<![CDATA[
التاريخ
تم تفعيل كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 في 15 أبريل 1943 في Camp Mackall، نورث كارولينا. تم تخصيصها في البداية للفرقة 17 المحمولة جواً، التي كانت في طور التشكيل والتدريب. كان الغرض من الكتيبة هو توفير الدعم المدفعي المباشر للوحدات المحمولة جواً، وذلك باستخدام مدافع هاوتزر عيار 75 ملم التي يمكن تفكيكها وتحميلها على طائرات شراعية أو إسقاطها بالمظلات.
بدأت الكتيبة تدريبات مكثفة في Camp Mackall، مع التركيز على التدريب على المظلات، والمدفعية، والتكتيكات المحمولة جواً. تعلم الجنود كيفية القفز بالمظلات من الطائرات، وتجميع مدافع الهاوتزر بسرعة بعد الهبوط، وتقديم الدعم الناري لوحدات المشاة المحمولة جواً. كما شاركوا في العديد من التدريبات واسعة النطاق التي تحاكي ظروف القتال في أوروبا.
في أغسطس 1944، تم نشر الفرقة 17 المحمولة جواً، بما في ذلك كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460، في إنجلترا استعدادًا لغزو أوروبا. بعد وصولهم، استمروا في التدريب وصقل مهاراتهم استعدادًا للعمليات القادمة.
العمليات القتالية
شاركت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 في عدة عمليات قتالية رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية:
- عملية Bulge (معركة الثغرة): في ديسمبر 1944، شن الجيش الألماني هجومًا مضادًا مفاجئًا في منطقة Ardennes في بلجيكا ولوكسمبورغ. تم استدعاء الفرقة 17 المحمولة جواً، بما في ذلك كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460، لتعزيز الدفاعات الأمريكية ومساعدة في وقف التقدم الألماني. لعبت الكتيبة دورًا حاسمًا في توفير الدعم الناري لوحدات المشاة، مما ساعد في إبطاء الهجوم الألماني وإلحاق خسائر فادحة بالعدو.
- عملية Varsity (عملية الجامعة): في مارس 1945، شاركت الفرقة 17 المحمولة جواً في عملية Varsity، وهي عملية إنزال جوي واسعة النطاق تهدف إلى عبور نهر الراين واختراق خط Siegfried الدفاعي الألماني. تم إسقاط كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 خلف خطوط العدو، حيث قامت بتجميع مدافع الهاوتزر الخاصة بها بسرعة وبدأت في توفير الدعم الناري لوحدات المشاة المحمولة جواً الأخرى. واجهت الكتيبة مقاومة شديدة من القوات الألمانية، لكنها نجحت في الحفاظ على مواقعها وتقديم الدعم الحاسم طوال العملية.
- التقدم إلى ألمانيا: بعد عملية Varsity، شاركت الفرقة 17 المحمولة جواً في التقدم عبر ألمانيا، حيث قاتلت في العديد من المعارك ضد القوات الألمانية المتبقية. واصلت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 تقديم الدعم الناري لوحدات المشاة، مما ساعد في تطهير المدن والبلدات المحصنة والاستيلاء عليها.
طوال فترة خدمتهم في مسرح العمليات الأوروبي، اكتسبت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 سمعة طيبة في الكفاءة والاحتراف. لقد كانوا قادرين باستمرار على تقديم الدعم الناري الدقيق وفي الوقت المناسب لوحدات المشاة المحمولة جواً، حتى في ظل الظروف الصعبة. لعبت الكتيبة دورًا حاسمًا في العديد من المعارك الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، وساهمت بشكل كبير في النصر النهائي للحلفاء.
ما بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في مايو 1945، ظلت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 في أوروبا لفترة وجيزة قبل إعادتها إلى الولايات المتحدة. تم إلغاء تفعيل الكتيبة رسميًا في 15 سبتمبر 1945.
على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، تركت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 إرثًا دائمًا في جيش الولايات المتحدة. لقد أثبتوا أن المدفعية المحمولة جواً يمكن أن تكون قوة فعالة في ساحة المعركة، وساعدوا في تمهيد الطريق لتطوير وحدات مدفعية محمولة جواً متخصصة أخرى. سيتم تذكر مساهمات الكتيبة في المجهود الحربي دائمًا.
التنظيم
كانت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 تتألف عادة من العناصر التالية:
- المقر الرئيسي والبطارية الخدمية: توفر هذه البطارية الدعم الإداري واللوجستي للكتيبة بأكملها.
- ثلاث بطاريات مدفعية (البطاريات A و B و C): تتألف كل بطارية من أربع مدافع هاوتزر عيار 75 ملم.
- الفصيلة الطبية: توفر هذه الفصيلة الدعم الطبي للكتيبة.
تم تجهيز كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 بمدافع هاوتزر عيار 75 ملم M1A1، وهي مدافع خفيفة الوزن نسبيًا يمكن تفكيكها وتحميلها على طائرات شراعية أو إسقاطها بالمظلات. كان للمدافع مدى أقصى يبلغ حوالي 9000 متر ويمكن أن تطلق مجموعة متنوعة من القذائف، بما في ذلك القذائف شديدة الانفجار وقذائف الدخان وقذائف الإضاءة.
بالإضافة إلى مدافع الهاوتزر، تم تجهيز الكتيبة أيضًا بمجموعة متنوعة من الأسلحة الصغيرة والمركبات، بما في ذلك البنادق والرشاشات والسيارات الجيب والشاحنات.
الشعار
كان شعار كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 عبارة عن درع أزرق مع صاعقة ذهبية مائلة تتجاوز مدفع هاوتزر فضي مجنح. يمثل اللون الأزرق سلاح المدفعية، بينما يمثل الصاعقة قوة النار. يمثل مدفع الهاوتزر المجنح القدرة المحمولة جواً للكتيبة.
كان شعار الكتيبة هو “Fire From The Sky” (نار من السماء). يجسد هذا الشعار مهمة الكتيبة المتمثلة في توفير الدعم الناري السريع والدقيق لوحدات المشاة المحمولة جواً.
الأفراد البارزون
على الرغم من عدم وجود أفراد مشهورين على نطاق واسع خدموا في كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460، إلا أن الكتيبة تضم العديد من الجنود المخلصين والشجعان الذين خدموا بامتياز خلال الحرب العالمية الثانية. هؤلاء الجنود، الذين تم تجميعهم من جميع أنحاء الولايات المتحدة، جلبوا معهم مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات إلى الكتيبة. عملوا معًا كوحدة متماسكة، وتغلبوا على العديد من التحديات وقدموا مساهمة كبيرة في المجهود الحربي.
تجسد قصة كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 روح التفاني والشجاعة التي ميزت جيل الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أن أسماءهم قد لا تكون معروفة على نطاق واسع، إلا أن تضحياتهم ومساهماتهم سيتم تذكرها دائمًا.
خاتمة
كانت كتيبة المدفعية الميدانية المظلية 460 وحدة مدفعية ميدانية محمولة جواً تابعة لجيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت الكتيبة في عدة عمليات قتالية رئيسية، بما في ذلك معركة الثغرة وعملية Varsity، ولعبت دورًا حاسمًا في توفير الدعم الناري لوحدات المشاة المحمولة جواً. على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، تركت الكتيبة إرثًا دائمًا في جيش الولايات المتحدة وستظل دائمًا رمزًا للتفاني والشجاعة.