نشأته وبداياته العسكرية
ولد إدموند جلايز-هورستيناو في براوناو آم إن، النمسا العليا، في عام 1882. انضم إلى الجيش النمساوي المجري في سن مبكرة، وشهد خدمته في الحرب العالمية الأولى. خلال الحرب، أظهر جلايز-هورستيناو كفاءة عسكرية وترقى في الرتب، مما أكسبه خبرة قيمة في الشؤون العسكرية والإدارية. بعد الحرب، واصل مسيرته العسكرية في الجيش النمساوي الجديد، حيث بدأ يظهر اهتمامًا بالسياسة.
دوره في السياسة النمساوية
في فترة ما بين الحربين العالميتين، انخرط جلايز-هورستيناو بشكل متزايد في السياسة النمساوية. كان متعاطفًا مع الحركات القومية الألمانية وكان من المؤيدين المتحمسين لتوحيد النمسا مع ألمانيا. انضم إلى الحزب النازي النمساوي، وأصبح شخصية بارزة في صفوفه. لعب دورًا حاسمًا في تعزيز الأيديولوجية النازية في النمسا وتقويض استقلال البلاد.
ساهمت جهود جلايز-هورستيناو في خلق مناخ سياسي مضطرب في النمسا، مما مهد الطريق لضمها من قبل ألمانيا النازية في عام 1938. كان على علاقة وثيقة مع شخصيات بارزة في الحزب النازي الألماني، بما في ذلك أدولف هتلر، وعمل بنشاط على تحقيق الأنشلوس.
الأنشلوس ودوره في النظام النازي
بعد ضم النمسا، تمت مكافأة جلايز-هورستيناو على ولائه وجهوده. تم تعيينه في مناصب رفيعة في نظام الحكم النازي، بما في ذلك منصب وزير بدون حقيبة في الحكومة الألمانية. كما شغل منصب المفوض الإمبراطوري للإشراف على التنسيق في المنطقة النمساوية السابقة.
بصفته مسؤولًا رفيع المستوى في النظام النازي، كان جلايز-هورستيناو متورطًا بشكل مباشر في تنفيذ سياسات النظام القمعية والإجرامية. كان مسؤولاً عن اضطهاد اليهود والمعارضين السياسيين وغيرهم من “الأعداء” للنظام النازي. كما لعب دورًا في التجنيد القسري للعمال النمساويين للعمل في ألمانيا.
خلال الحرب العالمية الثانية، شغل جلايز-هورستيناو مناصب عسكرية وإدارية مختلفة في الأراضي المحتلة. عمل كممثل لألمانيا النازية في كرواتيا، حيث شارك في سياسات النظام الوحشية ضد السكان المحليين.
نهاية الحرب وموته
مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، أدرك جلايز-هورستيناو أن ألمانيا النازية كانت تتجه نحو الهزيمة. حاول النأي بنفسه عن النظام، لكن ماضيه وتورطه العميق في جرائم النظام جعل ذلك صعبًا. في نهاية الحرب، تم القبض عليه من قبل القوات الأمريكية.
توفي جلايز-هورستيناو في معسكر اعتقال في يوليو 1946. تشير الظروف المحيطة بوفاته إلى أنه ربما انتحر، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لا تزال غير واضحة. انتهت حياته المهنية المثيرة للجدل بموته في الأسر، تاركًا وراءه إرثًا من التورط في واحدة من أكثر الفترات المظلمة في التاريخ الأوروبي.
إرثه
يظل إدموند جلايز-هورستيناو شخصية مثيرة للجدل في التاريخ النمساوي. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خائن لدوره في ضم النمسا إلى ألمانيا النازية وتورطه في جرائم النظام. ومع ذلك، يرى البعض أيضًا أنه براغماتي سعى ببساطة إلى حماية مصالح النمسا في ظل ظروف سياسية صعبة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على تاريخ النمسا وأوروبا في القرن العشرين.
تُظهر قصة إدموند جلايز-هورستيناو كيف يمكن للأيديولوجية السياسية أن تقود الأفراد إلى ارتكاب أعمال شنيعة. إنه بمثابة تذكير بأهمية مقاومة التعصب والكراهية والدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الأعمال المنشورة
- Die Katastrophe. Die Vernichtung Österreich-Ungarns (1929)
- EinGeneral im Zusammenbruch. Österreich-Ungarns Sturz. (1930)
- Österreichs Zusammenbruch. (1930)
- Die militärische Zusammenbruch Österreich-Ungarns. (1930)
خاتمة
كان إدموند جلايز-هورستيناو شخصية محورية في تاريخ النمسا وألمانيا النازية. بدءًا من مسيرته العسكرية في الجيش النمساوي المجري، صعد إلى مناصب رفيعة في النظام النازي بعد ضم النمسا. لعب دورًا فعالًا في تعزيز الأيديولوجية النازية، واضطهاد المعارضين، وتنفيذ سياسات قمعية. انتهت حياته بوفاته في الأسر بعد الحرب، تاركًا وراءه إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. تجسد قصة جلايز-هورستيناو المخاطر المرتبطة بالتطرف السياسي وأهمية الدفاع عن القيم الديمقراطية.