النشأة والتعليم
ولدت بيفرلي أليت في غراتام، لينكولنشاير، إنجلترا. نشأت في عائلة مستقرة وتلقت تعليمها في مدرسة محلية. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على تعرضها للإساءة في طفولتها، فقد كانت تعاني من مشاكل شخصية في وقت مبكر. بدأت في إظهار سلوكيات غير طبيعية، بما في ذلك إظهار الاهتمام المفرط بالأطفال الصغار ورغبتها في أن تكون مركز الاهتمام.
بداية العمل في التمريض
بعد تخرجها من المدرسة، تدربت أليت كممرضة، حيث بدأت العمل في مستشفى غرانثام وجاكوب. خلال تدريبها، بدأت في إظهار سلوكيات مقلقة. كانت تميل إلى إعطاء وعود غير ضرورية للمرضى، والتدخل في علاجهم، والبحث عن الاهتمام. بدأت أيضًا في إظهار سلوكيات مسيئة تجاه زملائها، مما أدى إلى إثارة القلق بين الطاقم الطبي.
جرائم القتل والاعتداء
بدأت جرائم القتل والاعتداء التي ارتكبتها أليت في فبراير 1991 واستمرت حتى أبريل من نفس العام. عملت في قسم الأطفال بالمستشفى، حيث كانت تقوم بحقن الأطفال الصغار بجرعات زائدة من الأنسولين أو البوتاسيوم، مما تسبب في سكتات قلبية. كانت تستغل ضعف الأطفال وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
الضحايا الأربعة الذين قتلتهم أليت هم:
- بولين كوكس، طفلة تبلغ من العمر 11 شهرًا.
- تيموثي هاردي، طفل يبلغ من العمر 11 شهرًا.
- شين ميلور، طفل يبلغ من العمر 24 شهرًا.
- بيكي بيتش، طفلة تبلغ من العمر 15 شهرًا.
بالإضافة إلى ذلك، حاولت أليت قتل ثلاثة أطفال آخرين وأصابت ستة آخرين بجروح خطيرة. استخدمت مجموعة متنوعة من الأساليب لقتل ضحاياها، بما في ذلك حقنهم بالأنسولين، وحقن الهواء في مجرى الدم، ووقف تنفسهم.
التحقيق والاعتقال
أثار ارتفاع عدد الوفيات غير المبررة في قسم الأطفال في مستشفى غرانثام وجاكوب الشكوك. بدأ تحقيق داخلي، وبعد اكتشاف أن بعض الأطفال قد تعرضوا لحقن قاتلة، بدأ المحققون في تضييق نطاق البحث. في البداية، تم التركيز على الأخطاء الطبية المحتملة، ولكن مع تزايد عدد الوفيات، بدأ المحققون في النظر إلى إمكانية وجود جريمة متعمدة.
أدت التحقيقات إلى اكتشاف أن أليت كانت مسؤولة عن إعطاء الأطفال حقن قاتلة. تم القبض عليها في أبريل 1991 ووجهت إليها تهم القتل والشروع في القتل.
المحاكمة والإدانة
بدأت محاكمة أليت في عام 1993. قدم الادعاء أدلة على أن أليت كانت مسؤولة عن قتل الأطفال. قدموا شهادات من شهود عيان، وخبراء طبيين، وزملاء عمل. أظهرت الأدلة أن أليت كانت تعاني من اضطراب الشخصية النرجسية، وأنها كانت تسعى إلى الحصول على الاهتمام من خلال التلاعب بالآخرين.
أثناء المحاكمة، ادعت أليت أنها بريئة، وأن الوفيات كانت نتيجة لأخطاء طبية أو ظروف طبيعية. ومع ذلك، رفضت هيئة المحلفين هذا الادعاء وأدانتها بقتل أربعة أطفال والشروع في قتل ثلاثة آخرين. حكم عليها بالسجن مدى الحياة.
