<![CDATA[
التصميم والمواصفات
تم تصميم أوبكوما كجزء من برنامج بناء السفن لعام 1920. كان تصميمها يتبع تصميم الطرادات الخفيفة الأخرى في ذلك الوقت، مع التركيز على السرعة والقدرة على المناورة.
المواصفات الرئيسية:
- الإزاحة: 5,170 طن (قياسي)، 5,990 طن (بأقصى حمولة).
- الطول: 162.1 متر.
- العرض: 14.2 متر.
- الغاطس: 4.8 متر.
- المحركات: 12 غلاية كامبون، 4 توربينات بخارية تعمل على تروس، 90,000 حصان.
- السرعة: 36 عقدة (67 كم/ساعة).
- المدى: 8,000 ميل بحري (15,000 كم) بسرعة 14 عقدة.
- التسليح: 7 مدافع عيار 140 ملم، 2 مدفع مضاد للطائرات عيار 80 ملم، 8 أنابيب طوربيد عيار 610 ملم، 24 لغماً بحرياً.
- الطاقم: 450 ضابطاً وبحاراً.
الخدمة في فترة ما قبل الحرب
بعد الانتهاء من أوبكوما، تم تخصيصها للعديد من الأنشطة التدريبية ودوريات السلام في المياه اليابانية. في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، شاركت في العديد من التدريبات العسكرية وعرضت العلم الياباني في موانئ مختلفة. خلال هذه الفترة، خضعت السفينة لبعض التعديلات، بما في ذلك تحسينات في أنظمة الاتصال وتعزيزات طفيفة في درعها.
الحرب العالمية الثانية: العمليات المبكرة
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، لعبت أوبكوما دوراً نشطاً في العمليات العسكرية اليابانية.
- غزو الفلبين (1941-1942): شاركت أوبكوما في غزو الفلبين، حيث قدمت الدعم الناري للقوات البرية اليابانية ورافقت قوافل الإمداد.
- معركة بحر جاوة (فبراير-مارس 1942): شاركت أوبكوما في معركة بحر جاوة، حيث ساعدت في تدمير السفن الحربية المتحالفة. خلال هذه المعركة، أظهرت أوبكوما قدرتها على المناورة والقتال، مما ساهم في الانتصار الياباني.
- غزو جزر الهند الشرقية الهولندية: بعد معركة بحر جاوة، استمرت أوبكوما في المشاركة في العمليات في منطقة جزر الهند الشرقية الهولندية، حيث دعمت القوات اليابانية في السيطرة على المزيد من الأراضي.
معركة ميدواي
في يونيو 1942، شاركت أوبكوما في معركة ميدواي، وهي نقطة تحول حاسمة في الحرب في المحيط الهادئ. كانت أوبكوما جزءًا من قوة الغزو اليابانية، مكلفة بحماية السفن التي تنقل القوات. على الرغم من أن اليابان تعرضت لهزيمة ساحقة في هذه المعركة، إلا أن أوبكوما نجت بأضرار طفيفة.
حملة جزر سليمان
بعد معركة ميدواي، تم نقل أوبكوما إلى منطقة جزر سليمان للمشاركة في حملة جزر سليمان.
- معركة جزيرة سافو (أغسطس 1942): شاركت أوبكوما في معركة جزيرة سافو، حيث تعرضت السفينة لأضرار طفيفة من الغارات الجوية الأمريكية.
- معركة جزيرة غوادالكانال (أغسطس 1942 – فبراير 1943): قدمت أوبكوما الدعم الناري للقوات اليابانية على جزيرة غوادالكانال، وشاركت في عمليات نقل الإمدادات للقوات المحاصرة. خلال هذه العمليات، واجهت السفينة هجمات جوية وغواصات متكررة.
شهدت حملة جزر سليمان معارك شرسة وقاسية، وأظهرت أوبكوما قدرتها على البقاء في وجه الهجمات المستمرة.
العمليات اللاحقة
بعد حملة جزر سليمان، شاركت أوبكوما في العديد من العمليات الأخرى، بما في ذلك:
- مرافقة القوافل: قامت أوبكوما بمرافقة القوافل التي تنقل الإمدادات والقوات إلى المواقع المختلفة في المحيط الهادئ.
- العمليات في شمال شرق المحيط الهادئ: شاركت أوبكوما في العمليات في منطقة شمال شرق المحيط الهادئ، بما في ذلك مهمات الدوريات والمراقبة.
الغرق
في 15 مارس 1944، بينما كانت أوبكوما في طريقها من سيلانغ إلى دافاو، تعرضت لهجوم من قبل الغواصة الأمريكية USS Flasher (SS-249) بالقرب من جزيرة مينداناو. أصابت طوربيدات Flasher أوبكوما، مما تسبب في أضرار جسيمة. غرقت السفينة بسرعة، وأبحر الناجون في قوارب النجاة. تمكنت بعض القوارب من الوصول إلى الشاطئ، لكن العديد من أفراد الطاقم لقوا حتفهم.
