تاريخ كنيسة الخلق
نشأت كنيسة الخلق في أوائل القرن العشرين كنتيجة لبعض الخلافات داخل كنيسة الأدفنتست السبتيين حول تفسير الكتاب المقدس، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة الخلق. في عام 1914، انشق عدد من الأفراد عن كنيسة الأدفنتست السبتيين، وشكلوا مجموعة جديدة تميزت بتمسكها الحرفي بسرد الخلق في سفر التكوين. كان هؤلاء الأفراد يعتقدون أن كنيسة الأدفنتست السبتيين قد انحرفت عن العقيدة الأصلية من خلال قبول وجهات نظر علمية تتعارض مع التفسير الحرفي للكتاب المقدس.
في البداية، لم تكن كنيسة الخلق منظمة بشكل رسمي. كانت عبارة عن مجموعة من المؤمنين يجتمعون معاً للدراسة والصلاة، والتمسك بمعتقداتهم المشتركة. مع مرور الوقت، بدأت المجموعة في النمو والتوسع، وظهرت الحاجة إلى تنظيم رسمي. في عام 1949، تأسست كنيسة الخلق رسمياً، وتم اعتماد دستور يحدد معتقداتها وممارساتها.
منذ تأسيسها، واجهت كنيسة الخلق العديد من التحديات. فقد كانت أصغر حجماً من كنيسة الأدفنتست السبتيين، ولم تحظ بنفس الدعم المالي والموارد. ومع ذلك، فقد تمكنت من الحفاظ على هويتها الخاصة، والنمو ببطء وثبات. انتشرت الكنيسة في عدد قليل من البلدان، وركزت على نشر معتقداتها من خلال التعليم والتبشير.
المعتقدات الأساسية
تتشابه معتقدات كنيسة الخلق مع معتقدات كنيسة الأدفنتست السبتيين في العديد من الجوانب، ولكنها تختلف في بعض النقاط الهامة. تشمل المعتقدات الأساسية لكنيسة الخلق ما يلي:
- الإيمان بالكتاب المقدس ككلمة الله الموحى بها: تؤمن كنيسة الخلق بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها، وأنه المصدر النهائي للحقيقة. وهي تؤمن بأن الكتاب المقدس يجب أن يفسر حرفياً، وأن جميع التعاليم يجب أن تستند إليه.
- الخلق الحرفي في ستة أيام: تؤمن كنيسة الخلق بأن الله خلق الكون في ستة أيام حرفية، كما هو موضح في سفر التكوين. وهي ترفض نظرية التطور، وتعتقد أنها تتعارض مع الكتاب المقدس.
- السبت كوصية مقدسة: تؤمن كنيسة الخلق بأن يوم السبت، وهو اليوم السابع من الأسبوع، هو يوم مقدس يجب تخصيصه للعبادة والراحة. وهي تعتبر حفظ السبت وصية من وصايا الله العشر.
- مجئ المسيح الثاني: تؤمن كنيسة الخلق بمجيء المسيح الثاني الوشيك، والذي سيتبعه قيامة الأموات، والحكم الأبدي.
- حالة الموتى: تؤمن كنيسة الخلق بأن الموتى في حالة نوم حتى القيامة. وهي ترفض فكرة أن الروح تذهب إلى السماء أو الجحيم بعد الموت.
- القيامة والحكم: تؤمن كنيسة الخلق بقيامة الأبرار والأشرار على حد سواء، وأن الله سيدين جميع البشر في يوم القيامة.
بالإضافة إلى هذه المعتقدات الأساسية، تؤمن كنيسة الخلق أيضاً بالعديد من المعتقدات الأخرى التي تشترك فيها مع كنيسة الأدفنتست السبتيين، مثل أهمية الصحة والتعليم، والتبشير بالإنجيل.
التنظيم والهيكل
كنيسة الخلق منظمة بشكل مشابه لكنيسة الأدفنتست السبتيين، ولكنها أصغر حجماً وأقل تعقيداً. يتكون الهيكل التنظيمي للكنيسة من:
- الكنائس المحلية: هي الوحدات الأساسية للكنيسة. يدير كل كنيسة قس أو شيخ، ويتم انتخاب القادة المحليين من قبل أعضاء الكنيسة.
- المؤتمرات: هي منظمات إقليمية تجمع بين عدد من الكنائس المحلية. تدير المؤتمرات شؤون الكنائس المحلية في منطقة معينة، وتوفر الدعم والخدمات للكنائس الأعضاء.
- المؤتمر العام: هو الهيئة القيادية العليا لكنيسة الخلق. يمثل المؤتمر العام جميع أعضاء الكنيسة، ويتخذ القرارات المتعلقة بالسياسات والبرامج العامة.