السجن والسنوات اللاحقة
بعد إدانتها، تم إيداع أليت في سجن عالي الحراسة. تم تشخيصها بالعديد من الأمراض النفسية، بما في ذلك اضطراب الشخصية النرجسية واضطراب الشخصية الحدية. على الرغم من محاولات الإفراج عنها، إلا أنها بقيت في السجن حتى وفاتها. توفيت أليت في السجن في عام 2023.
دوافع الجرائم
كانت دوافع أليت لارتكاب جرائمها معقدة ومتعددة الأوجه. يعتقد بعض الخبراء أنها كانت تعاني من اضطراب الشخصية النرجسية، مما جعلها تسعى إلى الحصول على الاهتمام والتلاعب بالآخرين. يعتقد آخرون أنها كانت تعاني من متلازمة مونشهاوزن بالوكالة، وهي حالة نفسية تجعل الشخص يختلق أو يتسبب في مرض شخص آخر للحصول على الاهتمام. قد تكون دوافعها مزيجًا من هذه العوامل وغيرها.
أظهرت أليت سلوكيات غريبة قبل جرائم القتل، مثل التدخل في علاج المرضى والبحث عن الاهتمام من الأطباء. كانت أيضًا تتلاعب بالآخرين وتحاول إظهار نفسها كشخصية مهمة في المستشفى. بعد جرائم القتل، حاولت أليت إخفاء الأدلة، مما يشير إلى أنها كانت تدرك أفعالها.
تأثير الجرائم
تركت جرائم أليت أثرًا عميقًا على عائلات الضحايا، وموظفي المستشفى، والمجتمع ككل. عانت العائلات من صدمة فقدان أطفالهم، بينما عانى موظفو المستشفى من مشاعر الذنب والمسؤولية. أثارت الجرائم أيضًا جدلاً واسعًا حول سلامة المرضى في المستشفيات وكيفية التعامل مع السلوكيات غير الطبيعية للموظفين الطبيين.
دروس مستفادة
قضية بيفرلي أليت هي تذكير مأساوي بأهمية الحذر والتحقق في الرعاية الصحية. يجب على المستشفيات التأكد من أن لديها إجراءات كافية لحماية المرضى من الأذى، بما في ذلك فحص الموظفين بشكل صحيح، ومراقبة سلوكياتهم، والتحقيق في أي حوادث مشبوهة. يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية أن يكونوا على دراية بالعلامات التحذيرية للسلوكيات غير الطبيعية، وأن يبلغوا عن أي سلوكيات مقلقة.
كما أنها تسلط الضوء على أهمية الوعي بالصحة النفسية. يجب على الأفراد الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية طلب المساعدة والدعم. يمكن أن تساعد المعالجة والتدخل المبكر في منع تفاقم المشاكل النفسية ومنع العواقب الوخيمة.
الاستجابة الإعلامية
حظيت قضية بيفرلي أليت باهتمام إعلامي واسع النطاق في جميع أنحاء العالم. أدت بشاعة جرائمها إلى صدمة الجمهور، في حين سلطت القضية الضوء على قضايا تتعلق بسلامة المرضى والمسؤولية في الرعاية الصحية. ظهرت القضية في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، مما ساهم في زيادة الوعي بها.
الخلاصة
خاتمة
بيفرلي أليت كانت ممرضة بريطانية قتلت أربعة رضع وحاولت قتل آخرين في مستشفى غرانثام وجاكوب في عام 1991. أدت جرائمها إلى صدمة الجمهور وإثارة جدل حول سلامة المرضى والصحة النفسية. أُدينت أليت وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة. قضيتها هي تذكير مأساوي بأهمية الحذر والتحقق في الرعاية الصحية وأهمية الوعي بالصحة النفسية.
المراجع
- The Guardian: Beverley Allitt, hospital serial killer, dies in prison
- Biography.com: Beverley Allitt
- Crime + Investigation: Beverley Allitt – The Angel of Death
- BBC News: Beverley Allitt: The ‘Angel of Death’ who killed children
“`