<![CDATA[
التأسيس والسنوات الأولى
بعد مغادرة إيوريو لفيتاسيو، بدأ في البحث عن أعضاء جدد لتشكيل فرقته الخاصة. انضم إليه كل من أنطونيو روميرو (عازف الجيتار) و مارسيلو كوريا (عازف الطبول) و كارلوس كاباليرو (عازف الجيتار الإيقاعي). بدأت الفرقة في التدرب وتسجيل المواد، وسرعان ما اكتسبت شعبية في المشهد الموسيقي المحلي بسبب عزفها القوي وكلماتها ذات المحتوى الاجتماعي والسياسي.
في عام 1988، أصدرت هيرميتيكا أول تسجيلاتها، وهو شريط تجريبي حمل اسم “هيرميتيكا”. أثار هذا الشريط الاهتمام بالفرقة، مما مهد الطريق لإصدار ألبومهم الأول. تميزت أغاني الشريط التجريبي بأسلوب الثراش ميتال الصاخب مع تأثيرات من موسيقى الهيفي ميتال التقليدية.
الألبومات الرئيسية والنجاح
أصدرت هيرميتيكا ألبومها الأول، “هيرميتيكا”، في عام 1989. حقق الألبوم نجاحًا كبيرًا في الأرجنتين، مما عزز مكانة الفرقة كواحدة من الفرق الرائدة في المشهد الموسيقي. تميز الألبوم بمزيج من الثراش ميتال والكلمات القوية التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية. ساهم هذا المزيج في جذب جمهور واسع للفرقة.
في عام 1991، أصدرت الفرقة ألبومها الثاني، “أكروس”. يعتبر هذا الألبوم من بين أفضل ألبومات هيرميتيكا على الإطلاق. تميز الألبوم بصوت أكثر تطوراً وإنتاجاً أفضل. قدمت الأغاني مواضيع أكثر تعمقاً، وحققت الفرقة المزيد من الشهرة والتقدير.
أصدرت هيرميتيكا ألبومها الثالث والأخير، “فيكتيماس ديل دورما”، في عام 1994. واصل الألبوم نجاح الألبومات السابقة، مع الحفاظ على الأسلوب الموسيقي المميز للفرقة. لكن في نفس العام، بدأت التوترات تظهر داخل الفرقة، مما أدى في النهاية إلى انفصالها.
الأسلوب الموسيقي والكلمات
تميزت هيرميتيكا بأسلوب موسيقي قوي ومميز يعتمد على الثراش ميتال. جمعت الفرقة بين السرعة والقوة في العزف مع الإيقاعات الثقيلة والكلمات الجريئة. تأثرت الفرقة بفرق مثل ميغاديث وأنثراكس. كان صوت الجيتارات والطبول مع صوت إيوريو المميز من أبرز سمات الفرقة.
ركزت كلمات هيرميتيكا على القضايا الاجتماعية والسياسية في الأرجنتين. تناولت الأغاني موضوعات مثل الفقر، الظلم، الفساد، والتحديات التي تواجه المجتمع. ساهمت كلمات الفرقة في جعلها صوتًا للمهمشين والمضطهدين، مما زاد من شعبيتها بين الشباب الأرجنتيني.
تأثير هيرميتيكا
تركت هيرميتيكا تأثيرًا كبيرًا على المشهد الموسيقي الأرجنتيني. ألهمت الفرقة العديد من الفرق الأخرى في البلاد، ومهدت الطريق لظهور جيل جديد من فرق الميتال. يعتبر العديد من الموسيقيين الأرجنتينيين هيرميتيكا بمثابة “أب” موسيقى الميتال في الأرجنتين. ساهمت الفرقة في نشر ثقافة الميتال في البلاد، وجعلت موسيقى الميتال أكثر شعبية وقبولاً.
بالإضافة إلى تأثيرها على الموسيقى، تركت هيرميتيكا بصمة في الثقافة الأرجنتينية بشكل عام. أصبحت أغاني الفرقة جزءًا من التراث الموسيقي للبلاد، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. يعتبر جمهور هيرميتيكا من أكثر الجماهير ولاءً في الأرجنتين، فهم مستمرون في دعم الفرقة من خلال شراء ألبوماتها وحضور حفلاتهم.
