خلفية الألبوم
بعد النجاح التجاري الكبير لألبوماتهم السابقة مثل “بلاي دي” (Play Deep) و”بانغينغ” (Bangin’)، واجه “ذا أوتفيلد” تحديات في الحفاظ على زخمهم. شهدت صناعة الموسيقى تغييرات كبيرة في أوائل التسعينيات، حيث صعدت فرق الجرونج والروك البديل إلى الصدارة. أرادت الفرقة أن تتكيف مع هذه التغيرات، ونتيجة لذلك، سعوا إلى تطوير صوت جديد يعكس رؤيتهم الفنية المتطورة.
بدأ العمل على الألبوم في عام 1990. سجلت الفرقة الأغاني في استوديوهات مختلفة، بما في ذلك استوديوهات في كاليفورنيا ونيويورك. تعاونت الفرقة مع عدد من المنتجين، بمن فيهم جوني هيل، الذي اشتهر بعمله مع فرق مثل “فورينر” (Foreigner) و”بيللي سكوير” (Billy Squier). كان الهدف هو إنتاج صوت أكثر قوة وتركيزًا على الغيتار، مع الحفاظ على الجودة الصوتية التي اشتهرت بها الفرقة.
الموسيقى والتأثيرات
يتميز ألبوم “في أي وقت الآن” بصوت روك أكثر صرامة، مع تركيز كبير على عزف الغيتار. يتضمن الألبوم العديد من الأغاني التي تعكس تجارب شخصية، بالإضافة إلى مواضيع مثل الحب والفقدان والعلاقات الإنسانية. يعتبر الألبوم بمثابة انحراف عن أسلوب البوب روك الذي ميز أعمالهم السابقة.
من بين التأثيرات الموسيقية التي يمكن ملاحظتها في الألبوم، يمكن الإشارة إلى:
- الروك الكلاسيكي: يشمل تأثيرات من فرق الروك الكلاسيكي مثل “ذا هو” (The Who) و”ذي رولينغ ستونز” (The Rolling Stones).
- الهارد روك: يظهر تأثير الهارد روك في بعض المسارات، مما يضيف عمقًا وقوة لصوت الفرقة.
- الروك البديل: رغم أن الألبوم يسبق ظهور الروك البديل، إلا أنه يظهر بعض الإشارات إلى هذا النوع، مما يجعله يتماشى مع التغيرات في المشهد الموسيقي في أوائل التسعينيات.
تمت كتابة معظم كلمات الأغاني من قبل مغني الفرقة، توني لويس، الذي استخدم تجاربه الشخصية كمصدر إلهام. الموسيقى في الألبوم تتميز بتوزيعات موسيقية معقدة، وقيثارات قوية، وقيادة صوتية مؤثرة.
المسارات
يتضمن ألبوم “في أي وقت الآن” مجموعة متنوعة من المسارات التي تعرض قدرة الفرقة على التكيف مع الأصوات الموسيقية المختلفة. من بين أبرز أغاني الألبوم:
- “في أي وقت الآن” (Any Time Now): الأغنية الرئيسية في الألبوم، وتعكس صوت الفرقة الجديد.
- “أمسيات الحب” (Love’s Evening): أغنية رومانسية تبرز الجانب الأكثر عاطفية في الألبوم.
- “أفضل من ذلك” (Better Than That): أغنية ذات طابع روك أكثر حيوية.
- “شخص مثلي” (Someone Like Me): أغنية تعبر عن تجارب شخصية وعلاقات.
تنوع الأغاني يعكس محاولة الفرقة لإظهار جوانب مختلفة من قدراتهم الموسيقية، مما يضيف عمقًا للألبوم ويجعله تجربة استماع ممتعة.
الإصدار والاستقبال
كما ذكرنا، صدر الألبوم في نسختين مختلفتين. تلقت النسخة التي صدرت حصريًا من خلال “ديركت ريسبونس” استقبالًا محدودًا، بينما واجهت النسخة المتاحة في المتاجر التقليدية تحديات في الحصول على نفس النجاح التجاري الذي حققته الألبومات السابقة. على الرغم من ذلك، حصل الألبوم على بعض التقييمات الإيجابية من النقاد الذين أشادوا بتجربة الفرقة وتطورها الموسيقي.
بالنسبة للمعجبين، كان استقبال الألبوم مختلطًا. بعض المعجبين قدروا التغيير في الصوت، بينما أعرب آخرون عن تفضيلهم لأسلوب البوب روك الذي اشتهرت به الفرقة في الثمانينيات. يعتبر الألبوم علامة فارقة في مسيرة الفرقة، حيث شهدت محاولة الفرقة لتوسيع نطاقها الموسيقي والاقتراب من جمهور جديد.
الإرث والتأثير
على الرغم من عدم تحقيقه نفس النجاح التجاري لألبوماتهم السابقة، إلا أن ألبوم “في أي وقت الآن” ترك بصمة في مسيرة “ذا أوتفيلد”. يمثل الألبوم تحولًا في صوت الفرقة، ويظهر قدرتها على التكيف مع التغيرات في صناعة الموسيقى. يعتبر الألبوم مثالًا على رغبة الفرقة في النمو والتطور على الصعيد الفني.
استمرت الفرقة في إصدار الألبومات بعد “في أي وقت الآن”، ولكنها لم تصل إلى نفس المستوى من النجاح التجاري الذي حققته في الثمانينيات. ومع ذلك، حافظت الفرقة على قاعدة جماهيرية مخلصة وأدت عروضًا حية حتى وفاة توني لويس في عام 2020.
خاتمة
يعتبر ألبوم “في أي وقت الآن” لفرقة “ذا أوتفيلد” عملًا موسيقيًا مهمًا يمثل تحولًا في مسيرة الفرقة. على الرغم من عدم تحقيقه النجاح التجاري المتوقع، إلا أنه يظهر قدرة الفرقة على التكيف مع التغيرات في صناعة الموسيقى. يعتبر الألبوم دليلًا على رغبة الفرقة في التطور الفني، وترك بصمة في مسيرتهم الموسيقية.
المراجع
- AllMusic – Any Time Now
- Discogs – The Outfield – Any Time Now
- Wikipedia – Any Time Now (The Outfield album)
- The Outfield Official Website – Music
“`