تاريخ أومرشانس
تأسس أومرشانس في عام 1819 بأمر من الملك فيليم الأول كجزء من نظام الدفاع الوطني. كان الغرض منه هو توفير حماية للقوات الهولندية ضد الهجمات المحتملة من الشرق. تم تصميم الحصن على شكل نجمة متعددة الأضلاع، مع خنادق تحيط به وأبراج مراقبة في الزوايا. كان الحصن مجهزاً بالمدافع والأسلحة الأخرى، وكان يضم ثكنات للجنود ومخازن للإمدادات.
في البداية، كان الحصن مخصصاً لتدريب الجنود. ولكن في عام 1822، تحول إلى سجن للمتسولين والمتشردين. تم سجن هؤلاء الأشخاص في أومرشانس في ظروف قاسية، حيث عملوا بجد في الزراعة والصناعة. كان الهدف من ذلك هو “إعادة تأهيلهم” وتدريبهم على العمل. كان عدد السجناء يتزايد بشكل كبير، مما أدى إلى اكتظاظ الحصن.
خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، تم استخدام أومرشانس كمستوطنة عمل. استمر هذا الاستخدام حتى عام 1920. في عام 1920، تم إغلاق أومرشانس. في تلك الفترة، تم هدم الكثير من المباني، وبيع المواد من الحصن.
أهمية أومرشانس
يمثل أومرشانس مثالاً مهماً على التاريخ الاجتماعي والسياسي في هولندا في القرن التاسع عشر. يعكس الحصن التوجهات في مجال العقاب والإصلاح في ذلك الوقت، ويعرض أيضاً الظروف القاسية التي عانى منها بعض أفراد المجتمع. كما يعتبر أومرشانس أيضاً مثالاً على التطورات في مجال الدفاع العسكري.
في عام 1984، تم تصنيف أومرشانس كموقع تاريخي. وقد تم ترميم أجزاء كبيرة من الحصن، بما في ذلك الخنادق والأبراج. يمكن للزوار الآن استكشاف الموقع والتعرف على تاريخه من خلال المعارض والمعلومات المتاحة. يعتبر أومرشانس الآن وجهة سياحية شهيرة، حيث يجذب الزوار المهتمين بالتاريخ والثقافة.
هندسة أومرشانس
صمم أومرشانس على شكل نجمة متعددة الأضلاع، وهي سمة مميزة لتصميمات الحصون في تلك الحقبة. تم بناء الحصن باستخدام الطوب والحجر، وكان محاطاً بخنادق مائية عميقة لتعزيز الدفاعات. صممت الأبراج في الزوايا لتوفير رؤية شاملة للمنطقة المحيطة، مما يسمح للقوات بالتعامل مع أي هجوم محتمل.
داخل الحصن، كانت هناك مجموعة متنوعة من المباني التي تخدم أغراضاً مختلفة. تضمنت هذه المباني الثكنات لإيواء الجنود، والمخازن لتخزين الإمدادات، والسجون لاحتجاز السجناء. تم تصميم جميع هذه المباني لتلبية احتياجات الحصن، مع الأخذ في الاعتبار القيود المفروضة على التكنولوجيا والموارد المتاحة في ذلك الوقت.
أومرشانس كسجن
تحول أومرشانس في عام 1822 إلى سجن. كان السجناء في الغالب من المتسولين والمتشردين، الذين تم اعتقالهم من جميع أنحاء هولندا. كان الهدف من ذلك هو “إعادة تأهيلهم” من خلال العمل الشاق. كان يُعتقد أن العمل الشاق سيعلمهم الانضباط ويساعدهم على التغلب على “العادات السيئة”.
كانت الظروف في أومرشانس قاسية. كان السجناء يعيشون في ظروف مكتظة وغير صحية، وغالباً ما كان عليهم العمل لساعات طويلة في الزراعة أو الصناعة. كان الطعام سيئاً، والرعاية الطبية محدودة. أدت هذه الظروف إلى ارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين السجناء الأكبر سناً والأكثر ضعفاً.
خلال فترة عمله كسجن، كان أومرشانس مركزاً لعدد من الفضائح. اتُهم المسؤولون بالإهمال وسوء المعاملة، ووردت تقارير عن الوفيات غير الطبيعية وظروف المعيشة الرهيبة. على الرغم من هذه الفضائح، استمر أومرشانس في العمل كسجن لسنوات عديدة.
أومرشانس كمستوطنة عمل
بعد إغلاق أومرشانس كسجن، تم تحويله إلى مستوطنة عمل. استمر هذا الاستخدام حتى عام 1920. خلال هذه الفترة، كان الحصن مخصصاً للأشخاص الذين يعتبرون غير لائقين للعمل في المجتمع العادي. تضمنت هذه الفئة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات عقلية، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، والعاطلين عن العمل.
