نشأته وتعليمه
ولد ريمبرت ويكلاند في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا. التحق بمدرسة سانت فينسنت، وهي مدرسة بندكتية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الفلسفة. في عام 1951، حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة سانت توماس الأكويني في روما. رُسم كاهنًا في عام 1951، وأصبح راهبًا بندكتيًا في دير سانت فينسنت.
مسيرته الكهنوتية المبكرة
بعد رسامته الكهنوتية، بدأ ويكلاند مسيرته كأستاذ في مدرسة سانت فينسنت. في عام 1963، أصبح رئيسًا للدير. في عام 1967، عُين رئيسًا عامًا للرهبانية البندكتية في الولايات المتحدة، وهي هيئة مسؤولة عن الإشراف على الأديرة البندكتية في جميع أنحاء البلاد. خلال فترة ولايته، لعب ويكلاند دورًا مهمًا في تعزيز الحوار المسكوني والتعاون بين الكنائس.
أسقف ميلووكي
في عام 1977، عُين ويكلاند رئيسًا لأساقفة ميلووكي. خلال فترة ولايته، قاد الأبرشية من خلال فترة من التغيير الكبير. كان مؤيدًا قويًا لإصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني، وشجع على مشاركة العلمانيين في حياة الكنيسة. كما دعم حركات العدالة الاجتماعية، وتحدث علنًا عن قضايا مثل الفقر والظلم العنصري.
شهدت فترة رئاسة ويكلاند لأسقفية ميلووكي نموًا كبيرًا في عدد السكان الكاثوليك، وتوسعًا في شبكة المدارس والمستشفيات التابعة للأبرشية. كما قام بتأسيس العديد من البرامج لخدمة الفقراء والمهمشين.
آراؤه المثيرة للجدل
على الرغم من شعبيته، كانت هناك بعض القضايا التي أثارت جدلاً حول ويكلاند. كان مؤيدًا قويًا للإصلاحات الليتورجية، وشجع على استخدام اللغة المحلية في القداس. كما كان منفتحًا على مناقشة قضايا مثل الزواج من المثليين. بالإضافة إلى ذلك، كان ينتقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية للولايات المتحدة، ويدعو إلى مزيد من العدالة الاجتماعية.
أحد أبرز الخلافات التي أحاطت بويكلاند كانت علاقته برجل يدعى بول ماريون، الذي ادعى أن ويكلاند تحرش به جنسياً. في عام 2004، توصل ويكلاند إلى تسوية مع ماريون، حيث دفع له مبلغًا كبيرًا من المال. على الرغم من أن ويكلاند نفى ارتكاب أي مخالفة، إلا أن الحادث ألقى بظلاله على سمعته.
مساهماته في الحوار المسكوني
كان ويكلاند مدافعًا قويًا عن الحوار المسكوني. خلال فترة ولايته كرئيس لأساقفة ميلووكي، عمل بجد لبناء جسور من التفاهم مع الطوائف المسيحية الأخرى والديانات الأخرى. كان مؤيدًا قويًا لحوار الأديان، وشارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والسلام بين الأديان المختلفة. كان يعتقد أن الحوار هو مفتاح السلام والعدالة في العالم.
التزامه بالعدالة الاجتماعية
كان ويكلاند ملتزمًا بقضايا العدالة الاجتماعية. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية مساعدة الفقراء والمهمشين. لقد تحدث علنًا عن قضايا مثل الفقر والظلم العنصري، ودعا إلى مزيد من العدالة والمساواة في المجتمع. قام بتأسيس العديد من البرامج لخدمة الفقراء والمحتاجين، وشجع الكاثوليك على الانخراط في أعمال الخير والعدالة الاجتماعية.
إرثه
ترك ريمبرت ويكلاند إرثًا معقدًا. لقد كان شخصية مثيرة للجدل، لكنه كان أيضًا قائدًا كنسيًا مؤثرًا ترك بصمة كبيرة على الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. اشتهر بآرائه الليبرالية، ودعمه للإصلاحات الليتورجية، والتزامه بالحوار المسكوني والعدالة الاجتماعية. كان شخصية رئيسية في تشكيل الكنيسة الكاثوليكية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين.
فضائحه
أثرت الفضائح المتعلقة بسلوك ويكلاند الجنسي والمالي بشكل كبير على إرثه. في عام 2004، توصل إلى تسوية مع بول ماريون، وهو رجل اتهمه بالتحرش الجنسي، حيث دفع له مبلغًا كبيرًا من المال. هذا الأمر أضر بسمعته بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، وجهت إليه انتقادات بسبب استخدامه لأموال الكنيسة لتمويل نمط حياة فاخر.
تأثيره على الكنيسة الكاثوليكية
كان لريمبرت ويكلاند تأثير كبير على الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. خلال فترة ولايته كرئيس لأساقفة ميلووكي، قاد الأبرشية من خلال فترة من التغيير الكبير. ساعد في تحديث الكنيسة وتعزيز دور العلمانيين في حياة الكنيسة. كما لعب دورًا في تعزيز الحوار المسكوني والتعاون بين الكنائس.
كما أثرت أفعاله على الجوانب الليبرالية في الكنيسة، فقد شجع على النقاش المفتوح حول القضايا المثيرة للجدل مثل الزواج من المثليين والحد من الفقر. على الرغم من الفضائح التي أحاطت به، إلا أن ويكلاند ترك إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل.
ويكلاند في الثقافة الشعبية
لم يظهر ويكلاند بشكل مباشر في الثقافة الشعبية بالقدر الذي ظهرت به شخصيات كنسية أخرى، ولكن تم التطرق إلى قضايا مثل فضائحه. يمكن أن يُنظر إلى أفعاله وآرائه على أنها جزء من السياق العام للكنيسة الكاثوليكية في أمريكا في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، والتي تم استكشافها في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب. يمكن القول إنه كان شخصية هامة أثرت على العديد من المناقشات الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت.
نهاية حياته
تقاعد ويكلاند من منصب رئيس أساقفة ميلووكي في عام 2002، وعاش سنواته الأخيرة في دير سانت فينسنت. توفي في 22 أغسطس 2022، عن عمر يناهز 95 عامًا. ترك إرثًا معقدًا، يتضمن مساهمات كبيرة في الكنيسة والحوار المسكوني، إلى جانب فضائح أثرت على سمعته.
خاتمة
كان ريمبرت ويكلاند شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. بصمته كبيرة كقائد ليبرالي عمل على تحديث الكنيسة، وتعزيز الحوار المسكوني، ودعم العدالة الاجتماعية. على الرغم من الجدل الذي أحاط به، إلا أنه ترك إرثًا معقدًا يثير النقاش حول دور الكنيسة في المجتمع.
المراجع
“`