<![CDATA[
تاريخ الفرقة وتأسيسها
تأسست فرقة ألاش في عام 1999 في مدينة كيزيل، عاصمة توڤا. اجتمع أعضاء الفرقة، وهم في الأصل موسيقيون لديهم خلفيات موسيقية تقليدية، بهدف إحياء الموسيقى التوفانية الأصيلة. بدأوا بتعلم الغناء الحنجري من كبار السن في مجتمعهم، والذين كانوا يحملون المعرفة التقليدية لهذه التقنية الفريدة. كانت رؤية الفرقة هي الحفاظ على التراث الموسيقي لتوڤا ونقله إلى الأجيال القادمة، مع دمج بعض العناصر الحديثة لجذب جمهور أوسع.
أعضاء الفرقة
تغير أعضاء الفرقة على مر السنين، ولكن ظل جوهر الفرقة كما هو. يضم التشكيل الحالي للفرقة عادةً ثلاثة إلى أربعة أعضاء رئيسيين، كل منهم يمتلك مهارات استثنائية في الغناء الحنجري وعزف الآلات التقليدية. من بين الأعضاء المؤسسين الذين ساهموا في تشكيل هوية الفرقة، يمكن ذكر:
- بايسغال أووشا: عازف على آلة الدوشبولور (Doshpuluur) ومغني.
- أيش-خونغار-أولوو ماكار: مغني وعازف على آلة الإغيل (igil).
- كان-خوفاك بوريسوفيتش خوليغ: مغني وعازف على آلة الدوشبولور.
يتميز أعضاء الفرقة بقدرتهم على التناغم فيما بينهم، حيث يتقاسمون الأدوار في الغناء والعزف على مختلف الآلات. يساهم هذا التعاون في خلق تجربة صوتية فريدة ومميزة.
تقنية الغناء الحنجري (خومي)
تعتبر تقنية الغناء الحنجري، أو “خومي”، جوهر أداء فرقة ألاش. هذه التقنية تعود إلى قرون مضت في منطقة توڤا، وهي تتطلب من المغني إنتاج نغمتين أو ثلاث نغمات في وقت واحد. يتم تحقيق ذلك من خلال التحكم في الحبال الصوتية والحلق والأنف والفم.يعتبر إتقان هذه التقنية تحديًا كبيرًا، ويتطلب سنوات من التدريب والممارسة تحت إشراف أساتذة متخصصين.
هناك عدة أنواع فرعية من الغناء الحنجري، ولكل منها خصائصها المميزة:
- خومي: النمط الأساسي، الذي ينتج صوتًا عميقًا ورنينًا يشبه صوت الرعد.
- كارجيرا: يركز على الأصوات المنخفضة، ويشبه صوت التنفس العميق أو الزئير.
- سيغت: يركز على الأصوات المرتفعة، وينتج صوتًا صفيرًا يشبه صوت الطيور.
تستخدم ألاش هذه التقنيات ببراعة، وتضيف إليها أحيانًا لمسات معاصرة، مثل دمجها مع تقنيات الغناء الحديثة. هذا المزيج يجعل أداءهم جذابًا للجمهور على مستوى عالمي.
الآلات الموسيقية المستخدمة
إلى جانب الغناء الحنجري، تعتمد فرقة ألاش على مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية التقليدية في أداءها. تساهم هذه الآلات في إثراء التجربة الصوتية وإضافة طابع مميز للموسيقى التوفانية. من بين الآلات المستخدمة بشكل شائع:
- الدوشبولور (Doshpuluur): آلة وترية تشبه البانجو، وتستخدم في عزف الألحان الأساسية.
- الإغيل (igil): آلة وترية ذات قوس، مصنوعة من الخشب والجلد.
- الشاش (Shash): آلة نفخ تشبه الناي، مصنوعة من الخيزران أو الخشب.
- الخوموس (Khomus): آلة موسيقية وترية تعزف عن طريق الفم.
- الدف (Drums): تستخدم لإضافة إيقاع إلى الموسيقى.
تتميز هذه الآلات بصوتها العميق والرنين، الذي يتماشى بشكل مثالي مع الغناء الحنجري. يتم صنع معظم هذه الآلات يدويًا في توڤا، مما يعكس أهمية التراث الثقافي في أداء الفرقة.
أسلوب الموسيقى
تتميز موسيقى ألاش بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين التقاليد والمعاصرة. يعتمدون على تقنيات الغناء الحنجري التقليدية، ولكنهم يضيفون إليها عناصر من الموسيقى الغربية، مثل الإيقاعات الحديثة والهارموني. هذا المزيج يسمح لهم بجذب جمهور أوسع، مع الحفاظ على أصالة الموسيقى التوفانية. غالبًا ما تعكس كلمات الأغاني العلاقة الوثيقة بين شعب توڤا والطبيعة، وتسلط الضوء على قيمهم وثقافتهم.
تتنوع مواضيع الأغاني، وتشمل القصص التاريخية، والقصائد الغنائية عن الجبال والأنهار والسهول، ووصف الحياة اليومية في توڤا. تهدف الفرقة إلى نشر ثقافة توڤا للعالم من خلال موسيقاهم، وتقديم صورة إيجابية عن شعبهم.
