذا كروز وإرثها
على الرغم من مسيرتهم المهنية القصيرة، تركت ستُون ذا كروز بصمة كبيرة في المشهد الموسيقي. أثرت الفرقة في العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وألهمت العديد من الموسيقيين الشباب.
تشمل إنجازات الفرقة:
- أسلوبها الموسيقي المتميز الذي جمع بين الروك الصلب والبلوز.
- الصوت القوي والمؤثر لماجي بيل.
- أدائها الحيوي والمفعم بالطاقة على المسرح.
- ألبوماتها الناجحة، بما في ذلك “Stone the Crows” و”Ode to John Law”.
الفرقة لا تزال تذكر حتى اليوم لـ:
- موت ليسلي هارفي المأساوي على المسرح.
- تأثيرها على موسيقى الروك والبلوز في أوائل السبعينيات.
- أغانيها الكلاسيكية مثل “Raining in My Heart” و”The Touch of Your Loving Hand”.
الفرقة اليوم
بعد انفصال الفرقة، واصلت ماجي بيل مسيرتها المهنية الناجحة كمغنية منفردة. أصدرت العديد من الألبومات وحققت نجاحًا كبيرًا في السبعينيات. توفيت ماجي بيل في عام 2020. أما باقي أعضاء الفرقة، فقد عملوا في مشاريع موسيقية مختلفة. على الرغم من أن الفرقة لم تعد موجودة، إلا أن موسيقاهم لا تزال تُسمع وتُستمتع بها من قبل الجماهير في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كانت ستُون ذا كروز فرقة روك بلوز اسكتلندية أثرت في المشهد الموسيقي في أوائل السبعينيات. على الرغم من مسيرتهم المهنية القصيرة والمأساوية، فقد تركت الفرقة بصمة لا تمحى في تاريخ موسيقى الروك. كان أسلوبهم الموسيقي المتميز وصوت ماجي بيل القوي وأدائهم الحيوي على المسرح عناصر ساهمت في نجاحهم. على الرغم من أن الفرقة لم تعد موجودة، إلا أن موسيقاهم لا تزال تُسمع وتُستمتع بها حتى اليوم. يعتبر رحيل ليسلي هارفي المبكر مأساة كبيرة، لكن تراث الفرقة يستمر في الإلهام.