<![CDATA[
نشأة ليفون هيلم وبداياته الموسيقية
ولد ليفون هيلم في 26 مايو 1940 في قرية ميكسي، أركنساس. نشأ هيلم في بيئة ريفية حيث كان الإنجيل والموسيقى الريفية هما جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. بدأ هيلم في العزف على الجيتار في سن مبكرة، وسرعان ما اكتشف شغفه بالموسيقى. تأثرت موسيقاه المبكرة بمجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك البلوز، والكانتري، والروك أند رول. لعب هيلم مع فرق مختلفة في سن المراهقة، واكتسب خبرة في العزف المباشر وتطوير مهاراته الموسيقية.
في أواخر الخمسينيات، انضم هيلم إلى فرقة روكابيلي بقيادة روني هوكينز. انتقل هيلم مع الفرقة إلى كندا، حيث اكتسبوا شعبية كبيرة. خلال هذه الفترة، التقى هيلم بزميله المستقبلي في فرقة ذا باند، روبي روبرتسون، الذي كان يعزف على الجيتار في فرقة أخرى. شكل هذا اللقاء بداية شراكة موسيقية طويلة الأمد ستعيد تعريف موسيقى الروك.
تكوين فرقة ذا باند والسنوات الأولى
في أوائل الستينيات، ترك هيلم فرقة روني هوكينز للانضمام إلى روبي روبرتسون، ريك دانكو، ريتشارد مانويل، وغارفث هدسون. في البداية، عملوا كفرقة دعم للمغني والملحن بوب ديلان. ساعدت هذه التجربة الفرقة على صقل مهاراتهم والتعرض لجمهور أوسع. بعد جولة عالمية مع ديلان، قررت الفرقة التركيز على موسيقاهم الخاصة، واعتمدوا اسم “ذا باند”.
أصدرت فرقة ذا باند ألبومها الأول، “ميوزيك فروم بيغ بينك” (Music from Big Pink)، في عام 1968، والذي نال استحسان النقاد. يتميز الألبوم بصوت فريد يجمع بين عناصر الروك، والكانتري، والبلوز، والفولك. قدم الألبوم بعضًا من أشهر أغانيهم، مثل “ذا نايت ذي دروف أول أوف أول أن أوف سيلز” (The Night They Drove Old Dixie Down) و”تشيست فيرفاير” (Chest Fever). أظهرت الأغاني مهارات الفرقة المميزة في الكتابة والترتيب والعزف.
شعبية الفرقة وصعودها
سرعان ما اكتسبت فرقة ذا باند شعبية كبيرة، وأصبحت واحدة من أكثر الفرق تأثيرًا في عصرها. اشتهرت الفرقة بعروضها الحية المذهلة، ومهاراتها الموسيقية الاستثنائية، وقدرتها على التعبير عن روح أمريكا الريفية. أصدرت الفرقة سلسلة من الألبومات الناجحة، بما في ذلك “ذا باند” (The Band) و”ستيج فريت” (Stage Fright) و”ايسلاند” (Islands).
كان ليفون هيلم بمثابة قوة دافعة رئيسية في فرقة ذا باند. كان صوته المميز وعزفه على الطبول جزءًا لا يتجزأ من صوت الفرقة. بالإضافة إلى ذلك، كان هيلم مساهماً رئيسياً في كتابة الأغاني، وشارك في كتابة بعض من أشهر أغاني الفرقة. عززت شخصية هيلم الجذابة ووجوده المسرحي شعبية الفرقة.
التحديات والانفصال
على الرغم من نجاحها، واجهت فرقة ذا باند أيضًا تحديات. أدت ضغوط السفر والتسجيل والنزاعات الداخلية إلى توتر العلاقات بين أعضاء الفرقة. في عام 1976، قررت الفرقة إنهاء مسيرتها الموسيقية كفرقة بجولة وداع حافلة. تم توثيق الحفل الوداعي، الذي أقيم في وودستوك، نيويورك، في فيلم وثائقي بعنوان “ذا لايست فالتز” (The Last Waltz)، من إخراج مارتن سكورسيزي. يعتبر الفيلم الآن كلاسيكيًا موسيقيًا، حيث يعرض أداء الفرقة وشهادات من فنانين ضيوف، مثل بوب ديلان، وإريك كلابتون، وجوني ميتشل، ونيل يانج.
مسيرة ليفون هيلم الفردية
بعد انفصال فرقة ذا باند، بدأ ليفون هيلم مسيرة فردية. أصدر عددًا من الألبومات المنفردة، بما في ذلك “ليفون هيلم أند ذا ريفيو” (Levon Helm and the RCO Allstars) و”أول ستارز فروم ذا هارت” (All Stars from the Heart). واصل هيلم العزف، والغناء، والتمثيل، بالإضافة إلى ذلك، بدأ هيلم في استضافة سلسلة من الحفلات الموسيقية في مزرعته في وودستوك، نيويورك، والتي أصبحت تُعرف باسم “ليفون هيلم ستيدي أوكازيشنز” (Levon Helm’s Midnight Ramble). أتاحت هذه الحفلات لهيلم فرصة للتواصل مع المعجبين، وعرض مواهبه، والتعاون مع موسيقيين آخرين.
