<![CDATA[
تصميم وبناء الطراد كينو
تم تصميم الطراد كينو كجزء من برنامج بناء السفن لعام 1918 في البحرية الإمبراطورية اليابانية. تميزت سفن فئة ناغارا بتصميمها المتوازن الذي يجمع بين السرعة، والقدرة على المناورة، والأسلحة. بدأ بناء كينو في 27 يناير 1921 في حوض بناء السفن التابع لشركة أوراناغي في أوساكا، وتم إطلاقه في 17 مايو 1922، ودخل الخدمة في 10 سبتمبر 1922.
كان طول كينو الإجمالي يبلغ 170.7 مترًا، وعرضه 15.2 مترًا، وغاطسه 4.8 مترًا. بلغ إزاحته القياسية 5,170 طنًا، وبلغت إزاحته القصوى 5,570 طنًا. تم تجهيز الطراد بمحركات بخارية تعمل بالفحم، والتي أنتجت قوة 90,000 حصان، مما سمح له بتحقيق سرعة قصوى تبلغ 36 عقدة (67 كم/ساعة). كان يحمل طاقمًا يتكون من 450 ضابطًا وبحارًا.
من حيث التسليح، كان كينو مجهزًا بسبع مدافع عيار 140 ملم، اثنتين منها في أبراج فردية على المقدمة، واثنتين في أبراج فردية على المؤخرة، وثلاثة أخرى في مواقع مفتوحة على الجانبين. بالإضافة إلى ذلك، كان يحمل أربعة أنابيب طوربيد عيار 610 ملم، مثبتة في أزواج، واثنتين على كل جانب. كما تم تجهيزه بـ 30 لغمًا بحريًا. خضع الطراد لعدة تعديلات خلال فترة خدمته، مما أدى إلى تحسين قدراته القتالية.
الخدمة المبكرة لكينو
بعد دخوله الخدمة في عام 1922، شارك كينو في مهام تدريبية وعرضية في المياه اليابانية. قضى معظم سنوات ما قبل الحرب في التدريب الروتيني وتطوير القدرات البحرية للطاقم. خلال هذه الفترة، زار عدة موانئ يابانية وأجنبية، مما ساهم في تعزيز الروابط الدبلوماسية لليابان.
في بداية الثلاثينيات، شهدت اليابان تصاعدًا في التوتر السياسي والعسكري في منطقة المحيط الهادئ. تم نشر كينو في عدة مناسبات لحماية المصالح اليابانية في الخارج. شارك في عدد من المناورات والتدريبات البحرية، مما ساهم في إعداد الطاقم للحرب الوشيكة.
مشاركة كينو في الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، أصبح كينو جزءًا حيويًا من الأسطول الياباني. شهد الطراد الخدمة القتالية المكثفة في مسارح مختلفة في المحيط الهادئ. في الأشهر الأولى من الحرب، دعم كينو غزو الفلبين ومالايا، حيث قدم الدعم المدفعي وغطى عمليات الإنزال.
خلال معركة بحر جاوة في عام 1942، شارك كينو في تدمير الأسطول المتحالف. قدم الطراد دعمًا حيويًا للقوات اليابانية، مما ساهم في تحقيق انتصار حاسم. بعد هذه المعركة، تم نشره في المحيط الهندي لمهاجمة السفن التجارية المتحالفة.
في عامي 1943 و 1944، شارك كينو في عمليات متعددة في منطقة جزر سليمان. شارك في معارك بحرية عنيفة، وقدم الدعم للقوات البرية، وقام بمهام النقل والإمداد. تعرض الطراد لعدة هجمات جوية، ولكنه تمكن من البقاء في الخدمة.
في عام 1944، شارك كينو في معركة بحر الفلبين، وهي معركة بحرية ضخمة بين الولايات المتحدة واليابان. على الرغم من أن كينو نجا من هذه المعركة، إلا أنه عانى من بعض الأضرار. بعد هذه المعركة، تم إرساله لإجراء إصلاحات في اليابان.
غرق كينو
في 25 أكتوبر 1944، بينما كان كينو يرافق قافلة من الفلبين إلى فورموزا (تايوان)، تعرض لهجوم من قبل الغواصة الأمريكية يو إس إس جيفش (USS Jallao). أصاب الطوربيد الطراد، مما تسبب في أضرار جسيمة. بعد ذلك، تم مهاجمته من قبل الطائرات الأمريكية، مما أدى إلى مزيد من الأضرار وغرقه في بحر الفلبين. لقي ما يقرب من 239 من أفراد الطاقم حتفهم في الغرق. انتهت مسيرة كينو في أعماق المحيط الهادئ.
تأثير كينو
ترك الطراد كينو بصمة كبيرة في تاريخ الحرب العالمية الثانية. لقد شارك في العديد من العمليات الهامة في المحيط الهادئ، وقدم الدعم الحيوي للقوات اليابانية في مختلف المعارك. على الرغم من أنه لم يتمكن من البقاء حتى نهاية الحرب، إلا أن تضحياته وشجاعته ستظل محفورة في الذاكرة.
كان كينو مثالًا على قدرة اليابان على بناء السفن في أوائل القرن العشرين. لقد تميز بتصميمه المتوازن، وقدراته القتالية، وقدرته على البقاء في الخدمة. خدم كينو في العديد من المسارح القتالية، وقام بمهام متعددة، بما في ذلك الدعم المدفعي، وحماية القوافل، ومهام النقل والإمداد. لقد ساهم بشكل كبير في المجهود الحربي الياباني، على الرغم من أنه لقي حتفه في نهاية المطاف.
التقييم العام لكينو
يُعد الطراد كينو رمزًا للشجاعة والتضحية في الحرب العالمية الثانية. لقد أظهر قدرة البحرية اليابانية على تصميم وبناء السفن القوية القادرة على تحمل قسوة الحرب. إن الخدمة التي قدمها كينو في مختلف العمليات القتالية، بدءًا من غزو الفلبين ومالايا وصولاً إلى معارك بحرية كبيرة مثل معركة بحر الفلبين، تشهد على دوره الحاسم في الصراع. على الرغم من النهاية المأساوية التي لقيها، يظل كينو جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الحرب العالمية الثانية، وتاريخ البحرية اليابانية.
خاتمة
كان الطراد الياباني كينو سفينة حربية مهمة في البحرية الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. شارك في العديد من العمليات القتالية في المحيط الهادئ، وقدم الدعم الحيوي للقوات اليابانية. على الرغم من أن الطراد غرق في عام 1944، إلا أن إرثه يظل حيًا كرمز للشجاعة والتضحية. يمثل كينو مثالًا على قدرة اليابان على بناء السفن، ودورها في الحرب العالمية الثانية، وأهمية التضحية في الصراع.