كان الهدف من مستوطنة العمل هو توفير بيئة آمنة ومأهولة بالسكان لهؤلاء الأشخاص، مع توفير فرص عمل لهم. عمل السكان في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك الزراعة والصناعة. على الرغم من أن الظروف في المستوطنة كانت أفضل من تلك الموجودة في السجن، إلا أنها كانت لا تزال صعبة. كان السكان يعيشون في ظروف مكتظة، وكانت الرعاية الطبية محدودة.
الموقع التاريخي
في عام 1984، تم تصنيف أومرشانس كموقع تاريخي. وقد تم ترميم أجزاء كبيرة من الحصن، بما في ذلك الخنادق والأبراج. يمكن للزوار الآن استكشاف الموقع والتعرف على تاريخه من خلال المعارض والمعلومات المتاحة. تعتبر زيارة أومرشانس تجربة تعليمية تثري فهمنا للتاريخ الهولندي، وتعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
أصبح أومرشانس الآن وجهة سياحية شهيرة. يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، المهتمين بالتعرف على تاريخ الحصن، والظروف الاجتماعية في تلك الفترة، وفهم تطور العمارة العسكرية. يوفر الموقع أيضاً فرصة للزوار للاستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة به، والتي تتميز بجمالها الطبيعي.
التراث الثقافي
أومرشانس ليس مجرد موقع تاريخي، بل هو أيضاً جزء من التراث الثقافي الهولندي. يذكرنا الحصن بأهمية العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، وأهمية معاملة جميع الناس بكرامة واحترام. يمثل أومرشانس رمزاً للتحول، والانتقال من الحصن الدفاعي إلى السجن ثم إلى مستوطنة العمل، مما يعكس التغيرات في القيم المجتمعية.
من خلال الحفاظ على أومرشانس وترميمه، نضمن أن الأجيال القادمة ستكون قادرة على التعلم من الماضي، وفهم التحديات التي واجهها أسلافهم. يعتبر الحفاظ على المواقع التاريخية مثل أومرشانس أمراً ضرورياً للحفاظ على ذاكرة الماضي، وتوفير الدروس القيمة للمستقبل.
الزيارة إلى أومرشانس
يمكن للزوار الوصول إلى أومرشانس بسهولة. يقع الموقع على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو الدراجة أو وسائل النقل العام من مدينة أومن. تتوفر مواقف للسيارات بالقرب من الموقع. يمكن للزوار استكشاف الحصن بأنفسهم، أو يمكنهم الانضمام إلى جولة إرشادية. تتوفر أيضاً معارض ومقاهي في الموقع.
لتخطيط زيارتك إلى أومرشانس، يفضل التحقق من ساعات العمل وأسعار الدخول على موقع الويب الرسمي للموقع. هذا يضمن لك الاستفادة القصوى من زيارتك. خلال الزيارة، تأكد من تخصيص الوقت الكافي لاستكشاف جميع جوانب الموقع، بما في ذلك الخنادق والأبراج والمعارض. ارتداء أحذية مريحة هو فكرة جيدة، حيث أنك ستقوم بالمشي على الأرجح لمسافات طويلة.
مستقبل أومرشانس
لا يزال أومرشانس في مرحلة التطوير. تجري حالياً خطط للحفاظ على الموقع وتجديده. تشمل هذه الخطط تحسين المعارض، وتوفير المزيد من المعلومات للزوار، وتعزيز الوعي بأهمية الموقع. يهدف هذا التطوير إلى جعل أومرشانس وجهة سياحية أكثر جاذبية.
إن الحفاظ على أومرشانس هو مسؤولية مشتركة بين الحكومة الهولندية والمجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية. من خلال التعاون، يمكننا التأكد من أن أومرشانس سيستمر في لعب دور مهم في الحفاظ على التراث الثقافي الهولندي، وتوفير تجربة تعليمية لا تُنسى للزوار.
خاتمة
أومرشانس هو موقع تاريخي هام في هولندا، يعكس جوانب مختلفة من التاريخ الاجتماعي والسياسي والعسكري. من كونه حصناً دفاعياً، تحول إلى سجن، ثم إلى مستوطنة عمل، مما يعكس التغيرات في المجتمع. يعزز الحفاظ على أومرشانس الفهم للتراث الثقافي ويجعله وجهة سياحية جذابة.
المراجع
- الموقع الرسمي لأومرشانس
- صفحة أومرشانس في ويكيبيديا الهولندية
- معلومات عن أومرشانس من مقاطعة أوفر ايزل
“`