تاريخ جمعية جنوب الضواحي التعاونية
تأسست جمعية جنوب الضواحي التعاونية في عام 1868، في وقت كانت فيه الحركة التعاونية في أوج ازدهارها في بريطانيا. كان الهدف الرئيسي للجمعية هو توفير السلع والخدمات بأسعار معقولة لأعضائها، الذين كانوا في الغالب من الطبقة العاملة. بدأت الجمعية كمتجر صغير، ولكنها سرعان ما توسعت لتشمل متاجر أخرى في جميع أنحاء جنوب لندن وسري وكنت.
خلال الحربين العالميتين، لعبت جمعية جنوب الضواحي التعاونية دورًا مهمًا في دعم المجتمع المحلي. قدمت الجمعية السلع الأساسية بأسعار معقولة خلال فترات النقص، وشاركت في جهود الإغاثة. بعد الحرب العالمية الثانية، واصلت الجمعية نموها وتوسعها، حيث افتتحت متاجر جديدة واستثمرت في مرافق حديثة.
مبادئ وأهداف جمعية جنوب الضواحي التعاونية
استندت جمعية جنوب الضواحي التعاونية إلى مبادئ الحركة التعاونية، والتي تضمنت:
- العضوية الطوعية والمفتوحة: يمكن لأي شخص أن يصبح عضوًا في الجمعية، بغض النظر عن خلفيته أو وضعه الاجتماعي.
- الإدارة الديمقراطية من قبل الأعضاء: يتمتع الأعضاء بصوت متساو في إدارة الجمعية.
- مشاركة الأعضاء الاقتصادية: يشارك الأعضاء في أرباح الجمعية.
- الاستقلالية والاستقلالية: الجمعية مستقلة عن الحكومات والمنظمات الأخرى.
- التعليم والتدريب والمعلومات: تلتزم الجمعية بتوفير التعليم والتدريب لأعضائها والموظفين.
- التعاون بين التعاونيات: تتعاون الجمعية مع التعاونيات الأخرى على المستويين المحلي والدولي.
- الاهتمام بالمجتمع: تلتزم الجمعية بدعم المجتمع المحلي والمساهمة في التنمية المستدامة.
كانت أهداف جمعية جنوب الضواحي التعاونية هي:
- توفير السلع والخدمات بأسعار معقولة لأعضائها.
- تحسين نوعية حياة أعضائها والمجتمع المحلي.
- تعزيز مبادئ التعاون والمساواة.
- دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
منتجات وخدمات جمعية جنوب الضواحي التعاونية
قدمت جمعية جنوب الضواحي التعاونية مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك:
- البقالة: بيع مجموعة متنوعة من المواد الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة واللحوم ومنتجات الألبان والمواد الغذائية المعلبة.
- الملابس: بيع الملابس والأحذية لجميع أفراد الأسرة.
- الأثاث والأجهزة المنزلية: بيع الأثاث والأجهزة المنزلية والإلكترونيات.
- خدمات السفر: تقديم خدمات السفر، بما في ذلك حجز الرحلات والفنادق.
- خدمات التأمين: تقديم خدمات التأمين، بما في ذلك التأمين على المنازل والسيارات والحياة.
- خدمات الرهن العقاري: تقديم خدمات الرهن العقاري.
- الصيدليات: تشغيل الصيدليات التي توفر الأدوية والمنتجات الصحية.
اشتهرت الجمعية بجودة منتجاتها وخدماتها، والتزامها بتقديم قيمة جيدة مقابل المال. كما كانت معروفة بالتزامها بدعم المجتمعات المحلية، من خلال توفير فرص العمل والمساهمة في الأنشطة الخيرية.
التحديات والتغيرات
واجهت جمعية جنوب الضواحي التعاونية عددًا من التحديات على مر السنين. في أواخر القرن العشرين، واجهت الجمعية منافسة متزايدة من تجار التجزئة الكبار والأسواق المتخصصة. كما أثرت التغيرات في عادات التسوق على أعمال الجمعية. استجابت الجمعية لهذه التحديات من خلال:
- تحديث متاجرها: قامت الجمعية بتجديد متاجرها لتوفير بيئة تسوق أكثر جاذبية.
- توسيع نطاق منتجاتها وخدماتها: أضافت الجمعية منتجات وخدمات جديدة لتلبية احتياجات عملائها المتغيرة.
- تحسين كفاءتها: قامت الجمعية بتحسين عملياتها لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
في عام 2005، اندمجت جمعية جنوب الضواحي التعاونية مع جمعية كوبراتيف جروب. كان هذا الاندماج جزءًا من اتجاه أوسع في الحركة التعاونية، حيث سعت الجمعيات إلى الاندماج لتشكيل كيانات أكبر وأكثر تنافسية. على الرغم من هذا الاندماج، لا يزال إرث جمعية جنوب الضواحي التعاونية حيًا، حيث يواصل العديد من الموظفين والأعضاء السابقين العمل في قطاع التجزئة التعاونية.
أهمية الحركة التعاونية
تمثل الحركة التعاونية نموذجًا بديلًا للأعمال التجارية، يركز على مبادئ الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية. تلعب التعاونيات دورًا مهمًا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. فهي توفر فرص عمل، وتساهم في رفاهية المجتمعات المحلية، وتعزز مبادئ التعاون والمساواة. يمكن للحركة التعاونية أن تساعد في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا.
في السنوات الأخيرة، شهدت الحركة التعاونية انتعاشًا عالميًا، حيث يبحث الناس عن نماذج أعمال بديلة أكثر أخلاقية واستدامة. تكتسب التعاونيات شعبية متزايدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والتمويل والرعاية الصحية والتجزئة. تساهم التعاونيات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على الفقر، وتعزيز الأمن الغذائي، والمساواة بين الجنسين، والعمل المناخي.
الاستمرارية والإرث
على الرغم من أن جمعية جنوب الضواحي التعاونية لم تعد موجودة ككيان مستقل، إلا أن إرثها لا يزال قائمًا. ساهمت الجمعية بشكل كبير في تطوير الحركة التعاونية في بريطانيا، وساعدت في تحسين حياة آلاف الأشخاص في جنوب لندن وسري وكنت. كانت الجمعية مثالاً على كيفية إمكانية قيام الأعمال التجارية على مبادئ أخلاقية، وتعزيز مبادئ التعاون والمساواة. ساهمت الجمعية في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا.
لا تزال قيم الحركة التعاونية ذات صلة اليوم، حيث يواجه العالم تحديات كبيرة، بما في ذلك عدم المساواة الاقتصادية وتغير المناخ. تقدم التعاونيات نموذجًا بديلًا للأعمال التجارية يمكن أن يساعد في معالجة هذه التحديات. من خلال العمل معًا، يمكن للتعاونيات أن تساعد في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة.
خاتمة
كانت جمعية جنوب الضواحي التعاونية مؤسسة مهمة في تاريخ الحركة التعاونية في بريطانيا. قدمت الجمعية مجموعة واسعة من السلع والخدمات لأعضائها والمجتمع المحلي، وساهمت في تعزيز مبادئ التعاون والمساواة. على الرغم من أن الجمعية لم تعد موجودة ككيان مستقل، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، حيث يواصل العديد من الموظفين والأعضاء السابقين العمل في قطاع التجزئة التعاونية. تمثل الحركة التعاونية نموذجًا بديلًا للأعمال التجارية، يمكن أن يساعد في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا.
المراجع
- Co-operative Heritage Trust Annual Review 2020-21
- Cooperative | Definition, History, & Facts
- What is a cooperative? – ICA
“`