مرسوم “Universalis Ecclesiae” (Universalis Ecclesiae)

خلفية تاريخية

لفهم أهمية المرسوم “Universalis Ecclesiae”، من الضروري النظر في الخلفية التاريخية. في عهد الملكة إليزابيث الأولى، مُنعت الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، وتعرّض الكاثوليكيون للاضطهاد. على الرغم من أن بعض الكاثوليك ظلوا يمارسون دينهم سرًا، إلا أن التنظيم الكنسي العلني لم يكن موجودًا. تم تعيين أساقفة كاثوليكيين بشكل سري في إنجلترا، ولكنهم كانوا يعملون في ظل ظروف صعبة ولم يتمكنوا من ممارسة سلطتهم بشكل كامل.

خلال القرون التي تلت ذلك، خفّت حدة الاضطهاد بشكل تدريجي، لكن الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا ظلت في وضع غير رسمي. في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، بدأ الكاثوليكيون في المطالبة بحقوق مدنية أكبر، بما في ذلك الحق في ممارسة دينهم بحرية. أدت هذه الجهود إلى بعض المكاسب، مثل قانون الإغاثة الكاثوليكي لعام 1829، الذي منح الكاثوليكيين بعض الحقوق السياسية.

المرسوم “Universalis Ecclesiae”: إعادة التنظيم

أدرك البابا بيوس التاسع الحاجة إلى إعادة تنظيم الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا بشكل كامل. كان يرى أن غياب التسلسل الهرمي المنتظم يعيق نمو الكنيسة وفعاليتها. لذلك، أصدر المرسوم “Universalis Ecclesiae” الذي تضمن عدة قرارات مهمة:

إعادة إنشاء التسلسل الهرمي الكاثوليكي: أنشأ المرسوم 12 أبرشية في إنجلترا وويلز، بقيادة أساقفة. تم تعيين نيكولاس ويزمان، وهو عالم لاهوت إنجليزي، كأول رئيس أساقفة لوستمنستر.
تأسيس نظام إداري جديد: حدد المرسوم مسؤوليات الأساقفة ورؤساء الأبرشيات، ووضع قواعد لعمل الكنائس والمدارس والمؤسسات الكاثوليكية الأخرى.
إضفاء الشرعية على الكنيسة الكاثوليكية: أعاد المرسوم الكنيسة الكاثوليكية إلى وضعها القانوني الكامل في إنجلترا، مما سمح لها بالعمل علانية وتنظيم شؤونها بشكل مستقل.

ردود الفعل والنتائج

أثار المرسوم “Universalis Ecclesiae” ردود فعل متباينة في إنجلترا. في حين رحب به الكاثوليكيون بحماس، أثار أيضًا موجة من الغضب والتحيز المعاد للكاثوليكية. اتهم بعض البروتستانت الكاثوليكيين بالسعي إلى استعادة السيطرة على إنجلترا، وأثاروا مخاوف بشأن ولاء الكاثوليكيين للدولة.

أدى هذا الغضب إلى ما يسمى بـ “حمى البابوية” (Papal Aggression)، وهي فترة من التوتر والاضطراب السياسي. ومع ذلك، استمرت الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا في النمو والتطور. بفضل الهيكل التنظيمي الجديد، تمكنت الكنيسة من بناء الكنائس والمدارس والمؤسسات الخيرية، وجذب المزيد من المؤمنين. شهدت الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا زيادة كبيرة في عدد أعضائها خلال العقود التي تلت المرسوم “Universalis Ecclesiae”.

تأثير على المدى الطويل

كان للمرسوم “Universalis Ecclesiae” تأثير كبير على الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وعلى نطاق أوسع. من بين هذه التأثيرات:

تقوية الكنيسة الكاثوليكية: ساعد المرسوم في تقوية الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا من خلال توفير هيكل تنظيمي واضح وفعال.
تسهيل العمل التبشيري: سمح المرسوم للكنيسة بالقيام بعمل تبشيري أكثر فعالية، وجذب المزيد من الأشخاص إلى الإيمان الكاثوليكي.
تعزيز التعليم الكاثوليكي: أدى المرسوم إلى تأسيس العديد من المدارس والجامعات الكاثوليكية، مما ساهم في نشر التعليم الكاثوليكي.
تغيير العلاقة بين الكنيسة والدولة: ساهم المرسوم في تغيير العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة في إنجلترا، مما أدى إلى مزيد من الاحترام المتبادل والتعاون.
إلهام في مناطق أخرى: كان المرسوم بمثابة نموذج لعمليات مماثلة في دول أخرى، حيث أعادت الكنيسة الكاثوليكية تنظيم نفسها لتعزيز وجودها وفعاليتها.

في الختام، كان المرسوم “Universalis Ecclesiae” لحظة تاريخية حاسمة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا. لقد أعاد هذا المرسوم تأسيس التسلسل الهرمي الكنسي، وأعاد الكنيسة الكاثوليكية إلى وضعها القانوني الكامل، ومهد الطريق لنمو وتطور الكنيسة في إنجلترا. على الرغم من المعارضة الأولية، أثبت المرسوم أنه خطوة مهمة نحو تعزيز الإيمان الكاثوليكي وتوسيعه في جميع أنحاء البلاد.

خاتمة

مرسوم “Universalis Ecclesiae” هو مرسوم بابوي تاريخي أصدره البابا بيوس التاسع في عام 1850، وأعاد بموجبه إنشاء التسلسل الهرمي الكنسي الكاثوليكي في إنجلترا. كان هذا المرسوم بمثابة نقطة تحول للكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، حيث سمح لها بالعمل بشكل أكثر فعالية وعلانية. على الرغم من ردود الفعل المتباينة، أدى المرسوم إلى تقوية الكنيسة، وتسهيل العمل التبشيري، وتعزيز التعليم الكاثوليكي، وتغيير العلاقة بين الكنيسة والدولة. كان المرسوم بمثابة نموذج للعديد من البلدان الأخرى، ويعد علامة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الحديثة.

المراجع

“`