التصميم والوصف
كانت إتش إم إس رالي جزءًا من برنامج توسع بحري بريطاني طموح في أواخر القرن التاسع عشر، يهدف إلى تعزيز قوة البحرية الملكية وتحديث أسطولها. صُممت السفينة لتكون فرقاطة سريعة وقادرة على الإبحار لمسافات طويلة، ومناسبة للقيام بدوريات في المحيطات وحماية المصالح التجارية البريطانية في جميع أنحاء العالم. كانت تصنف على أنها فرقاطة “مغلفة” لأن بدنها الحديدي كان مغطىً بالخشب والنحاس، مما يقلل من تراكم الحشف البحري ويطيل عمر السفينة بين عمليات الإصلاح.
بلغ طول السفينة بين العمودين العموديين 280 قدمًا (85.3 مترًا)، وعرضها 43 قدمًا (13.1 مترًا)، وغاطسها 21 قدمًا (6.4 مترًا). كانت حمولتها 3,130 طنًا كبيرًا (3,180 طنًا متريًا). كان طاقمها يتألف من حوالي 350 ضابطًا وبحارًا.
الدفع
زُوّدت إتش إم إس رالي بمحرك بخاري تراددي ثنائي الأسطوانات بقوة 5,270 حصانًا (3,930 كيلوواط) من إنتاج شركة همفريز وتينانت. كان المحرك يقود مروحة واحدة. في التجارب البحرية، حققت السفينة سرعة قصوى قدرها 14.3 عقدة (26.5 كم/ساعة؛ 16.5 ميلًا في الساعة). بالإضافة إلى المحرك البخاري، كانت السفينة مجهزة أيضًا بصواري كاملة، مما يسمح لها بالإبحار باستخدام الرياح عند الحاجة. أعطى هذا المزيج من الدفع البخاري والإبحار للسفينة مدىً وقدرة على التحمل كبيرين، مما جعلها مناسبة للخدمة في البحار المفتوحة.
التسليح
كان التسليح الأصلي لإتش إم إس رالي يتكون من:
- مدفعان كمامة زناد من عيار 7 بوصات (178 ملم).
- أربعة مدافع كمامة زناد من عيار 6.4 بوصة (163 ملم).
- ستة مدافع هاوتزر من عيار 64 رطلًا.
في عام 1879، أُعيد تسليح السفينة بستة مدافع كمامة زناد من عيار 6 بوصات (152 ملم) وأربعة مدافع سريعة الإطلاق. تم تجهيزها أيضًا بأربعة أنابيب طوربيد.
الخدمة
بعد دخولها الخدمة، قضت إتش إم إس رالي معظم حياتها المهنية في الخدمة في الخارج، حيث قامت بدوريات في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. في عام 1879، شاركت في قمع تمرد في جزر فيجي. في عام 1883، جنحت السفينة على جزيرة جراند بوبو، بالقرب من ساحل ما يعرف الآن بجمهورية بنين، وفقدت.
في 9 أغسطس 1878 ، أبحرت إتش إم إس رالي من كوينزتاون، أيرلندا، متجهة إلى محطة المحيط الهادئ تحت قيادة الكابتن جون ميرس بوشيل. وصلت إلى محطة المحيط الهادئ في عام 1879 وكانت موجودة في فاباي، جزر ياب في 1 أكتوبر 1879.
في عام 1881، كانت إتش إم إس رالي متمركزة في إسكيماالت، كولومبيا البريطانية. وفي 4 أغسطس 1881، تولت مهمة نقل جثة رئيس الكارير، أنكو، من كويسنيل إلى فورت جورج لدفنها.
التحطم
في 10 يناير 1883، تحت قيادة الكابتن تشارلز نيلسون ووكر، كانت إتش إم إس رالي تبحر بالقرب من الساحل الأفريقي عندما جنحت على جزيرة جراند بوبو، بالقرب من ما يعرف الآن بجمهورية بنين. بذلت جهود كبيرة لإنقاذ السفينة، لكنها تضررت بشدة لدرجة أنه تم اعتبارها خسارة كاملة. نجا جميع أفراد الطاقم، لكن السفينة تركت لتتحطم على الشاطئ.
أدى فقدان إتش إم إس رالي إلى محكمة عسكرية للتحقيق في أسباب الحادث. تبين أن الكابتن ووكر ومسؤولي الملاحة قد ارتكبوا أخطاء في تقدير موقع السفينة، مما أدى إلى جنوحها. تم توبيخ الكابتن ووكر بسبب إهماله.
لا يزال حطام إتش إم إس رالي موجودًا قبالة سواحل بنين، ويُعتبر موقعًا تاريخيًا مهمًا. تظل السفينة تذكيرًا بمخاطر الملاحة البحرية وأهمية التدريب المناسب واليقظة في البحر.
إرث السفينة
على الرغم من نهايتها المأساوية، تركت إتش إم إس رالي إرثًا دائمًا. لقد كانت مثالًا على قوة البحرية البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر، ورمزًا لقدرة بريطانيا على بسط نفوذها البحري في جميع أنحاء العالم. خدمت السفينة أيضًا كتذكير بأهمية السلامة البحرية والحاجة إلى تدريب جيد للطاقم. لا يزال حطام السفينة بمثابة معلم تاريخي، يجذب الغواصين والباحثين المهتمين بتاريخ البحرية.
كما كان لفقدان السفينة تأثير على السياسة البحرية البريطانية. سلط الضوء على الحاجة إلى تحسين الملاحة والمسح البحري، وأدى إلى إدخال إجراءات سلامة جديدة. كان الحادث أيضًا بمثابة تذكير بأن حتى أقوى السفن يمكن أن تكون عرضة للخطر في البحر.
بشكل عام، كانت إتش إم إس رالي سفينة مهمة في تاريخ البحرية البريطانية. لقد خدمت لفترة قصيرة نسبيًا، لكنها تركت بصمة كبيرة. تظل السفينة تذكيرًا بأهمية القوة البحرية والسلامة البحرية، ورمزًا لإرث بريطانيا البحري.
الأهمية التاريخية
تكمن الأهمية التاريخية لإتش إم إس رالي في عدة جوانب:
- مثال على التكنولوجيا البحرية في القرن التاسع عشر: تمثل السفينة التطورات في بناء السفن الحديدية والدفع البخاري في ذلك الوقت.
- دورها في الإمبراطورية البريطانية: كانت السفينة أداة في فرض النفوذ البريطاني وحماية المصالح التجارية في جميع أنحاء العالم.
- حادث التحطم: يسلط الحادث الضوء على مخاطر الملاحة البحرية وأهمية التدريب واليقظة.
- التأثير على السياسة البحرية: أدى فقدان السفينة إلى تحسينات في السلامة البحرية والملاحة.
خاتمة
كانت إتش إم إس رالي فرقاطة حديدية غير مُدرّعة تابعة للبحرية الملكية البريطانية. خدمت السفينة في أواخر القرن التاسع عشر وقامت بدوريات في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. انتهت مسيرة السفينة المهنية بشكل مأساوي عندما جنحت على جزيرة جراند بوبو في عام 1883. على الرغم من قصر مدة خدمتها، تركت إتش إم إس رالي إرثًا دائمًا، حيث كانت مثالًا على قوة البحرية البريطانية وأهمية السلامة البحرية.