<![CDATA[
نشأتها وتعليمها
ولدت هيلين بيليا في مدينة كالغاري، ألبرتا، كندا. نشأت في بيئة داعمة للعلم والتعليم، مما شجعها على متابعة شغفها بالجيولوجيا منذ سن مبكرة. حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة ألبرتا في عام 1936، ثم أكملت درجة الماجستير في الجيولوجيا من نفس الجامعة في عام 1937. كانت أطروحة الماجستير الخاصة بها بعنوان “جيولوجيا منطقة مقاطعة تابلر، ألبرتا”.
مسيرتها المهنية
بدأت بيليا مسيرتها المهنية كجيولوجية في خدمة المسح الجيولوجي الكندي (GSC) في عام 1938. كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي عملن كجيولوجيات ميدانيات في كندا. عملت في البداية في شرق كندا، ثم انتقلت إلى غرب كندا، حيث أمضت معظم حياتها المهنية في استكشاف ودراسة جيولوجيا المنطقة. تخصصت في علم الطبقات، وهو دراسة طبقات الصخور وتكوينها، وفي علم الحفريات، الذي يتضمن دراسة الأحافير. ساهمت أبحاثها بشكل كبير في فهم التكوينات الجيولوجية في حوض ساسكاتشوان، وهو حوض نفطي وغازي رئيسي.
أعمالها البحثية
ركزت أبحاث بيليا على عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك:
- توصيف التكوينات الصخرية: قامت بتفصيل ووصف العديد من التكوينات الصخرية في حوض ساسكاتشوان، وساعدت في تحديد خصائصها وتوزيعها.
- تحديد مصائد النفط والغاز: استخدمت معرفتها بالجيولوجيا لتحديد المناطق التي من المرجح أن تحتوي على احتياطيات النفط والغاز.
- علم الحفريات: جمعت ووصفة العديد من الأحافير، مما ساعد في تحديد عمر وتسلسل الطبقات الصخرية.
- رسم الخرائط الجيولوجية: أنتجت العديد من الخرائط الجيولوجية التفصيلية التي ساعدت في فهم التكوين الجيولوجي للمنطقة.
اشتهرت بيليا ببحثها الدقيق، وعملها الميداني الشاق، وقدرتها على تحليل البيانات المعقدة. نشرت العديد من المقالات والتقارير العلمية التي قدمت مساهمات كبيرة في مجال الجيولوجيا الكندية.
مساهماتها في مجال الجيولوجيا
تركت هيلين بيليا بصمة كبيرة في مجال الجيولوجيا، وتعتبر رائدة في مجالها لعدة أسباب:
- ريادتها النسائية: كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي عملن كجيولوجيات ميدانيات في كندا، وكسرت الحواجز في مجال يهيمن عليه الذكور.
- أبحاثها الرائدة: قدمت مساهمات كبيرة في فهم جيولوجيا غرب كندا، ولا سيما في تحديد وتوصيف تكوينات الصخور الحاملة للنفط والغاز.
- تأثيرها على الآخرين: ألهمت أجيالًا من الجيولوجيين، وخاصة النساء، لمتابعة مسيرة مهنية في هذا المجال.
- عملها في خدمة المسح الجيولوجي الكندي: ساهمت في تطوير المعرفة الجيولوجية لكندا، مما ساعد في استكشاف وتطوير مواردها الطبيعية.
الجوائز والتكريمات
حصلت هيلين بيليا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها في مجال الجيولوجيا:
- وسام كندا: حصلت على وسام كندا في عام 1979، وهو أعلى وسام مدني في كندا.
- الدكتوراه الفخرية: حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ألبرتا.
- عضوية الجمعيات العلمية: كانت عضواً في العديد من الجمعيات العلمية، بما في ذلك الجمعية الجيولوجية الكندية والجمعية الأمريكية لعلماء الجيولوجيا النفطية.
- التكريم بعد وفاتها: تم تكريمها بعد وفاتها بعدة طرق، بما في ذلك تسمية أحد المباني في جامعة ألبرتا باسمها.
حياتها الشخصية
بالإضافة إلى مسيرتها المهنية الناجحة، كانت هيلين بيليا شخصية محبوبة ومحترمة. كانت معروفة بذكائها، وتفانيها، وشخصيتها الودودة. تزوجت من ألان بيليا، وأنجبت طفلين. توفيت في 20 مايو 1986، تاركة وراءها إرثًا دائمًا في مجال الجيولوجيا.
إرثها
لا تزال هيلين بيليا تُذكر كشخصية مؤثرة في تاريخ الجيولوجيا الكندية. ألهمت مساهماتها في مجال الجيولوجيا العديد من الباحثين، خاصةً النساء اللواتي أردن العمل في مجالٍ كان في السابق حكراً على الرجال. يعتبر عملها مرجعًا أساسيًا للجيولوجيين العاملين في غرب كندا، ولا تزال أبحاثها تُستخدم حتى اليوم.
خاتمة
كانت هيلين بيليا عالمة جيولوجيا كندية رائدة، تركت إرثًا دائمًا في مجال الجيولوجيا. ساهمت أبحاثها في فهم التكوينات الجيولوجية في غرب كندا، وساعدت في تحديد وتوصيف تكوينات الصخور الحاملة للنفط والغاز. بالإضافة إلى ذلك، كانت رائدة في مجالها، وكسرت الحواجز في مجتمع يهيمن عليه الذكور، وألهمت أجيالًا من الجيولوجيين. تعتبر بيليا مثالاً يحتذى به في التفاني والتميز في مجال العلوم.