نشأته وبداياته المهنية
ولد إلتون جون في بينر، ميدلسكس، إنجلترا. بدأ في العزف على البيانو في سن مبكرة، وأظهر موهبة كبيرة في الموسيقى. درس في الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن. في أوائل الستينيات، عزف في فرق مختلفة، قبل أن يلتقي بالشاعر الغنائي بيرني توبين في عام 1967، وهي الشراكة التي أثبتت أنها محورية في مسيرته الفنية. بدأ الاثنان في كتابة الأغاني معًا، وأنتجا عددًا كبيرًا من الأغاني الناجحة التي أحدثت ثورة في صناعة الموسيقى.
أصدر إلتون جون ألبومه الأول، “Empty Sky”، في عام 1969، على الرغم من أنه لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا. ومع ذلك، فقد مهد الطريق لألبوماته اللاحقة، والتي حققت نجاحًا كبيرًا.
صعوده إلى النجومية
جاءت انطلاقته الكبيرة مع ألبومه الثاني، “Elton John” (1970)، والذي تضمن أغنيته المنفردة “Your Song”. أصبح الألبوم والاعنية من أنجح الأغاني في ذلك الوقت. اكتسب إلتون جون شعبية واسعة، اشتهر بعروضه المسرحية المثيرة، وأزيائه المميزة، وصوته الفريد. أصدر جون العديد من الألبومات الناجحة في السبعينيات، بما في ذلك “Madman Across the Water” (1971)، “Honky Château” (1972)، “Goodbye Yellow Brick Road” (1973)، و”Captain Fantastic and the Brown Dirt Cowboy” (1975). تضمنت هذه الألبومات العديد من الأغاني الكلاسيكية مثل “Rocket Man”، “Tiny Dancer”، “Bennie and the Jets”، و”Candle in the Wind”.
كانت السبعينيات فترة ازدهار لإلتون جون، حيث سيطر على قوائم الأغاني حول العالم، وحصد العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز جرامي. أصبح رمزًا ثقافيًا، معروفًا بأسلوب أزيائه المبالغ فيه، وشخصيته المرحة.
مسيرته الفنية المتنوعة
استمر إلتون جون في إصدار الموسيقى الناجحة في الثمانينيات والتسعينيات، على الرغم من بعض التغييرات في أسلوبه الموسيقي. تعاون مع العديد من الفنانين، بما في ذلك جورج مايكل، ودواين إيدي، وغيرهم. في عام 1994، قدم أغنية “Can You Feel the Love Tonight” لفيلم ديزني “The Lion King”، والتي فازت بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية.
بالإضافة إلى مسيرته الموسيقية، شارك إلتون جون في العديد من المشاريع الأخرى. كتب الموسيقى لعدد من المسرحيات الموسيقية، بما في ذلك “Billy Elliot the Musical”. كما أنه ناشط في مجال حقوق المثليين، وقد أسس مؤسسة إلتون جون للإيدز، والتي جمعت ملايين الدولارات لدعم برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه.
إنجازاته وجوائزه
خلال مسيرته المهنية، حصل إلتون جون على عدد لا يحصى من الجوائز والتقديرات. فاز بخمس جوائز جرامي، وجائزة الأوسكار، وجائزة توني. حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1996، ولقب فارس من قبل الملكة إليزابيث الثانية في عام 1998.
تجاوزت مبيعات ألبوماته 300 مليون نسخة حول العالم، مما يجعله أحد الفنانين الموسيقيين الأكثر مبيعًا على الإطلاق. تم إدخاله في قاعة مشاهير الروك أند رول في عام 1994. حصل على جائزة غرامي لإنجاز العمر في عام 2000. استمر إلتون جون في الأداء والتسجيل حتى وقتنا الحالي، حيث يقوم بجولات حول العالم.
تأثيره الثقافي
ترك إلتون جون بصمة لا تمحى على صناعة الموسيقى والثقافة الشعبية. كان له تأثير كبير على موسيقى الروك والبوب، وألهم عددًا كبيرًا من الفنانين. ساعد في كسر الحواجز الاجتماعية من خلال انفتاحه بشأن ميوله الجنسية، وأصبح رمزًا للمجتمع المثلي.
أزياؤه الملونة وعروضه المسرحية الجذابة جعلته شخصية محبوبة في جميع أنحاء العالم. أدت أغانيه إلى ملء الحفلات الموسيقية والملاعب، وأصبحت جزءًا من الأمسيات الاجتماعية والاحتفالات. لا تزال موسيقاه تحظى بشعبية كبيرة، ويتم الاستماع إليها من قبل ملايين الأشخاص حول العالم.
حياته الشخصية
تزوج إلتون جون من ديفيد فورنيش في عام 2014. لديهما طفلان من خلال أم بديلة. هو معروف بدعمه السخي للأعمال الخيرية، وخاصة تلك المتعلقة بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. لقد تحدث بصراحة عن صراعاته مع إدمان المخدرات والكحول في الماضي، وأصبح نموذجًا يحتذى به للتعافي.
أعماله الخيرية ونشاطه
بالإضافة إلى مسيرته الموسيقية، اشتهر إلتون جون بأعماله الخيرية ونشاطه في مجال حقوق المثليين. أسس مؤسسة إلتون جون للإيدز في عام 1992، والتي جمعت ملايين الدولارات لدعم برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه، وتقديم الدعم للأشخاص المصابين بالفيروس. ساعدت المؤسسة في تمويل العديد من المشاريع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفريقيا وآسيا والأمريكتين. هو من أشد المؤيدين لحقوق المثليين، ويتحدث بانتظام ضد التمييز والتحيز. لقد استخدم منصته للترويج للمساواة بين الجنسين وحماية حقوق مجتمع الميم.
فيلم “Rocketman”
في عام 2019، تم إصدار فيلم “Rocketman”، وهو فيلم سيرة ذاتية عن حياة إلتون جون. تلقى الفيلم إشادة نقدية واسعة النطاق، وأشاد النقاد بأداء الممثل تاران إيجرتون في دور إلتون جون. أظهر الفيلم صعود إلتون جون إلى النجومية، وصراعاته مع الإدمان، وعلاقاته الشخصية. حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا، وأتاح للجمهور نظرة حميمة على حياة هذا الفنان الأسطوري.
جولاته الأخيرة واعتزاله
أعلن إلتون جون عن جولة الوداع الخاصة به، “Farewell Yellow Brick Road”، في عام 2018. كان من المقرر أن تستمر الجولة لعدة سنوات، وتغطي أجزاء مختلفة من العالم. أُجبرت الجولة على التأخير بسبب جائحة كوفيد-19، لكنها استؤنفت في عام 2022. اختتمت الجولة في يوليو 2023، في ستوكهولم، السويد، مما يمثل نهاية حقبة في مسيرة إلتون جون الموسيقية. على الرغم من اعتزاله الجولات، فقد أشار إلى أنه سيواصل كتابة وتسجيل الموسيقى.
خاتمة
إلتون جون فنان أسطوري، ترك بصمة لا تمحى على صناعة الموسيقى والثقافة الشعبية. بفضل موسيقاه الرائعة، وعروضه المسرحية المذهلة، والتزامه بالعمل الخيري، أصبح رمزًا عالميًا. مساهماته في الموسيقى، وحقوق المثليين، والأعمال الخيرية ستظل خالدة.
المراجع
- الموقع الرسمي لإلتون جون
- فيلم Rocketman على IMDb
- صفحة إلتون جون على موقع جوائز غرامي
- مقال عن جولة إلتون جون الأخيرة في مجلة Rolling Stone
“`