تاريخ التصميم والبناء
تم بناء يو إس إس واكسو في فترة شهدت تطورًا كبيرًا في تصميم السفن الحربية. كان على المهندسين أن يوازنوا بين متطلبات الحماية، والقوة النارية، والقدرة على المناورة في مساحة محدودة. كان تصميم السفينة يعتمد على مفهوم السفن المدرعة ذات الأبراج الدوارة، والذي ابتُكر على يد المهندس السويدي جون إريكسون، والذي سبق وأن صمم يو إس إس مونيتر، وهي سفينة مراقبة أخرى اشتهرت خلال الحرب الأهلية. تميزت سفن المراقب هذه ببرج مدفع دوار واحد أو اثنين، مما سمح لها بإطلاق النار في جميع الاتجاهات.
بدأ بناء يو إس إس واكسو في مارس 1863 في باث بولاية مين، وتم إطلاقها في 5 نوفمبر 1864. نظرًا لكونها من أوائل السفن التي تم بناؤها في إطار برنامج بناء السفن الحربية الخاص بالبحرية الأمريكية خلال الحرب الأهلية، واجهت عملية البناء بعض التأخيرات والمشاكل الفنية. على الرغم من ذلك، تم تسليم السفينة للبحرية الأمريكية في 12 يناير 1865.
التصميم والميزات
كان طول يو إس إس واكسو يبلغ حوالي 225 قدمًا، وعرضها 45 قدمًا، وغاطسها حوالي 13 قدمًا. كان هيكلها مبنيًا من الحديد، ومغطى بدروع حديدية بسمك يتراوح بين 8 و 11 بوصة في الأماكن الأكثر عرضة للخطر. كان لديها برج واحد يحتوى على مدفعين من عيار 11 بوصة، وهما المدفعان الرئيسيان للسفينة. كان هذا الترتيب يمنحها قوة نارية كبيرة، على الرغم من أن معدل إطلاق النار كان محدودًا بسبب طبيعة تحميل المدافع.
كانت السفينة مزودة بمحركات بخارية تعمل بمروحتين، مما منحها سرعة قصوى تبلغ حوالي 8 عقد (حوالي 15 كيلومترًا في الساعة). على الرغم من أن سرعتها لم تكن عالية، إلا أنها كانت كافية للقيام بمهامها الرئيسية، وهي تقديم الدعم الناري وحماية الشواطئ. كان طاقم السفينة يتكون من حوالي 100 ضابط وبحار.
الخدمة في الحرب الأهلية
تم تشغيل يو إس إس واكسو في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية. وصلت إلى تشارلستون، ساوث كارولينا، في أوائل عام 1865. ومع ذلك، لم تشارك السفينة في أي قتال كبير قبل نهاية الحرب في أبريل 1865. كانت السفينة لا تزال في طور التجهيز عندما استسلمت قوات الكونفدرالية. على الرغم من ذلك، لعبت السفينة دورًا مهمًا في تأمين الموانئ الجنوبية بعد انتهاء الحرب.
بعد انتهاء الحرب، شاركت يو إس إس واكسو في عدة مهام في المياه الجنوبية. تم تكليفها بمهمة مساعدة قوات الاتحاد في السيطرة على المنطقة وتوفير الأمن. كما قامت السفينة بدوريات في المناطق الساحلية، وعملت كقاعدة عائمة لعمليات الإغاثة. لعبت دورًا في الحفاظ على الاستقرار في فترة إعادة الإعمار.
الحوادث والمصير
في 22 أبريل 1865، غرقت يو إس إس واكسو بشكل مأساوي في نهر بيد (Peedee)، بالقرب من ونيسدورو (Winyah)، ساوث كارولينا. كان ذلك بسبب انفجار مرجلها البخاري. تسبب الانفجار في مقتل 14 من أفراد الطاقم وإصابة آخرين. كانت هذه الحادثة بمثابة نهاية مؤسفة لسفينة كان من المفترض أن تلعب دورًا هامًا في الحرب الأهلية.
بعد الغرق، تم انتشال بعض الأجزاء من السفينة، بما في ذلك بعض المدافع والمعدات الأخرى. ظل حطام السفينة في قاع النهر لسنوات عديدة، حتى تم العثور عليه في أوائل القرن العشرين. اليوم، يعتبر حطام يو إس إس واكسو موقعًا أثريًا تحت الماء، وهو بمثابة تذكير بأهمية السفينة في التاريخ الأمريكي.
