يلماز بويوكرسن (Yılmaz Büyükerşen)

نشأته وبداياته المهنية

ولد يلماز بويوكرسن في مدينة إسطنبول، تركيا. درس الهندسة المعمارية في أكاديمية الفنون الجميلة الحكومية في إسطنبول، وتخرج منها عام 1962. بدأ حياته المهنية كأستاذ جامعي في جامعة الأناضول في أسكيشهر، حيث تخصص في فن النحت. شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة في الجامعة، ولاحقًا أصبح رئيسًا لجامعة الأناضول في الفترة من 1987 إلى 1996.

مسيرته السياسية

بدأ بويوكرسن مسيرته السياسية في أواخر التسعينيات. ترشح لمنصب عمدة مدينة أسكيشهر وفاز في الانتخابات المحلية عام 1999. ومنذ ذلك الحين، أعيد انتخابه في كل دورة انتخابية، مما يمثل دليلًا على شعبيته وثقة السكان به. كان انتخابه في البداية يمثل تغييرًا كبيرًا في المشهد السياسي المحلي، حيث قدم رؤية جديدة للتنمية والتحسين الحضري.

إنجازاته في أسكيشهر

تميزت فترة ولاية بويوكرسن في أسكيشهر بالعديد من الإنجازات التي أحدثت تحولًا في المدينة. ركز على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، وتعزيز الثقافة والفنون. ومن أبرز إنجازاته:

  • التنمية الحضرية: قام بتطوير شبكة واسعة من الطرق والجسور، وتوسيع المساحات الخضراء، وإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة، مما حسن جودة الحياة في المدينة.
  • التعليم والثقافة: دعم بويوكرسن التعليم والثقافة بشكل كبير. قام بتوسيع نطاق الجامعات والكليات في المدينة، وإنشاء العديد من المتاحف والمعارض الفنية، مما جعل أسكيشهر مركزًا ثقافيًا هامًا في تركيا.
  • النقل: طور نظام نقل عام حديث وفعال، بما في ذلك الحافلات والترام، مما سهل حركة السكان داخل المدينة وقلل من الازدحام المروري.
  • الخدمات البلدية: قام بتحسين الخدمات البلدية، مثل جمع النفايات، وتنظيف الشوارع، وتوفير المياه والكهرباء بشكل منتظم، مما ساهم في تحسين مستوى المعيشة.
  • السياحة: عمل على تعزيز السياحة في المدينة، من خلال تطوير المعالم السياحية، وتنظيم الفعاليات والمهرجانات، مما ساهم في زيادة الدخل المحلي وخلق فرص عمل.

بفضل هذه الإنجازات، تحولت أسكيشهر إلى مدينة نموذجية في تركيا، وحازت على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهودها في التنمية المستدامة والتحسين الحضري. يعتبر بويوكرسن مهندس هذا التحول، وله الفضل الأكبر في تغيير وجه المدينة.

شخصيته ومواقفه السياسية

يُعرف بويوكرسن بشخصيته القيادية القوية ورؤيته الثاقبة. يتميز بأسلوبه العملي في إدارة شؤون المدينة، وتركيزه على تحقيق النتائج الملموسة. يتبنى مواقف سياسية تقدمية، ويدعم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. يُنظر إليه على أنه شخصية مستقلة ومحترمة، وغير مرتبطة بأي حزب سياسي بشكل كامل، على الرغم من انتمائه لحزب الشعب الجمهوري (CHP).

التحديات والانتقادات

على الرغم من شعبيته وإنجازاته، واجه بويوكرسن بعض التحديات والانتقادات خلال فترة ولايته. تعرض لانتقادات من بعض المعارضين السياسيين بسبب سياساته، وواجه بعض الصعوبات في تنفيذ بعض المشاريع الكبيرة. ومع ذلك، تمكن من الحفاظ على شعبيته وثقة السكان به، واستمر في قيادة المدينة نحو التنمية والازدهار.

مساهماته في التعليم والثقافة

بالإضافة إلى مسيرته السياسية، قدم بويوكرسن مساهمات كبيرة في مجالي التعليم والثقافة. بصفته أستاذًا جامعيًا ورئيسًا للجامعة، عمل على تطوير التعليم العالي في تركيا، ودعم البحث العلمي والابتكار. قام بتأسيس العديد من المتاحف والمعارض الفنية، ونظم العديد من الفعاليات الثقافية، مما ساهم في نشر الوعي الثقافي والفني في المجتمع.

حياته الشخصية

يلماز بويوكرسن متزوج وله طفلان. يحافظ على خصوصية حياته الشخصية، ولكنه يظهر في المناسبات العامة ويدعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية في المدينة. يُعرف بشغفه بالفن والنحت، ويحتفظ بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية في منزله ومكتبه.