أعضاء الفرقة
تكونت هيرميتيكا من الأعضاء الأساسيين التاليين:
- ريكاردو إيوريو: (غناء، وباس)
- أنطونيو روميرو: (جيتار)
- كارلوس كاباليرو: (جيتار إيقاعي)
- مارسيلو كوريا: (طبول)
شهدت الفرقة تغييرات طفيفة في التشكيلة على مر السنين، لكن هذه هي التشكيلة الأكثر شهرة والتي ارتبطت بأهم إصدارات الفرقة.
الانفصال والسنوات اللاحقة
في عام 1994، أعلنت هيرميتيكا انفصالها بسبب الخلافات الداخلية. بعد الانفصال، شكل ريكاردو إيوريو فرقة جديدة باسم “ألما فيرتي”. واصلت الفرقة تقديم موسيقى مستوحاة من أسلوب هيرميتيكا، لكنها لم تصل إلى نفس مستوى النجاح والشهرة. عمل أعضاء آخرون من الفرقة في مشاريع موسيقية مختلفة.
على الرغم من الانفصال، لا تزال هيرميتيكا تحظى بشعبية كبيرة في الأرجنتين وخارجها. يتم الاحتفال بموسيقاهم في الحفلات الموسيقية والمهرجانات. يعتبر ألبوم “أكروس” من بين أفضل الألبومات في تاريخ موسيقى الميتال الأرجنتينية، وتواصل أغاني الفرقة إلهام الأجيال الجديدة من الموسيقيين والمستمعين.
الميراث الموسيقي
أثرت هيرميتيكا على جيل كامل من الموسيقيين والمعجبين في الأرجنتين وأمريكا اللاتينية. يعتبر إرثهم الموسيقي حيًا، وتستمر أغانيهم في الاستماع إليها والاحتفال بها. لقد غيروا وجه المشهد الموسيقي في الأرجنتين، تاركين بصمة لا تُمحى في تاريخ موسيقى الميتال.
الخلافات
بالإضافة إلى النجاح الموسيقي، واجهت هيرميتيكا بعض الخلافات خلال مسيرتها. تعرضت الفرقة لانتقادات بسبب بعض تصريحات أعضائها، وكذلك بسبب موقفهم السياسي. على الرغم من هذه الخلافات، استمرت الفرقة في الحفاظ على شعبيتها بين جمهورها، الذي كان يركز على الموسيقى في المقام الأول.
عودة محتملة؟
منذ انفصالهم، كانت هناك تكهنات حول إمكانية عودة هيرميتيكا. على الرغم من أن ريكاردو إيوريو أشار إلى أن ذلك غير مرجح، إلا أن هناك دائمًا أمل لدى المعجبين في رؤية الفرقة تجتمع مرة أخرى. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي خطط لإعادة التوحيد، لكن إرث الفرقة لا يزال حيًا.
التعاون مع فرق أخرى
خلال مسيرتهم، تعاونت هيرميتيكا مع عدد قليل من الفرق الموسيقية الأخرى. أبرز هذه التعاونات كان مع فرقة “مالون”، التي أسسها ريكاردو إيوريو بعد انفصال هيرميتيكا. ساهمت هذه التعاونات في توسيع نطاق جمهور هيرميتيكا وإبراز تأثيرها على المشهد الموسيقي المحلي.
التأثير على الثقافة الشعبية
لم تقتصر تأثيرات هيرميتيكا على عالم الموسيقى. لقد أثرت الفرقة أيضًا على الثقافة الشعبية في الأرجنتين. ظهرت أغاني الفرقة في الأفلام والبرامج التلفزيونية، وأصبحت جزءًا من الهوية الثقافية للشباب الأرجنتيني. كما أصبح تصميم ألبوماتهم وأسلوبهم البصري رمزًا للثقافة الفرعية للميتال في الأرجنتين.
خاتمة
هيرميتيكا هي فرقة أرجنتينية أسطورية تركت بصمة لا تمحى على موسيقى الميتال في البلاد. من خلال موسيقاهم الثورية وكلماتهم القوية، أثرت الفرقة على جيل كامل من الموسيقيين والمعجبين. على الرغم من انفصالها في عام 1994، لا يزال إرث هيرميتيكا حيًا، وتستمر أغانيها في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم.