نشأته وبداية حياته العسكرية
ولد جون جوزيف كيلي في 24 يونيو 1898 في مدينة نيويورك. انضم إلى مشاة البحرية الأمريكية في عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى. بعد التدريب الأولي، تم نشره في فرنسا، حيث شارك في القتال في العديد من المعارك. بعد انتهاء الحرب، عاد كيلي إلى الولايات المتحدة، ولكنه استمر في الخدمة في مشاة البحرية.
خلال فترة ما بين الحربين، شغل كيلي مناصب مختلفة، بما في ذلك مدرب ومشرف. اكتسب سمعة كضابط ملتزم وذو كفاءة عالية. تميز بشخصيته القيادية وقدرته على تحفيز الآخرين.
الحرب العالمية الثانية و معركة إيو جيما
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، كان كيلي في منصب قيادي في مشاة البحرية. تم نشره في مسرح المحيط الهادئ، حيث شارك في العديد من الحملات القتالية. كان له دور حاسم في معركة غوادالكانال، حيث أظهر شجاعة استثنائية تحت النار. لكن معركة إيو جيما هي التي أكسبته الشهرة والتقدير.
في فبراير 1945، شارك كيلي في غزو إيو جيما، وهي جزيرة بركانية صغيرة في المحيط الهادئ. كانت المعركة شرسة، حيث واجهت قوات الحلفاء مقاومة يابانية شديدة. كان كيلي قائدًا لإحدى الوحدات التي هاجمت الجزيرة. قاد رجاله بشجاعة وبسالة، على الرغم من الخسائر الفادحة.
خلال القتال، تعرض كيلي لإصابة خطيرة. على الرغم من إصابته، رفض الإخلاء واستمر في قيادة رجاله. استمر في القتال حتى تمكنت قواته من تأمين أهدافها. نظرًا لشجاعته وبطولته في إيو جيما، حصل كيلي على وسام الشرف، وهو أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة.
تفاصيل معركة إيو جيما
معركة إيو جيما كانت واحدة من أشد المعارك دموية في تاريخ مشاة البحرية الأمريكية. استمر القتال لمدة 36 يومًا، وتكبدت القوات الأمريكية خسائر فادحة. كان اليابانيون يقاتلون بشراسة، مستخدمين التحصينات والأنفاق للدفاع عن الجزيرة. شهدت هذه المعركة واحدة من أشهر الصور في الحرب العالمية الثانية، وهي صورة رفع العلم الأمريكي على جبل سورباتشي. هذه الصورة أصبحت رمزًا للانتصار الأمريكي والتضحية في الحرب.
في إيو جيما، قاد كيلي وحدته في الهجوم على مواقع العدو المحصنة. تعرض للهجوم بالقذائف والأسلحة الرشاشة، لكنه رفض التراجع. قاد رجاله من خلال النيران الكثيفة، وحثهم على المضي قدمًا. كان وجوده كقائد بمثابة مصدر إلهام لرجاله، الذين قاتلوا بشجاعة وثبات.
خلال القتال، أصيب كيلي بجروح خطيرة. على الرغم من إصابته، رفض الإخلاء واستمر في قيادة وحدته. استمر في توجيه رجاله، وحثهم على الاستمرار في القتال حتى تمكنوا من تأمين أهدافهم. بفضل قيادته وشجاعته، تمكنت وحدته من تحقيق تقدم كبير في المعركة.
بعد انتهاء المعركة، تم تكريم كيلي على شجاعته وبطولته. حصل على وسام الشرف، وهو أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة. يعتبر كيلي بطلًا قوميًا، ورمزًا للتضحية والشجاعة.
وسام الشرف
وسام الشرف هو أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة. يتم منحه للأفراد الذين يظهرون شجاعة وبطولة بارزة في مواجهة العدو. حصل كيلي على الوسام تقديرًا لبطولته في إيو جيما. نص الاقتباس الخاص بالوسام على ما يلي: “لقد أظهر شجاعة بارزة وتهورًا يفوق الواجب”.
الوسام هو رمز للتقدير الوطني للخدمة والتضحية التي قدمها أفراد الخدمة العسكرية. يتم منحه فقط في حالات نادرة، ويعتبر واحدًا من أرفع الأوسمة التي يمكن أن يحصل عليها جندي.
حياته بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تقاعد كيلي من مشاة البحرية. عاد إلى حياته المدنية، لكنه لم ينس أبدًا تجاربه في الحرب. أصبح متحدثًا عامًا، وشارك قصصه عن الحرب والشجاعة والتضحية. ظل ملتزمًا بدعم المحاربين القدامى، والعمل على تحسين حياتهم.
تزوج كيلي وأنجب أطفالًا. توفي في 20 نوفمبر 1957، عن عمر يناهز 59 عامًا. تم دفنه في مقبرة أرلينغتون الوطنية، حيث يرقد بجوار العديد من الأبطال العسكريين الآخرين.
إرثه
جون ج. كيلي هو بطل حرب حقيقي. شجاعته وبطولته في معركة إيو جيما ألهمت الأجيال. يعتبر إرثه كرمز للشجاعة والتضحية أمرًا دائمًا. يظل اسمه محفورًا في سجلات التاريخ كواحد من أعظم أبطال مشاة البحرية الأمريكية.
يتم تذكر كيلي من خلال العديد من النصب التذكارية والتكريمات. سميت العديد من المباني والشوارع والمواقع باسمه. كما أنه يظهر في العديد من الكتب والأفلام عن الحرب العالمية الثانية. يعتبر إرثه حيًا، ويستمر في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم.
الدروس المستفادة من حياته
يمكن استخلاص العديد من الدروس من حياة جون ج. كيلي. أهمها:
- الشجاعة: كان كيلي شجاعًا للغاية، وقاد رجاله في القتال على الرغم من الخطر الشديد.
- البطولة: أظهر كيلي بطولة استثنائية في معركة إيو جيما، حيث استمر في القتال على الرغم من إصابته الخطيرة.
- القيادة: كان كيلي قائدًا فعالًا، وقادرًا على تحفيز رجاله والقيادة بالقدوة.
- التضحية: ضحى كيلي بحياته من أجل وطنه وزملائه الجنود.
تجسد حياة كيلي قيم الشجاعة، والبطولة، والقيادة، والتضحية. إنه مثال ساطع على ما يمكن أن يحققه الأفراد عندما يواجهون الشدائد. إرثه يذكرنا بأهمية الدفاع عن قيمنا والقتال من أجل ما نؤمن به.
خاتمة
كان جون ج. كيلي جنديًا أمريكيًا متميزًا، اشتهر بشجاعته وبطولته خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في معركة إيو جيما. حصل على وسام الشرف لبطولته الفائقة، ويُذكر كرمز للتضحية والشجاعة. حياته تجسد قيمًا مثل الشجاعة والقيادة والتضحية، وتعتبر مصدر إلهام للأجيال.