نشأتها وبداية حياتها
ولدت بيتي جيفري في 14 مايو 1908 في مدينة ملبورن الأسترالية. تلقت تعليمها في مدرسة خاصة، وأظهرت اهتمامًا مبكرًا بالأدب والكتابة. بعد الانتهاء من دراستها، قررت التوجه نحو مجال التمريض، حيث التحقت بمدرسة التمريض في مستشفى ألفريد في ملبورن. تخرجت كأخصائية تمريض مؤهلة، وبدأت مسيرتها المهنية في هذا المجال، حيث اكتسبت خبرة واسعة في رعاية المرضى.
مسيرتها في التمريض خلال الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تطوعت بيتي جيفري في فيلق التمريض الأسترالي للجيش (AANS). أُرسلت إلى سنغافورة في عام 1941، حيث عملت في مستشفى عسكري. شهدت بيتي عن كثب ويلات الحرب، وعانت من ظروف قاسية أثناء عملها. بعد سقوط سنغافورة في عام 1942، أُسرت هي وزملاؤها الممرضات من قبل الجيش الياباني. أمضت بيتي جيفري ثلاث سنوات ونصف السنة في معسكرات الأسر، حيث واجهت صعوبات جمة.
عانت الأسيرات من نقص الغذاء، والأمراض، وظروف الإقامة السيئة. ومع ذلك، أظهرت بيتي شجاعة وروحًا معنوية عالية، حيث عملت على الحفاظ على الروح المعنوية لزميلاتها. قدمت الرعاية الطبية قدر الإمكان في ظل هذه الظروف القاسية، وكانت بمثابة مصدر دعم معنوي للأسيرات الأخريات. بعد تحريرها من الأسر في عام 1945، عادت بيتي إلى أستراليا.
الكتابة عن تجربتها في الحرب
بعد عودتها إلى أستراليا، قررت بيتي جيفري توثيق تجربتها في الحرب. كتبت كتابًا بعنوان “التمريض في سنغافورة” (White Coolies)، والذي نُشر في عام 1954. حاز الكتاب على شهرة واسعة، وترجم إلى عدة لغات. قدم الكتاب وصفًا تفصيليًا لتجربة بيتي في التمريض خلال الحرب، بما في ذلك فترة أسرها. أعربت بيتي في كتابها عن الصعوبات التي واجهتها، وشجاعة الممرضات الأخريات، وأهمية الصمود في وجه الشدائد.
يُعتبر كتاب “التمريض في سنغافورة” من أهم الأعمال الأدبية التي تناولت تجربة المرأة في الحرب العالمية الثانية. ساهم الكتاب في زيادة الوعي بمعاناة الأسرى، وتسليط الضوء على دور الممرضات في تقديم الرعاية في ظل الظروف الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، عملت بيتي على كتابة مقالات وقصص قصيرة، وعملت كمحررة. أصبحت شخصية عامة معروفة، وكانت تحاضر عن تجربتها في الحرب، وتشجع الآخرين على التغلب على الصعاب.
أعمالها وإرثها
بالإضافة إلى كتابها الرئيسي “التمريض في سنغافورة”، كتبت بيتي جيفري العديد من المقالات والمساهمات في المجلات والصحف. تركت بيتي جيفري إرثًا دائمًا كممرضة وكاتبة وشخصية عامة. تم تكريمها في عام 1999 بوسام أستراليا (OAM) تقديرًا لخدماتها في مجال الأدب والعمل الإنساني. تُذكر بيتي جيفري كرمز للشجاعة والمرونة، وكمثال على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة الشدائد. ساهمت كتاباتها في تخليد ذكرى ضحايا الحرب، وتعزيز الوعي بأهمية السلام والتعاون الدولي.
من أبرز أعمالها:
- “التمريض في سنغافورة” (White Coolies)
- مقالات وقصص قصيرة منشورة في مجلات وصحف مختلفة
تعتبر بيتي جيفري شخصية بارزة في تاريخ أستراليا، وتُذكر كمثال على التفاني والالتزام بالواجب في ظل أصعب الظروف. وقد تركت بصمة واضحة في الأدب الأسترالي، وساهمت في إلقاء الضوء على تجارب النساء في الحرب العالمية الثانية.
الحياة الشخصية
تزوجت بيتي جيفري بعد الحرب، وعاشت حياة هادئة في أستراليا. حافظت على علاقاتها مع زميلاتها الممرضات اللاتي أُسرن معها، واستمرت في دعم جمعيات المحاربين القدامى. توفيت بيتي جيفري في 13 سبتمبر 2000، عن عمر يناهز 92 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا من الأعمال الأدبية والذكريات، وستظل قصتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
كانت بيتي جيفري شخصية مؤثرة في مجتمعها، وكانت نموذجًا يحتذى به في الشجاعة والمرونة. تركت بصمة واضحة في الأدب الأسترالي، وساهمت في توثيق تجارب النساء في الحرب العالمية الثانية. تُذكر بيتي جيفري كبطلة حقيقية، وكمثال على قوة الإرادة الإنسانية.
مساهمتها في الأدب الأسترالي
يُعتبر كتاب “التمريض في سنغافورة” عملًا أدبيًا هامًا في الأدب الأسترالي. ساهم الكتاب في إثراء الأدب الأسترالي، وفتح الباب أمام الكتاب الآخرين لكتابة تجاربهم في الحرب. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت بيتي جيفري في نشر الوعي بأهمية السلام والتعاون الدولي. كانت بيتي جيفري كاتبة مبدعة، وشخصية مؤثرة في المجتمع الأسترالي، وستظل أعمالها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
الجوائز والتكريمات
حصلت بيتي جيفري على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لخدماتها في مجال الأدب والعمل الإنساني. في عام 1999، حصلت على وسام أستراليا (OAM)، وهو أعلى وسام مدني في أستراليا. وقد تم تكريمها أيضًا من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات تقديراً لعملها.
التأثير والإرث
يستمر تأثير بيتي جيفري في التأثير على القراء والكتاب حتى اليوم. ألهمت قصتها العديد من الأشخاص، وأصبحت رمزًا للشجاعة والمرونة. تدرس كتاباتها في المدارس والجامعات في جميع أنحاء أستراليا، وتُقرأ على نطاق واسع. يُذكر إرث بيتي جيفري كإرث من الشجاعة والأمل والإلهام.
خاتمة
بيتي جيفري هي شخصية بارزة في التاريخ الأسترالي، اشتهرت بكتاباتها عن تجربتها في التمريض خلال الحرب العالمية الثانية. من خلال كتابها “التمريض في سنغافورة” ومقالاتها، وثقت بيتي معاناتها ومعاناة زميلاتها في الأسر، وقدمت نظرة ثاقبة على صمود الإنسان في مواجهة الشدائد. تركت بيتي جيفري إرثًا دائمًا ككاتبة وممرضة وشخصية عامة، وستظل قصتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
المراجع
- صفحة بيتي جيفري على ويكيبيديا (بالإنجليزية)
- المتحف الأسترالي للحرب (Australian War Memorial) عن بيتي جيفري (بالإنجليزية)
- مكتبة أستراليا الوطنية – Trove (بالإنجليزية)
- Find a Grave (بالإنجليزية)
“`