أهمية يو إس إس واكسو
تمثل يو إس إس واكسو مثالًا على التطورات التكنولوجية التي شهدتها الحرب الأهلية الأمريكية. كانت سفن المراقب، مثل واكسو، جزءًا أساسيًا من استراتيجية البحرية الاتحادية. أثبتت هذه السفن فعاليتها في حصار الموانئ الجنوبية، وقمع الملاحة الكونفدرالية. كانت قدرتها على تحمل الضربات النارية وحماية طاقمها من الأسلحة النارية للعدو أمرًا بالغ الأهمية.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت السفينة دورًا في إعادة الإعمار بعد الحرب. ساعدت في الحفاظ على النظام والأمن في المناطق المحتلة، وشاركت في جهود الإغاثة. على الرغم من أن خدمتها كانت قصيرة نسبيًا، إلا أن يو إس إس واكسو تركت بصمة في التاريخ البحري الأمريكي.
التأثير والتراث
يُذكر يو إس إس واكسو كجزء من تاريخ السفن الحربية المدرعة في القرن التاسع عشر. كان تصميمها وتكتيكاتها بمثابة مقدمة للتطورات المستقبلية في تصميم السفن. يدرس المؤرخون السفينة لفهم التحديات الهندسية والتكتيكية التي واجهتها البحرية في ذلك الوقت.
إن غرق يو إس إس واكسو، بسبب انفجار مرجلها، يسلط الضوء على المخاطر التي واجهها البحارة في ذلك الوقت. كما أنه يذكرنا بأهمية السلامة والتقدم التكنولوجي في تصميم السفن. يعد حطام السفينة بمثابة نصب تذكاري دائم للطاقم الذي فقد حياته.
مقارنة مع السفن الأخرى
يمكن مقارنة يو إس إس واكسو بسفن المراقب الأخرى التي خدمت خلال الحرب الأهلية. على سبيل المثال، يو إس إس مونيتر، التي صممها جون إريكسون، كانت سفينة مراقبة رائدة. اشتهرت بمشاركتها في معركة هامبتون رودز، وهي أول معركة بين السفن المدرعة. كانت يو إس إس مونيتر أصغر من يو إس إس واكسو، لكنها قدمت مساهمات كبيرة في الحرب.
هناك أيضًا سفن مراقبة أخرى، مثل يو إس إس ويليام بورتر، ويو إس إس شيلوه، ويو إس إس مانكاتو. تختلف هذه السفن في الحجم والتصميم، لكنها تشترك في نفس المفهوم الأساسي: سفن مدرعة ذات أبراج دوارة أو ثابتة، مصممة للعمل في المياه الضحلة. كل هذه السفن لعبت دورًا في تشكيل مسار الحرب الأهلية.
تقييم الأداء
على الرغم من أن يو إس إس واكسو لم تشارك في أي معارك كبيرة، إلا أنه يمكن تقييم أدائها بناءً على تصميمها ومواصفاتها. كانت السفينة قادرة على توفير قوة نارية كبيرة، وذلك بفضل مدافعها من عيار 11 بوصة. كما كان درعها يوفر حماية جيدة لطاقمها.
ومع ذلك، كان لدى السفينة بعض القيود. كانت سرعتها محدودة، مما أعاق قدرتها على المناورة في بعض الحالات. كما أن معدل إطلاق النار كان بطيئًا بسبب طبيعة تحميل المدافع. على الرغم من هذه القيود، كانت يو إس إس واكسو سفينة فعالة، وكان من الممكن أن تلعب دورًا أكبر في الحرب لو لم يتم تدميرها.
التأثير على تصميم السفن المستقبلية
تركت يو إس إس واكسو وغيرها من سفن المراقب تأثيرًا كبيرًا على تصميم السفن المستقبلية. أظهرت هذه السفن أهمية الدروع الثقيلة والمدافع القوية، والتي أصبحت من السمات الأساسية للسفن الحربية في العقود التالية. كما أثر تصميم الأبراج الدوارة على تصميم السفن الحربية في جميع أنحاء العالم.
بمرور الوقت، تطورت السفن الحربية بشكل كبير. أصبحت أكبر وأسرع وأكثر قوة. ومع ذلك، فإن الأساس الذي وضعته يو إس إس واكسو والسفن الأخرى في عصرها لا يزال يظهر في تصميم السفن الحديثة.
خاتمة
يو إس إس واكسو كانت سفينة مراقبة مدرعة لعبت دورًا مهمًا في الحرب الأهلية الأمريكية. على الرغم من أنها لم تشارك في أي قتال كبير، إلا أنها كانت مثالًا على التطورات التكنولوجية في ذلك الوقت. تميزت السفينة بتصميمها المبتكر، وقوتها النارية، ودرعها الثقيل. كان غرقها المأساوي بمثابة نهاية مبكرة لسفينة كان من الممكن أن تساهم بشكل أكبر في إعادة الإعمار بعد الحرب. تظل يو إس إس واكسو جزءًا مهمًا من التاريخ البحري الأمريكي، وتذكرنا بأهمية السفن المدرعة في تشكيل مسار الحرب وتأثيرها على تصميم السفن في المستقبل.
المراجع
“`