تعتمد كنيسة الخلق على التبرعات من الأعضاء لتمويل أنشطتها وبرامجها. يتم توزيع الأموال على الكنائس المحلية والمؤتمرات والمؤتمر العام وفقاً لاحتياجاتها.
الفرق بين كنيسة الخلق وكنيسة الأدفنتست السبتيين
على الرغم من أن كنيسة الخلق نشأت كفرع من كنيسة الأدفنتست السبتيين، إلا أن هناك بعض الاختلافات الهامة بينهما. هذه الاختلافات تتعلق بشكل رئيسي بتفسير الكتاب المقدس، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الخلق.
- تفسير الخلق: هو الاختلاف الرئيسي بين الكنيستين. تعتقد كنيسة الخلق بضرورة التفسير الحرفي لسفر التكوين، والإيمان بأن الله خلق الكون في ستة أيام حرفية. في المقابل، تتبنى كنيسة الأدفنتست السبتيين تفسيراً أكثر مرونة لسفر التكوين، وتقبل بعض الآراء العلمية التي تتوافق مع نظرية التطور.
- الموقف من العلوم: نتيجة لاختلافها في تفسير الخلق، تتبنى كنيسة الخلق موقفاً أكثر تشدداً من العلوم. فهي تشكك في العديد من النظريات العلمية التي تتعارض مع تفسيرها الحرفي للكتاب المقدس. في المقابل، تسعى كنيسة الأدفنتست السبتيين إلى التوفيق بين العلم والإيمان، وتقبل بعض النتائج العلمية التي لا تتعارض مع الكتاب المقدس.
- التركيز على التبشير: تركز كنيسة الخلق بشكل كبير على التبشير بنشر معتقداتها حول الخلق. تعتبر هذه المسألة جزءاً أساسياً من رسالتها.
التأثير والأهمية
على الرغم من حجمها الصغير نسبياً، إلا أن كنيسة الخلق قد تركت بصمة معينة في العالم المسيحي. من أبرز تأثيراتها:
- تعزيز الإيمان الحرفي بالكتاب المقدس: ساهمت كنيسة الخلق في تعزيز الإيمان الحرفي بالكتاب المقدس بين بعض المسيحيين. وقد ساعدت على إحياء الاهتمام بمسألة الخلق، وأهمية التمسك بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس.
- المساهمة في النقاش حول العلم والدين: شاركت كنيسة الخلق في النقاش المستمر حول العلاقة بين العلم والدين. من خلال موقفها الرافض لنظرية التطور، قدمت وجهة نظر معارضة أثارت جدلاً ونقاشاً في الأوساط العلمية والدينية.
- توفير منبر بديل: قدمت كنيسة الخلق منبراً بديلًا للمؤمنين الذين يبحثون عن تفسير حرفي للكتاب المقدس، والذين يشعرون بعدم الارتياح تجاه تفسيرات كنيسة الأدفنتست السبتيين الأصلية.
التحديات المستقبلية
تواجه كنيسة الخلق العديد من التحديات في المستقبل. من أبرز هذه التحديات:
- النمو: يمثل النمو تحدياً مستمراً للكنيسة، حيث أنها بحاجة إلى جذب أعضاء جدد والحفاظ على أعضائها الحاليين.
- التمويل: يتطلب الحفاظ على الكنيسة وتمويل برامجها موارد مالية كافية، وهو ما يمثل تحدياً خاصاً للكنائس الصغيرة.
- العلاقات مع المجتمع: تحتاج الكنيسة إلى بناء علاقات جيدة مع المجتمع المحيط بها، وتعزيز التفاهم المتبادل.
- التكيف مع التغيرات المجتمعية: يجب على الكنيسة أن تتكيف مع التغيرات المستمرة في المجتمع، وأن تظل قادرة على التواصل مع الناس في سياق هذه التغيرات.
خاتمة
كنيسة الأدفنتست السبتيين – كنيسة الخلق هي طائفة مسيحية صغيرة نسبيًا، تلتزم بتفسير حرفي للكتاب المقدس، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الخلق. نشأت كفرع من كنيسة الأدفنتست السبتيين، وقد تميزت بتركيزها على الإيمان بالخلق في ستة أيام. على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تركت بصمة في العالم المسيحي، من خلال تعزيز الإيمان الحرفي بالكتاب المقدس والمشاركة في النقاش حول العلم والدين. تواجه الكنيسة العديد من التحديات في المستقبل، ولكنها تواصل السعي إلى نشر معتقداتها، وخدمة أعضائها.
المراجع
- الموقع الرسمي لكنيسة الأدفنتست السبتيين
- الموقع الرسمي لكنيسة الخلق
- صفحة كنيسة الخلق على ويكيبيديا
- موسوعة بريتانيكا عن كنيسة الأدفنتست السبتيين
“`