التشكيل والتحويل
تأسس اللواء المدرع العاشر في الأصل كلواء مشاة، وتم تحويله إلى لواء مدرع في بريطانيا في أواخر عام 1940. وقد عكس هذا التحويل الحاجة المتزايدة للجيش البريطاني إلى دمج القوات المدرعة في هيكله التنظيمي، في مواجهة التهديد المتزايد من الدبابات الألمانية في ساحة المعركة. كان هذا التحويل جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تنظيم الجيش البريطاني وتحسين قدرته على القتال في حرب مدرعة.
بعد تحويله، تم تجهيز اللواء بمجموعة متنوعة من الدبابات والمركبات المدرعة، بما في ذلك دبابات المشاة ماتيلدا (Matilda) ودبابات كروزر كروزير (Cruiser tanks)، التي كانت ضرورية لتنفيذ العمليات المدرعة. كان لدى اللواء ثلاثة أفواج مدرعة، كل منها مجهز بأنواع مختلفة من الدبابات، بالإضافة إلى وحدات دعم مثل وحدات المدفعية، والمهندسين، والخدمات اللوجستية.
الخدمة في شمال أفريقيا
شهد اللواء المدرع العاشر قتاله الأول في شمال أفريقيا، حيث لعب دورًا مهمًا في حملة الصحراء الغربية. وصل اللواء إلى مصر في مايو 1942، حيث انضم إلى الجيش الثامن، وشارك في معارك مثل معركة العلمين. كان اللواء جزءًا من القوة التي وقفت في وجه تقدم قوات المحور، حيث أظهرت الدبابات البريطانية شجاعة وبسالة في مواجهة عدو متفوق في المعدات في بعض الأحيان.
خلال حملة شمال أفريقيا، شارك اللواء المدرع العاشر في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية. شاركت وحداته في معارك مثل معركة العلمين الثانية، حيث لعبت الدبابات دورًا حاسمًا في صد الهجوم الألماني الإيطالي وكسر خطوطهم. واجهت القوات البريطانية، بما في ذلك اللواء العاشر، ظروفًا قاسية، بما في ذلك المناخ الصحراوي الحار والجاف، والتضاريس الصعبة، والقتال المكثف.
كانت مشاركة اللواء المدرع العاشر في شمال أفريقيا حاسمة في نهاية المطاف. ساهمت بطولاته وتضحياته في تحقيق النصر للحلفاء في شمال أفريقيا، مما مهد الطريق لغزو الحلفاء لإيطاليا وأوروبا الغربية.
الحملة الإيطالية
بعد نجاح حملة شمال أفريقيا، انتقل اللواء المدرع العاشر إلى إيطاليا، حيث شارك في الحملة الإيطالية. هبط اللواء في إيطاليا في عام 1943، وشهد قتالاً عنيفًا ضد القوات الألمانية. لعب اللواء دورًا رئيسيًا في التقدم عبر شبه الجزيرة الإيطالية، ودعم المشاة في التغلب على خطوط الدفاع الألمانية القوية.
خلال الحملة الإيطالية، شارك اللواء المدرع العاشر في العديد من المعارك، بما في ذلك معارك على طول خط جوستاف (Gustav Line)، وهو خط دفاعي ألماني محصن بشدة. واجهت القوات البريطانية والأمريكية، بما في ذلك اللواء العاشر، قتالاً شرسًا وصعوبة كبيرة في اختراق الخط الألماني. ومع ذلك، أظهر اللواء تصميمًا وشجاعة، وساهم في نهاية المطاف في اختراق خط الدفاع وفتح الطريق للقوات المتحالفة للتقدم نحو روما.
بالإضافة إلى القتال في خط الجبهة، قدم اللواء المدرع العاشر الدعم الحيوي لوحدات المشاة، وقدم غطاء ناريًا، ودعم العمليات الهجومية. ساعدت الدبابات البريطانية في تدمير التحصينات الألمانية، وتطهير المواقع العدو، وتقديم الدعم الحيوي للقوات المتحالفة. شهدت الحملة الإيطالية أيضًا استخدام تكتيكات جديدة، حيث تعلمت القوات المتحالفة التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة.
التفكيك
على الرغم من مساهماته القيمة، تم حل اللواء المدرع العاشر في عام 1944. كان هذا القرار يرجع على الأرجح إلى الحاجة إلى إعادة تنظيم القوات والتحضير لعمليات أخرى في أماكن أخرى من المسرح الأوروبي. بعد أن خدمت في شمال إفريقيا وإيطاليا، تركت وحدات اللواء إرثًا من الشجاعة والتفاني.
على الرغم من أن اللواء المدرع العاشر كان قصير العمر نسبيًا، إلا أن إسهاماته في الحرب العالمية الثانية كانت مهمة. فقد شارك في بعض من أعنف المعارك في الحرب، وأظهرت قواته شجاعة وتصميمًا استثنائيين. أصبح اللواء المدرع العاشر مثالاً على المرونة العسكرية والقدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة لساحة المعركة الحديثة.
يتذكر تاريخ اللواء المدرع العاشر كدليل على التضحيات التي قدمها الجنود البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنه بمثابة تذكير بأهمية التنسيق والتعاون بين مختلف فروع الجيش، وأهمية التكيف مع متطلبات الحرب المتغيرة.
التراث
على الرغم من حله، فإن تراث اللواء المدرع العاشر مستمر حتى اليوم. لا يزال تاريخه يدرس في الكليات العسكرية، كمثال على التكتيكات المدرعة والعمليات خلال الحرب العالمية الثانية. كما يُذكر اللواء في العديد من الكتب والمقالات التي تتناول تاريخ الجيش البريطاني خلال الحرب.
يشيد تاريخ اللواء المدرع العاشر بشجاعة الجنود الذين خدموا فيه وتفانيهم في خدمة بلادهم. إنهم بمثابة تذكير بالدور الحاسم الذي لعبته القوات المدرعة في الحرب العالمية الثانية، وكذلك التضحيات التي قدمها الجنود من جميع الجنسيات من أجل الحرية والديمقراطية.
خاتمة
اللواء المدرع العاشر كان وحدة مدرعة بريطانية قصيرة العمر ولكنها مؤثرة في الحرب العالمية الثانية. تحول من لواء مشاة، وخدم في شمال أفريقيا وإيطاليا، وشارك في بعض من أهم المعارك في الحرب. على الرغم من حله في عام 1944، إلا أن إرثه من الشجاعة والتفاني لا يزال قائماً، ويمثل مثالاً على المرونة العسكرية والقدرة على التكيف في مواجهة الشدائد.
المراجع
- ويكيبيديا – اللواء المدرع العاشر (المملكة المتحدة)
- المتحف الإمبراطوري للحرب
- تاريخ بريطانيا
- موقع الجيش البريطاني
“`