<![CDATA[
حياته المبكرة ونشأته
ولد ميكولاس بوروكيفيتشوس في أليتوس، ليتوانيا، في عائلة من الفلاحين. خلال الحرب العالمية الثانية، عمل في وظائف مختلفة، وبعد الحرب، انضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1948. تخرج من المدرسة الحزبية العليا في فيلنيوس عام 1955 ومن الأكاديمية الاجتماعية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي في موسكو عام 1963.
مسيرته السياسية في الحقبة السوفيتية
بدأ بوروكيفيتشوس مسيرته السياسية في الحزب الشيوعي الليتواني، حيث شغل مناصب مختلفة في الحزب، بما في ذلك منصب السكرتير الثاني للجنة الحزب في فيلنيوس. صعد تدريجياً في الرتب، وأصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الليتواني في عام 1976. لعب دوراً بارزاً في إدارة الحزب الشيوعي الليتواني خلال الحقبة السوفيتية، حيث كان مسؤولاً عن الدعاية والأيديولوجية.
تميزت فترة حكمه بالولاء الشديد لموسكو وبالعمل الدؤوب على تعزيز الأيديولوجية الشيوعية في ليتوانيا. كان يُنظر إليه على أنه شخصية محافظة داخل الحزب، وغالباً ما كان يعارض الإصلاحات المقترحة من قبل العناصر الأكثر ليبرالية داخل الحزب.
إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الموالي لموسكو
في عام 1990، في خضم التغيرات السياسية الجذرية التي اجتاحت الاتحاد السوفيتي، أعلن الحزب الشيوعي الليتواني استقلاله عن الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي. عارض بوروكيفيتشوس بشدة هذا القرار، وقام بإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الليتواني الموالي لموسكو. أصبح الأمين الأول لهذا الحزب الجديد، وقاد معارضة استقلال ليتوانيا.
كانت هذه الخطوة بمثابة انشقاق كبير في الحركة الشيوعية الليتوانية، وأدت إلى انقسام عميق داخل المجتمع الليتواني. وجد بوروكيفيتشوس نفسه في مواجهة مباشرة مع قوى الاستقلال المتنامية، وأصبح رمزاً للمعارضة ضد التطلعات الوطنية الليتوانية.
معارضة الاستقلال الليتواني
عارض بوروكيفيتشوس بشدة استقلال ليتوانيا عن الاتحاد السوفيتي. وصف الاستقلال بأنه “مؤامرة من قبل القوميين البرجوازيين” وسعى إلى الحفاظ على ليتوانيا كجزء من الاتحاد السوفيتي. دعا إلى إجراء استفتاء على الاستقلال، على أمل أن يتمكن من حشد الدعم لبقاء ليتوانيا ضمن الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، أظهر الاستفتاء الذي أجري في فبراير 1991 دعماً ساحقاً للاستقلال.
خلال فترة التحول السياسي المضطربة، اتُهم بوروكيفيتشوس بالتحريض على العنف ودعم محاولة الانقلاب الفاشلة في موسكو في أغسطس 1991. لعب الحزب الشيوعي الموالي لموسكو بقيادته دوراً مثيراً للجدل في الأحداث التي أدت إلى مقتل 14 مدنياً ليتوانياً وإصابة المئات في 13 يناير 1991، عندما حاول الجيش السوفيتي الاستيلاء على برج تلفزيون فيلنيوس ومباني حكومية أخرى.
المحاكمة والسجن
بعد استعادة ليتوانيا لاستقلالها، تم اعتقال بوروكيفيتشوس بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة الليتوانية. في عام 1999، حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا بتهمة التورط في محاولة الانقلاب في يناير 1991. أثار الحكم جدلاً كبيراً، حيث اعتبره البعض عدالة، بينما انتقده آخرون باعتباره انتقاماً سياسياً.
أثناء وجوده في السجن، ظل بوروكيفيتشوس شخصية مثيرة للجدل. أصر على براءته وادعى أنه ضحية للاضطهاد السياسي. تم إطلاق سراحه من السجن في عام 2006، بعد أن قضى أكثر من ثلثي مدة عقوبته.
ما بعد السجن ووفاته
بعد إطلاق سراحه من السجن، بقي بوروكيفيتشوس نشطًا في السياسة، وإن كان ذلك على نطاق أصغر. استمر في الدفاع عن وجهات نظره الشيوعية وانتقد بشدة الحكومة الليتوانية. توفي في فيلنيوس في 20 يناير 2016 عن عمر يناهز 88 عامًا.
تعتبر شخصية ميكولاس بوروكيفيتشوس شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ الليتواني الحديث. يراه البعض خائناً لدوره في معارضة استقلال ليتوانيا، بينما يعتبره البعض الآخر شخصية مبدئية دافعت عن معتقداته بغض النظر عن التكلفة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار تأثيره على الأحداث التي شكلت ليتوانيا في أواخر القرن العشرين.
إرثه
لا يزال إرث ميكولاس بوروكيفيتشوس موضوع نقاش في ليتوانيا. يرى البعض أنه شخصية سلبية حاولت قمع تطلعات الشعب الليتواني إلى الحرية والاستقلال. يعتبره آخرون مدافعاً عن القيم الشيوعية وعن الوحدة السوفيتية. بغض النظر عن وجهة النظر، من المؤكد أن بوروكيفيتشوس ترك بصمة لا تمحى على التاريخ الليتواني.
- يظل بوروكيفيتشوس شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الليتواني.
- تُعتبر مسيرته المهنية انعكاسًا للحقبة السوفيتية في ليتوانيا والصراعات التي أعقبتها.
- إرثه معقد ولا يزال قيد الدراسة والتقييم.
خاتمة
كان ميكولاس بوروكيفيتشوس شخصية محورية في المشهد السياسي الليتواني خلال الحقبة السوفيتية وما بعدها. من خلال مسيرته المهنية كمسؤول حزبي شيوعي بارز إلى دوره المثير للجدل في معارضة استقلال ليتوانيا، كان بوروكيفيتشوس شخصية مؤثرة في تشكيل تاريخ ليتوانيا الحديث. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار تأثيره على الأحداث التي شكلت ليتوانيا في أواخر القرن العشرين.