السيرة الذاتية والمسيرة المهنية
ولد ستانلي كورين في مدينة فيلادلفيا، بنسلفانيا، بالولايات المتحدة الأمريكية. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة بنسلفانيا عام 1964، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس التجريبي من جامعة ستانفورد. بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، حيث أمضى معظم حياته المهنية، وشغل منصب أستاذ علم النفس فيها.
خلال مسيرته، تركزت أبحاث كورين بشكل أساسي على ثلاثة مجالات رئيسية: علم النفس الإدراكي، علم النفس المقارن (خاصةً في سياق الكلاب)، وعلم النفس البصري. لقد جمع بين هذه المجالات لإنشاء فهم فريد للعقل البشري والحيواني، مع إيلاء اهتمام خاص للعمليات الحسية والمعرفية. وقد سمحت له خلفيته المتنوعة بتقديم رؤى جديدة حول كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، وكيف تتأثر هذه العمليات بالتطور، والبيئة، والخبرة.
أبحاثه عن ذكاء الكلاب
ربما يكون أشهر مساهمات كورين هي أبحاثه حول ذكاء الكلاب. في كتابه “ذكاء الكلاب” (The Intelligence of Dogs)، الذي نُشر عام 1994، قام بتصنيف سلالات الكلاب بناءً على قدرتهم على الفهم والطاعة، بناءً على دراسة استقصائية واسعة النطاق لمدربي الكلاب والحكام. وقد قُسمت السلالات إلى مجموعات مختلفة بناءً على أدائها في مهام مثل تعلم الأوامر الجديدة. هذا الكتاب، الذي أصبح كلاسيكيًا، قدم نظرة ثاقبة في القدرات المعرفية للكلاب، ومساعدة أصحاب الكلاب على فهم أفضل لسلوكهم، وأيضًا اختيار السلالة المناسبة لأسلوب حياتهم.
بينما أثارت تصنيفات كورين بعض الجدل، فقد أحدثت تأثيرًا كبيرًا على كيفية تفكير الناس في ذكاء الكلاب. فقد أظهرت أبحاثه أن بعض السلالات تتفوق في مهام معينة على غيرها، وأن هناك اختلافات كبيرة في القدرات المعرفية بين السلالات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، سلط عمله الضوء على أهمية التدريب والبيئة في تشكيل سلوك الكلاب وقدراتها المعرفية.
مساهماته في علم النفس البصري
بالإضافة إلى عمله في مجال ذكاء الكلاب، قام كورين أيضًا بإجراء أبحاث مكثفة في علم النفس البصري. وقد درس كيفية إدراك الدماغ للمعلومات البصرية، وكيف تؤثر الأوهام البصرية على تصورنا للعالم. ساهمت أبحاثه في هذا المجال في فهمنا لكيفية معالجة الدماغ للمعلومات الحسية، وكيف يمكن أن يكون عرضة للتحيزات والأخطاء. وقد نشر العديد من المقالات والكتب حول هذا الموضوع، بما في ذلك “العين والعقل” (The Eye and the Mind)، و “علم النفس البصري” (Visual Psychology).
لقد استخدم كورين أبحاثه في علم النفس البصري لشرح عدد من الظواهر، مثل كيفية رؤية الألوان، وكيف ندرك العمق، وكيف يمكن للخداع البصري أن يؤثر على تصورنا. ساعد عمله في هذا المجال على توضيح العلاقة المعقدة بين الإدراك البصري والدماغ، وكيف يؤثر هذا الإدراك على الطريقة التي نتفاعل بها مع بيئتنا.
مؤلفاته وأعماله البارزة
كتب ستانلي كورين عددًا كبيرًا من الكتب والمقالات الأكاديمية، والتي نُشرت في مجلات علمية مرموقة. نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، وتُرجمت إلى لغات متعددة، مما يدل على تأثيرها العالمي. بعض من أبرز أعماله تشمل:
- ذكاء الكلاب (The Intelligence of Dogs): هذا الكتاب هو الأكثر شهرة لكورين، ويصنف سلالات الكلاب بناءً على ذكائها وقدرتها على التعلم.
- العين والعقل (The Eye and the Mind): يستكشف هذا الكتاب كيف يرى الدماغ العالم من حولنا، ويحلل الأوهام البصرية.
- لماذا ينام الكلاب في أسرّتك (Why Dogs Sleep in Your Bed): كتاب شائع يدرس سلوكيات الكلاب من وجهة نظر نفسية.
- كيف نفكر (How to Think): يقدم هذا الكتاب إرشادات حول كيفية تحسين التفكير النقدي.
لا تقتصر مساهمات كورين على الكتابة الأكاديمية. فقد كتب أيضًا لعامة الناس، وقام بتبسيط المفاهيم النفسية المعقدة لجعلها في متناول القراء من جميع الخلفيات. ساعدت كتاباته على زيادة الوعي العام بعلم النفس، وكيف يؤثر على حياتنا اليومية.
تأثيره وإرثه
كان لستانلي كورين تأثير كبير على مجالات علم النفس، وعلم الأعصاب النفسية، وعلم سلوك الحيوان. لقد ساهمت أبحاثه في تعميق فهمنا للذكاء والقدرات المعرفية للحيوانات، خاصة الكلاب، وكيفية إدراك الدماغ للعالم من حولنا. أثارت كتاباته وتدريسه فضولًا كبيرًا، وألهمت عددًا لا يحصى من الطلاب والباحثين.
يستمر إرث كورين في التأثير على الطريقة التي نفكر بها في سلوك الحيوانات، والإدراك، والعلاقة بين الإنسان والحيوان. من خلال عمله، ساعدنا على تقدير تعقيد عقول الحيوانات، وأهمية فهم سلوكها. لا تزال أعماله ذات صلة ومدروسة على نطاق واسع، مما يجعله شخصية بارزة في مجاله.
الجوائز والتكريمات
حصل ستانلي كورين على العديد من الجوائز والتكريمات على مساهماته في مجال علم النفس. وتشمل هذه الجوائز:
- زمالة الجمعية النفسية الأمريكية
- زمالة الجمعية الملكية الكندية
- العديد من الجوائز لعمله في مجال التواصل العلمي
تعكس هذه الجوائز تقديرًا كبيرًا لإنجازاته، وتأثيره المستمر على مجال علم النفس.
خاتمة
ستانلي كورين هو شخصية بارزة في علم النفس، اشتهر بعمله الرائد في ذكاء الكلاب وعلم النفس البصري. لقد ساهمت أبحاثه وكتاباته في فهمنا للإدراك والذكاء، وقد أثرت على العديد من الأجيال من الطلاب والباحثين. يستمر إرثه في التأثير على الطريقة التي نفكر بها في سلوك الحيوانات، والإدراك، والعلاقة بين الإنسان والحيوان. من خلال عمله، ساعدنا على تقدير تعقيد عقول الحيوانات، وأهمية فهم سلوكها.
المراجع
- صفحة ستانلي كورين على ويكيبيديا (باللغة الإنجليزية)
- كتاب “ذكاء الكلاب”
- مقالة عن ستانلي كورين وذكاء الكلاب في موقع علم النفس اليوم
- صفحة ستانلي كورين على موقع Goodreads
“`