مقدمة
سيلينا فوكس، المولودة في 20 أكتوبر 1949 في أرلينغتون، فيرجينيا، هي كاهنة ويكانية ووزيرة متعددة الأديان وناشطة بيئية وشيخة وثنية بارزة. اشتهرت فوكس بدورها القيادي في مجتمع الويكا والوثنية الحديثة، ومساهماتها في الحوار بين الأديان، وجهودها في مجال البيئة، وتعزيزها للحقوق الدينية للأقليات.
نشأتها وتعليمها
نشأت سيلينا فوكس في بيئة متعددة الثقافات والأديان، مما أثر بشكل كبير على رؤيتها الروحية. تلقت تعليمًا في علم النفس والإرشاد، وحصلت على درجة الماجستير في الإرشاد من جامعة ويسكونسن-ماديسون. خلال دراستها، تعمقت في دراسة الأديان الوثنية القديمة والحديثة، واكتشفت الويكا كطريق روحي يتوافق مع قيمها ومعتقداتها.
بداية مسيرتها الويكانية
في أوائل السبعينيات، بدأت سيلينا فوكس في ممارسة الويكا وتكريس نفسها لخدمة المجتمع الوثني. انضمت إلى العديد من المجموعات والمنظمات الوثنية، وشاركت في الطقوس والاحتفالات، وتلقت تدريبًا مكثفًا على ممارسات السحر والشعوذة. سرعان ما برزت كقائدة مؤثرة في المجتمع، وبدأت في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات، وتقديم ورش العمل والدورات التدريبية.
تأسيس سيركل سانكتشواري
في عام 1974، أسست سيلينا فوكس مع شريكها جيم آلان، سيركل سانكتشواري (Circle Sanctuary)، وهي منظمة دينية وثنية غير ربحية تهدف إلى توفير مكان آمن وداعم للممارسين الوثنيين. يقع مقر سيركل سانكتشواري في ويسكونسن، ويضم معبدًا وحديقة مقدسة ومكتبة ومركزًا تعليميًا. تقدم سيركل سانكتشواري مجموعة متنوعة من البرامج والخدمات، بما في ذلك الطقوس والاحتفالات، وورش العمل والدورات التدريبية، والاستشارات الروحية، والفعاليات المجتمعية.
دورها في حركة الويكا والوثنية الحديثة
لعبت سيلينا فوكس دورًا محوريًا في تطوير حركة الويكا والوثنية الحديثة. ساهمت في نشر الوعي حول الويكا كدين طبيعي يحترم الأرض ويقدس الأنوثة، وعملت على إزالة المفاهيم الخاطئة والصور النمطية السلبية المرتبطة بالوثنية. كما دافعت عن حقوق الوثنيين في ممارسة دينهم بحرية ودون تمييز، وشاركت في العديد من المعارك القانونية والسياسية لحماية هذه الحقوق.
مساهماتها في الحوار بين الأديان
تؤمن سيلينا فوكس بأهمية الحوار بين الأديان وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف التقاليد الروحية. شاركت في العديد من الفعاليات والمؤتمرات بين الأديان، وقدمت محاضرات وورش عمل حول الويكا والوثنية، وعملت على بناء جسور التواصل بين الوثنيين وأتباع الديانات الأخرى. كما دعت إلى التعاون بين الأديان المختلفة لمواجهة التحديات المشتركة، مثل حماية البيئة وتعزيز العدالة الاجتماعية.
جهودها في مجال البيئة
تعتبر سيلينا فوكس من أبرز المدافعين عن البيئة في المجتمع الوثني. تؤمن بأن الأرض مقدسة ويجب حمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. قامت بتنظيم العديد من الفعاليات البيئية، مثل حملات التشجير وتنظيف الشواطئ، وشاركت في الاحتجاجات ضد المشاريع التي تهدد البيئة. كما دعت إلى تبني نمط حياة مستدام وصديق للبيئة، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة وتقليل النفايات.
كتاباتها ومؤلفاتها
ألفت سيلينا فوكس العديد من الكتب والمقالات حول الويكا والوثنية والبيئة والروحانية. من بين أشهر كتبها:
- “Circle Sanctuary: A Wiccan Spiritual Center”
- “When the Moon is Full: A Seasonal Guide to Wiccan Spirituality”
- “Goddessexes: Folk Tales from Around the World”
تتميز كتابات فوكس بأسلوبها الواضح والمباشر، ومعلوماتها الدقيقة والشاملة، ورؤيتها الروحية العميقة. تهدف من خلال كتاباتها إلى تثقيف القراء حول الويكا والوثنية، وتقديم أدوات عملية لتنمية الروحانية والتواصل مع الطبيعة.
جوائز وتكريمات
حصلت سيلينا فوكس على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماتها في المجتمع الوثني والحوار بين الأديان والبيئة. من بين هذه الجوائز:
- جائزة “Pagan of the Year” من قبل مجلة “Witchvox”
- جائزة “Service to the Community” من قبل “Interfaith Conference of Greater Milwaukee”
- جائزة “Environmental Leadership” من قبل “Wisconsin Interfaith Power & Light”
تأثيرها وإرثها
تركت سيلينا فوكس بصمة واضحة في مجتمع الويكا والوثنية الحديثة، وأثرت في حياة الآلاف من الأشخاص حول العالم. ألهمت العديد من الوثنيين لممارسة دينهم بفخر وثقة، وساهمت في تغيير الصورة النمطية السلبية عن الوثنية في المجتمع. كما عززت الحوار بين الأديان والتعاون بين مختلف التقاليد الروحية، ودافعت عن حقوق الأقليات الدينية وحماية البيئة. ستظل سيلينا فوكس رمزًا للقيادة الروحية والنشاط الاجتماعي والإلتزام بالقيم الإنسانية.
التحديات والانتقادات
على الرغم من شعبيتها وتأثيرها الواسع، واجهت سيلينا فوكس بعض التحديات والانتقادات. تعرضت لانتقادات من بعض الوثنيين الذين اختلفوا مع آرائها أو ممارساتها، أو الذين اعتبروا أنها تتبنى نهجًا متساهلاً للغاية تجاه القضايا الدينية. كما واجهت بعض المعارضة من الجماعات الدينية المحافظة التي اعتبرت الويكا تهديدًا لقيمها ومعتقداتها. ومع ذلك، استطاعت فوكس التغلب على هذه التحديات والاستمرار في خدمة مجتمعها والدفاع عن حقوقها.
الحياة الشخصية
تعيش سيلينا فوكس في ويسكونسن مع زوجها دينيس براون. لديها العديد من الأحفاد وتستمتع بقضاء الوقت معهم في الطبيعة وممارسة الطقوس والاحتفالات الوثنية. تواصل فوكس الكتابة والتدريس وتقديم الاستشارات الروحية، والسفر حول العالم لتقديم المحاضرات وورش العمل.
خاتمة
تعتبر سيلينا فوكس شخصية بارزة في مجتمع الويكا والوثنية الحديثة، ولعبت دورًا حاسمًا في تطوير هذه الحركات ونشر الوعي حولها. من خلال عملها في سيركل سانكتشواري، وكتاباتها، ومشاركتها في الحوار بين الأديان، وجهودها في مجال البيئة، ساهمت فوكس في بناء مجتمع أكثر تسامحًا واحترامًا وتفاهمًا. ستظل إرثها يلهم الأجيال القادمة من الوثنيين والناشطين الاجتماعيين والمهتمين بالروحانية.