بالإضافة إلى موسيقاه، عمل هيلم أيضًا كممثل. ظهر في عدد من الأفلام، بما في ذلك “كوين أوف ذا ساوث” (Queen of the South)، و”ذا ريتش” (The Right Stuff)، و”كوين آند سليت” (Coal Miner’s Daughter). حصل هيلم على إشادة من النقاد لأدائه، وأثبت نفسه كممثل موهوب.
العودة والتقدير
في السنوات الأخيرة من حياته، عاد ليفون هيلم إلى دائرة الضوء، وحصل على اعتراف واسع النطاق بموهبته وتأثيره. في عام 2007، أصدر هيلم ألبومًا بعنوان “ديترويت” (Dirt Farmer)، والذي فاز بجائزة جرامي لأفضل ألبوم فولك تقليدي. في عام 2009، أصدر ألبومًا آخر بعنوان “إلكتريك ديرت فارمر” (Electric Dirt)، والذي فاز بجائزة جرامي أخرى لأفضل ألبوم أمريكي. شهدت هذه الألبومات عودة هيلم إلى جذوره الموسيقية، وعرضت قدرته على مزج عناصر مختلفة من الموسيقى الريفية والأمريكية.
خلال هذه الفترة، استمر هيلم في استضافة حفلاته “رامبل” (Ramble)، والتي أصبحت مشهورة على نطاق واسع. جمعت هذه الحفلات بين الموسيقيين المتمرسين والجيل الجديد من الفنانين، وقدمت تجربة موسيقية حميمة وفريدة من نوعها. في عام 2012، حصل هيلم على جائزة جرامي مدى الحياة تقديرًا لمساهماته البارزة في الموسيقى.
لسوء الحظ، توفي ليفون هيلم في 19 أبريل 2012، عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان. ترك إرثًا دائمًا كأحد أكثر الموسيقيين احترامًا وتأثيرًا في عصره. ألهمت موسيقاه وأعماله الفنية عددًا لا يحصى من الفنانين، وساهمت في تشكيل المشهد الموسيقي الأمريكي.
التحليل والتقييم
يقدم كتاب “هذه العجلة تشتعل” (This Wheel’s on Fire) نظرة ثاقبة على حياة ليفون هيلم، وعمله في فرقة ذا باند، وتجربته كفنان. يسرد الكتاب رحلة هيلم من نشأته المتواضعة في أركنساس إلى الشهرة العالمية. يشارك هيلم رؤاه حول صعود وهبوط فرقة ذا باند، والتحديات التي واجهوها، والعلاقات المعقدة بين أعضاء الفرقة.
يكشف الكتاب عن حب هيلم العميق للموسيقى، والتزامه الدائم بفنه. يوفر الكتاب وصفًا حيًا للعصر الذي تشكلت فيه فرقة ذا باند، والتأثير الثقافي الذي أحدثته موسيقاهم. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الكتاب نظرة مقربة على حياة الفنانين في صناعة الموسيقى، والصعوبات التي يواجهونها في الحفاظ على نزاهتهم الإبداعية. تتميز كتابة هيلم بالصدق والحيوية، مما يجعل الكتاب قراءة جذابة ومؤثرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد الكتاب بمثابة تكريم لتراث فرقة ذا باند. يوضح الكتاب أهمية الفرقة في تاريخ موسيقى الروك، وتأثيرها على الفنانين اللاحقين. من خلال سرد قصة هيلم، يسلط الكتاب الضوء على قوة الموسيقى، وقدرتها على توحيد الناس، والتعبير عن المشاعر الإنسانية المشتركة.
خاتمة
“هذه العجلة تشتعل: ليفون هيلم وقصة فرقة ذا باند” هي سيرة ذاتية رائعة تقدم نظرة حميمة على حياة ليفون هيلم، وعمله في فرقة ذا باند، وتجربته كفنان. يوفر الكتاب نظرة ثاقبة على صعود وهبوط فرقة ذا باند، والتحديات التي واجهوها، وتأثيرهم الدائم على الموسيقى. يعتبر الكتاب بمثابة شهادة على موهبة هيلم الفريدة، ومرونة الموسيقى، والتحديات التي تواجه الفنانين في عالم صناعة الموسيقى. إنه كتاب لا بد منه لمحبي فرقة ذا باند، وعشاق الموسيقى، وأي شخص مهتم بتجربة حياة فنان.