الحفلات والمهرجانات
أقامت فرقة ألاش العديد من الحفلات الموسيقية والمشاركة في المهرجانات الدولية حول العالم. زارت الفرقة دولًا في أوروبا وأمريكا وآسيا، وقدمت عروضًا لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. من بين المهرجانات التي شاركت فيها الفرقة:
- مهرجان “وودستوك” (Woodstock): يعتبر هذا المهرجان من أبرز المهرجانات الموسيقية في العالم، وقد شاركت فيه ألاش وحظيت بإقبال كبير.
- مهرجان “يوراسيا” (Eurasia): مهرجان موسيقي يقام في روسيا، ويجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم.
- مهرجان “غلستونبوري” (Glastonbury): مهرجان موسيقي يقام في بريطانيا، ويعتبر من أكبر المهرجانات في العالم.
ساهمت هذه المشاركات في زيادة شهرة الفرقة، وجعلت موسيقاهم معروفة على مستوى عالمي. أدت هذه العروض الحية إلى تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب، وإبراز ثقافة توڤا للعالم.
الجوائز والتكريمات
حصلت فرقة ألاش على العديد من الجوائز والتكريمات على مر السنين، تقديرًا لمساهماتها في مجال الموسيقى. من بين هذه الجوائز:
- جائزة “بي بي سي للموسيقى العالمية” (BBC World Music Award): فازت بها الفرقة في عام 2006، مما منحهم شهرة عالمية.
- جائزة “أفضل فرقة موسيقية في آسيا الوسطى”: حصلت عليها الفرقة في عدة مناسبات، تقديرًا لجودة أدائها.
هذه الجوائز تعكس التزام الفرقة بالتميز، وتؤكد على جودة موسيقاهم وأهمية الحفاظ على التراث الثقافي التوفاني.
تأثير الفرقة
لفرقة ألاش تأثير كبير على الساحة الموسيقية العالمية. ألهمت الفرقة العديد من الفنانين، وساهمت في زيادة الوعي بالموسيقى التوفانية وتقنية الغناء الحنجري. ساهمت الفرقة في:
- زيادة الاهتمام بالموسيقى التقليدية: من خلال تقديمها للموسيقى التوفانية على مستوى عالمي.
- تعليم تقنيات الغناء الحنجري: من خلال ورش العمل والدروس التي يقدمها أعضاء الفرقة.
- تعزيز التفاهم الثقافي: من خلال مشاركتهم في المهرجانات والفعاليات الدولية.
يعتبر ألاش سفراء لثقافة توڤا، حيث يعملون على نشر موسيقاهم وتراثهم في جميع أنحاء العالم.
ألبومات الفرقة
أصدرت فرقة ألاش العديد من الألبومات على مر السنين، والتي لاقت استحسان النقاد والجمهور. من بين هذه الألبومات:
- ألاش (Alash): أول ألبوم للفرقة، والذي يمثل بداية انطلاقتهم الفنية.
- باياار-ألاش (Bayaar-Alash): يضم مجموعة من الأغاني التي تعكس التراث الموسيقي التوفاني.
- شيك ألاش (Shik Alash): يتضمن مزيجًا من الأغاني التقليدية والمعاصرة.
- سانغاي (Sengge): يعرض الأداء المتميز للفرقة في الغناء الحنجري والعزف على الآلات التقليدية.
تتوفر ألبومات الفرقة على العديد من المنصات الرقمية، مما يسمح للجمهور بالاستماع إليها في أي مكان وزمان.
الموسيقى التصويرية
بالإضافة إلى ألبوماتهم، شاركت فرقة ألاش في إنتاج الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام والمسلسلات الوثائقية. هذا ساهم في زيادة انتشار موسيقاهم وتعريف جمهور أوسع بثقافتهم.
التحديات التي تواجه الفرقة
على الرغم من نجاحهم، تواجه فرقة ألاش بعض التحديات. من بين هذه التحديات:
- الحفاظ على الأصالة: الموازنة بين الحفاظ على التقاليد ودمج العناصر الحديثة.
- الحفاظ على الأعضاء: استمرار أعضاء الفرقة في تقديم أفضل أداء والحفاظ على جودة الموسيقى.
- التسويق والترويج: زيادة الوعي بموسيقاهم في الأسواق العالمية.
أهمية الفرقة في الحفاظ على التراث
تعتبر فرقة ألاش بمثابة رمز للحفاظ على التراث الثقافي لتوڤا. من خلال موسيقاهم، يسعون إلى الحفاظ على تقاليد الغناء الحنجري والعزف على الآلات التقليدية، ونشرها في جميع أنحاء العالم. تعمل الفرقة كحلقة وصل بين الماضي والحاضر، وتحافظ على استمرارية هذه التقاليد للأجيال القادمة.
خاتمة
فرقة ألاش هي فرقة موسيقية استثنائية، ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على التراث الموسيقي لتوڤا ونشره على نطاق عالمي. بفضل تقنياتهم الفريدة في الغناء الحنجري وعزفهم على الآلات التقليدية، استطاعت الفرقة أن تحظى بشهرة واسعة، وأن تلهم العديد من الفنانين. من خلال موسيقاهم، يقدمون للعالم لمحة عن ثقافة توڤا الغنية، ويعملون على تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب. تستمر الفرقة في التطور والابتكار، مع الحفاظ على أصالة تراثهم، مما يجعلهم من أبرز الفرق الموسيقية في عالم الموسيقى العالمية.