<![CDATA[
التصميم والبناء
صُممت سفينة وايلد سوان استنادًا إلى تصميم مدمرات الفئة “W” التي تم تطويرها خلال الحرب العالمية الأولى. تميزت هذه السفن بسرعة كبيرة وقدرة على المناورة، مما جعلها مناسبة لمجموعة واسعة من المهام. بلغ طول السفينة 314 قدمًا و6 بوصات (95.85 مترًا)، وعرضها 29 قدمًا و6 بوصات (8.99 مترًا)، وغاطسها 9 أقدام و3 بوصات (2.82 مترًا). كان طاقم السفينة يتكون عادةً من حوالي 134 ضابطًا وبحارًا.
تم تجهيز سفينة وايلد سوان بثلاثة مراجل من أنابيب المياه، والتي زودت البخار لمحركات التوربينات البخارية. سمحت هذه المحركات للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 34 عقدة (63 كم / ساعة؛ 39 ميلًا في الساعة). كان تسليح السفينة الأولي يتكون من أربعة مدافع عيار 4 بوصات (102 ملم)، ومدفعين مضادين للطائرات من عيار 2 باوند (40 ملم)، وأنابيب طوربيد ثلاثية.
بدأ بناء السفينة في 29 أكتوبر 1918، وتم إطلاقها في 18 ديسمبر 1919، ودخلت الخدمة في 10 يونيو 1920. بعد دخولها الخدمة، أُرسلت السفينة إلى الأسطول الأطلسي، حيث شاركت في تدريبات وتمارين روتينية.
الخدمة المبكرة
شهدت سفينة وايلد سوان خدمة نشطة في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية. في عام 1922، شاركت في رحلة استكشافية إلى البحر الأسود، ورافقت السفينة HMS كوين إليزابيث. خلال هذه الفترة، قامت السفينة بعدد من الزيارات إلى الموانئ الأجنبية، مما ساهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية.
في عام 1930، أُعيد تجهيز السفينة. تضمنت هذه التعديلات إزالة أحد المدافع عيار 4 بوصات (102 ملم) واستبداله بمدفع مضاد للطائرات عيار 3 بوصات (76 ملم). كما تلقت السفينة تحسينات في أنظمة التحكم في الحرائق.
الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، تم تكليف سفينة وايلد سوان بالعديد من المهام. في البداية، عملت السفينة في دوريات مكافحة الغواصات في المياه البريطانية. في هذه المهمة، قامت السفينة بمرافقة القوافل وحماية السفن التجارية من هجمات الغواصات الألمانية.
في عام 1940، شاركت سفينة وايلد سوان في إجلاء القوات المتحالفة من ميناء دونكيرك في فرنسا. خلال هذه العملية، قامت السفينة بعدة رحلات ذهابًا وإيابًا عبر القناة الإنجليزية، مما ساعد في إنقاذ آلاف الجنود. تعرضت السفينة خلال هذه العمليات لهجمات متكررة من قبل الطائرات الألمانية، لكنها نجت بأضرار طفيفة.
في وقت لاحق من الحرب، تم إرسال سفينة وايلد سوان إلى المحيط الأطلسي، حيث استمرت في مرافقة القوافل. كانت هذه القوافل غالبًا ما تكون عرضة لهجمات الغواصات الألمانية، وكانت مهمة السفينة حيوية لحماية السفن التجارية التي تحمل الإمدادات الحيوية إلى بريطانيا.
في عام 1941، شاركت سفينة وايلد سوان في غرق الغواصة الألمانية U-570. كانت هذه العملية ناجحة للغاية، وأظهرت قدرة السفينة على مكافحة الغواصات. في وقت لاحق، مُنحت السفينة جائزة لعملها في هذه العملية.
في عام 1942، تعرضت سفينة وايلد سوان لهجوم من قبل طائرة ألمانية وأصيبت بأضرار جسيمة. تم إصلاح السفينة وعادت إلى الخدمة في وقت لاحق من العام نفسه. مع ذلك، في 17 يونيو 1944، غرقت السفينة في المحيط الأطلسي بواسطة غواصة ألمانية أخرى، U-247. غرق مع السفينة 103 من أفراد الطاقم، بينما تم إنقاذ 51 ناجيًا.
التعديلات والتحسينات
خضعت سفينة وايلد سوان لعدد من التعديلات والتحسينات على مدار خدمتها. خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، تلقت السفينة تحسينات في أنظمة التحكم في الحرائق. في بداية الحرب العالمية الثانية، تم تجهيز السفينة بمجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للطائرات، بما في ذلك مدافع Oerlikon عيار 20 ملم.
في عام 1942، تم تركيب رادار على السفينة. سمح هذا الرادار للسفينة بكشف الغواصات والطائرات الألمانية على مسافات أبعد، مما أدى إلى تحسين قدرتها على حماية القوافل. خلال الحرب، أُضيف المزيد من المعدات والمستشعرات إلى السفينة لتعزيز قدرتها القتالية.
التراث
على الرغم من غرقها في عام 1944، إلا أن سفينة وايلد سوان تركت إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية الملكية. شاركت السفينة في عدد من العمليات المهمة خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك إجلاء دونكيرك ومرافقة القوافل. كما ساعدت السفينة في غرق غواصة ألمانية. يُذكر طاقم السفينة بشجاعتهم وتفانيهم في الواجب، والذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن.
يُعتبر فقدان سفينة وايلد سوان بمثابة تذكير بالخسائر البشرية التي تكبدتها البحرية الملكية خلال الحرب العالمية الثانية. يواصل المؤرخون والباحثون دراسة تاريخ السفينة وأعمالها، للحفاظ على ذكرى بطولاتها.
ملخص
سفينة وايلد سوان (D62) كانت مدمرة بريطانية من فئة “W” خدمت في البحرية الملكية. شاركت في العديد من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك إجلاء دونكيرك ومرافقة القوافل. غرقت السفينة في عام 1944 بعد أن هاجمتها غواصة ألمانية. على الرغم من فقدانها، تُذكر السفينة وطاقمها لشجاعتهم وتفانيهم في الواجب.