نشأته وبداياته العسكرية
ولد ألكسندر لور في تورنو سيفيرين، رومانيا، لعائلة من أصل نمساوي. بعد الانتهاء من تعليمه، انضم إلى الجيش النمساوي المجري في عام 1906 كضابط مشاة. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجبهة الشرقية ثم في الجبهة الإيطالية. أظهر لور كفاءة عالية في مهامه العسكرية وترقى في الرتب.
بعد الحرب، انضم لور إلى الجيش النمساوي الجديد الذي تم تقليصه. في هذه الفترة، بدأ يهتم بالطيران العسكري، الذي كان لا يزال في مراحله الأولى. سرعان ما أصبح من المتحمسين للطيران ورأى فيه مستقبل الحرب الحديثة.
مسيرته في القوات الجوية النمساوية
في أوائل الثلاثينيات، لعب لور دورًا حاسمًا في تطوير القوات الجوية النمساوية. عمل بجد لتحديث الأسطول الجوي وتدريب الطيارين. كان يدرك أهمية التفوق الجوي في أي صراع مستقبلي، وعمل على بناء قوة جوية قادرة على الدفاع عن النمسا.
بصفته قائدًا للقوات الجوية النمساوية، قام لور بجولات عديدة في أوروبا، حيث اطلع على أحدث التطورات في مجال الطيران العسكري. سعى إلى تطبيق هذه المعرفة في تطوير القوات الجوية النمساوية. كان يتمتع بشخصية قوية وقدرة على الإقناع، مما ساعده على الحصول على الدعم اللازم لتنفيذ خططه.
الانضمام إلى سلاح الجو الألماني (Luftwaffe)
في عام 1938، ضمت ألمانيا النازية النمسا في عملية عُرفت باسم “آنشلوس”. أدى هذا الحدث إلى تغيير جذري في حياة لور المهنية. بدلاً من البقاء في الجيش النمساوي، تم نقله إلى سلاح الجو الألماني (Luftwaffe)، حيث حصل على رتبة جنرال.
في البداية، كان لور مترددًا بشأن الانضمام إلى الجيش الألماني، لكنه في النهاية قرر البقاء في الخدمة. ربما كان يعتقد أنه يستطيع تقديم مساهمة قيمة في الجيش الألماني، أو ربما كان يخشى من العواقب إذا رفض الانضمام.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، تولى لور قيادة العديد من الوحدات الجوية الألمانية. شارك في غزو بولندا عام 1939، حيث أظهر سلاح الجو الألماني تفوقه الجوي. قاد لور أيضًا العمليات الجوية خلال معركة فرنسا عام 1940، والتي انتهت بانتصار ساحق لألمانيا.
في عام 1941، تم تعيين لور قائدًا للقوات الجوية الألمانية في منطقة البلقان. كانت هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة لألمانيا، حيث كانت بمثابة نقطة انطلاق لغزو الاتحاد السوفيتي. لعب لور دورًا حاسمًا في غزو يوغوسلافيا واليونان، حيث استخدم القوة الجوية لسحق المقاومة.
خلال فترة وجوده في البلقان، أمر لور بتنفيذ العديد من العمليات التي أدت إلى مقتل مدنيين. على سبيل المثال، أمر بقصف مدينة بلغراد في عام 1941، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين. كما أمر بتنفيذ عمليات قمع ضد المقاومة اليوغوسلافية، والتي تضمنت إعدام الرهائن وتدمير القرى.
مع تقدم الحرب، واجهت القوات الألمانية صعوبات متزايدة في البلقان. تصاعدت المقاومة اليوغوسلافية، وأصبح من الصعب على الألمان السيطرة على المنطقة. في عام 1944، تم استبدال لور بقائد آخر.
القبض عليه وإعدامه
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم القبض على لور من قبل القوات البريطانية. تم تسليمه لاحقًا إلى يوغوسلافيا، حيث حوكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب. أدين لور بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأُعدم في عام 1947.
أثارت محاكمة وإعدام لور جدلاً واسعًا. جادل البعض بأنه كان ضحية للظروف، وأنه كان ينفذ الأوامر فقط. جادل آخرون بأنه كان مسؤولاً عن أفعاله، وأنه يستحق العقاب الذي تلقاه.
إرثه
لا يزال ألكسندر لور شخصية مثيرة للجدل حتى اليوم. يعتبره البعض مجرم حرب، بينما يعتبره البعض الآخر جنديًا محترفًا كان يؤدي واجبه. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن لور لعب دورًا هامًا في الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كان ألكسندر لور شخصية محورية في القوات الجوية النمساوية والألمانية خلال فترة مضطربة من التاريخ الأوروبي. صعوده من ضابط مشاة إلى قائد جوي رفيع المستوى يعكس التغيرات الكبيرة التي شهدتها الحرب في القرن العشرين. ومع ذلك، فإن تورطه في جرائم حرب في منطقة البلقان يلطخ إرثه ويجعله شخصية معقدة ومثيرة للجدل.