الأثر والإرث

ترك يلماز بويوكرسن أثرًا كبيرًا في مدينة أسكيشهر، وأصبح اسمه مرادفًا للتنمية والتقدم. يُنظر إليه على أنه نموذج للقائد السياسي الناجح، الذي يعمل بجد لتحسين حياة المواطنين. يعتبر إرثه مثالًا يحتذى به في مجال التنمية الحضرية والإدارة المحلية. ألهمت رؤيته وقدرته على القيادة العديد من السياسيين والمسؤولين في تركيا وخارجها.

مقارنة بين أسكيشهر في عهده وما قبل

قبل تولي بويوكرسن منصب عمدة أسكيشهر، كانت المدينة تعاني من بعض المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات العامة. كانت الطرق ضيقة وغير مجهزة، وكانت هناك مشكلة في النقل العام، وكانت المساحات الخضراء محدودة. كانت المدينة تعاني أيضًا من نقص في المرافق الثقافية والترفيهية. أما بعد تولي بويوكرسن، فقد شهدت المدينة تحولًا جذريًا.

قامت بلدية أسكيشهر في عهده بتوسيع الطرق وبناء شبكة طرق حديثة، وتحسين نظام النقل العام، وتوفير مساحات خضراء واسعة وحدائق ومتنزهات عامة. تم بناء العديد من المرافق الثقافية والترفيهية، مثل المتاحف والمعارض الفنية والمسارح ودور السينما. تم تحسين الخدمات البلدية، مثل جمع النفايات وتنظيف الشوارع وتوفير المياه والكهرباء بشكل منتظم. نتيجة لذلك، تحولت أسكيشهر إلى مدينة حديثة ومزدهرة، وجذبت العديد من السياح والمستثمرين.

أسكيشهر كمدينة جامعية

بفضل رؤية بويوكرسن، أصبحت أسكيشهر مدينة جامعية رئيسية في تركيا. استثمر في تطوير الجامعات والكليات، مما أدى إلى زيادة عدد الطلاب والباحثين في المدينة. أدى ذلك إلى تعزيز الحياة الثقافية والفكرية في المدينة، وجعلها مركزًا للتعليم العالي والبحث العلمي. كما ساهم وجود الجامعات في تنشيط الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل للشباب. أصبحت أسكيشهر وجهة مفضلة للطلاب من جميع أنحاء تركيا والعالم، مما ساهم في تعزيز التنوع الثقافي والاجتماعي في المدينة.

دور بويوكرسن في تعزيز السياحة

لعب بويوكرسن دورًا حاسمًا في تعزيز السياحة في أسكيشهر. عمل على تطوير المعالم السياحية، مثل متحف الشمع، ومتحف الفن الحديث، ومتنزهات المدينة. قام بتنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية، مما جذب السياح من جميع أنحاء تركيا والعالم. ساهمت جهوده في زيادة الدخل المحلي، وخلق فرص عمل في قطاع السياحة. أصبحت أسكيشهر وجهة سياحية مفضلة، تشتهر بتاريخها الغني، وثقافتها النابضة بالحياة، وطبيعتها الخلابة.

التواصل مع المجتمع

يحرص بويوكرسن على التواصل المستمر مع سكان أسكيشهر. ينظم لقاءات دورية مع المواطنين، ويستمع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم. يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشباب، ونشر أخباره وإنجازاته. هذا التواصل المستمر يعزز الثقة بينه وبين السكان، ويساعده على اتخاذ القرارات التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. يعتبر هذا التواصل جزءًا أساسيًا من أسلوبه القيادي الناجح.

القيادة والإلهام

يُعتبر يلماز بويوكرسن نموذجًا للقيادة الملهمة. ألهم رؤيته وعمله الدؤوب العديد من السياسيين والمسؤولين في تركيا. يعتبر مثالًا للقائد الذي يعمل بجد لتحسين حياة المواطنين، ويضع مصلحة المدينة فوق أي اعتبار آخر. يُنظر إليه على أنه شخصية نزيهة ومحترمة، ويحظى بتقدير كبير من قبل جميع شرائح المجتمع. يعتبر إرثه مثالًا يحتذى به في مجال التنمية الحضرية والإدارة المحلية.

خاتمة

يلماز بويوكرسن شخصية بارزة في الحياة العامة التركية، ترك بصمة واضحة في مدينة أسكيشهر. من خلال عمله كرئيس لبلدية أسكيشهر، قام بتحويل المدينة إلى مدينة حديثة ومزدهرة، مع التركيز على التنمية الحضرية، والتعليم، والثقافة، والنقل، والخدمات البلدية. يعتبر إرثه في أسكيشهر مثالًا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة والإدارة المحلية. مساهماته في التعليم والثقافة، إلى جانب شخصيته القيادية ورؤيته الثاقبة، جعلت منه شخصية محورية ومؤثرة في تركيا.

المراجع

“`