التقييم والإرث
كانت أوبكوما سفينة حربية مهمة في البحرية الإمبراطورية اليابانية، حيث شاركت في العديد من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية. ساهمت السفينة في الانتصارات اليابانية المبكرة، وقدمت الدعم الحيوي للقوات في مختلف المسارح. على الرغم من أن نهايتها كانت مأساوية، إلا أن سجل أوبكوما في الخدمة يعكس الشجاعة والتفاني اللذين اتسم بهما طاقمها.
اليوم، يُنظر إلى أوبكوما على أنها رمز للتضحيات التي قدمها البحارة اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية. يمثل تاريخها جزءاً من التاريخ البحري الياباني، ولا يزال موضوعاً للبحث والتحليل من قبل المؤرخين والمهتمين بالشؤون العسكرية.
التطورات التقنية
شهدت أوبكوما، كباقي السفن الحربية في ذلك الوقت، تطورات تقنية متسارعة خلال فترة خدمتها القصيرة نسبيًا. وقد شملت هذه التطورات تحسينات في أنظمة الرادار والسونار، بالإضافة إلى الأسلحة المضادة للطائرات. ساهمت هذه التطورات في زيادة قدرة السفينة على البقاء في مواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات والغواصات.
خلال فترة الحرب، خضعت أوبكوما لعمليات تعديل لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية. تم إضافة المزيد من المدافع المضادة للطائرات لتحسين قدرتها على مواجهة الهجمات الجوية. كما تم تحسين أنظمة التحكم في النيران لزيادة دقة إطلاق النار.
التأثير على العمليات البحرية
كان لأوبكوما، كجزء من قوة الطرادات الخفيفة اليابانية، تأثير كبير على العمليات البحرية في المحيط الهادئ. ساهمت سرعتها وقدرتها على المناورة في تحقيق التفوق التكتيكي في العديد من المعارك. كما لعبت دوراً حاسماً في حماية القوافل وتقديم الدعم الناري للقوات البرية.
كانت أوبكوما بمثابة مثال على الكفاءة القتالية والتصميم الهندسي الذي يميز البحرية الإمبراطورية اليابانية في تلك الفترة. يعكس تاريخها طبيعة الحرب البحرية في المحيط الهادئ، حيث كانت السرعة والمناورة والتعامل مع النيران عوامل حاسمة لتحقيق النصر.
المقارنة مع السفن الأخرى
بالمقارنة مع الطرادات الخفيفة الأخرى في ذلك الوقت، تميزت أوبكوما بتصميمها المتوازن وقدرتها على التكيف مع مختلف العمليات. على سبيل المثال، كانت أسرع من بعض الطرادات الأمريكية والبريطانية. ومع ذلك، كانت عرضة للهجمات الجوية والغواصات، كما هو الحال مع معظم السفن في تلك الفترة.
تميزت أوبكوما أيضًا بتسليح قوي نسبياً، على الرغم من أنه كان مشابهًا لتسليح الطرادات الخفيفة الأخرى من فئتها. كان لديها عدد كبير من أنابيب الطوربيد، مما جعلها تشكل تهديدًا كبيرًا للسفن الأخرى.
تجارب الطاقم
شهد طاقم أوبكوما ظروفًا قاسية خلال فترة الحرب. كانوا يعملون في بيئة خطرة، حيث كانت الهجمات الجوية والغواصات تهدد السفينة باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، واجهوا نقصًا في الإمدادات وصعوبة التواصل مع عائلاتهم في الوطن.
على الرغم من هذه التحديات، أظهر طاقم أوبكوما شجاعة وتفانياً في أداء واجباتهم. قاتلوا بشراسة في المعارك، وقدموا الدعم لزملائهم، وحافظوا على السفينة في حالة جيدة قدر الإمكان.
خاتمة
كانت أوبكوما طرادًا خفيفًا يابانيًا خدم في الحرب العالمية الثانية، وشهد مشاركة واسعة في العديد من العمليات الرئيسية في المحيط الهادئ. من خلال تصميمها المتميز وتسليحها القوي، أدت دورًا مهمًا في المعارك البحرية. على الرغم من غرقها المأساوي، إلا أن إرثها يظل جزءًا من التاريخ البحري الياباني، مما يمثل الشجاعة والتضحية التي قدمها طاقمها. كانت أوبكوما مثالاً على السفن الحربية التي لعبت دورًا حاسمًا في فترة الحرب العالمية الثانية.