<![CDATA[
نشأتها وبداياتها
ولدت جون كويك-تو-سي سميث في مستشفى سانت إغناطيوس في ميسولا، مونتانا. نشأت في محمية فلاتهيد، بالقرب من بول، مونتانا. والدها كان من أصول كرو وشوشون، بينما كانت والدتها من أصول إيطالية وأوروبية. تلقت سميث تعليمها في نظام المدارس الداخلية الكاثوليكية، وهي تجربة أثرت بعمق في فنها في وقت لاحق.
بدأت سميث مسيرتها الفنية في وقت متأخر نسبيًا، حيث بدأت الدراسة الفنية بشكل جدي في الثلاثينيات من عمرها. حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة فرجينيا الشرقية عام 1976، ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة نيو مكسيكو عام 1980. خلال هذه الفترة، بدأت في تطوير أسلوبها الفني المميز الذي يجمع بين عناصر من الثقافة الأمريكية الأصلية والفن المعاصر.
أسلوبها الفني
يتميز أسلوب جون كويك-تو-سي سميث بالجمع بين التعبيرات الفنية المختلفة، مع التركيز على قضايا الهوية والتاريخ. تستخدم سميث ألوانًا زاهية وخطوطًا جريئة وأشكالًا تجريدية لخلق أعمال فنية قوية ومؤثرة. غالبًا ما تتضمن أعمالها رموزًا وأيقونات من الثقافة الأمريكية الأصلية، مثل الأحصنة، والريش، والرموز القبلية. كما أنها تستخدم الكولاج والمواد المختلطة، مثل الصحف، والخرائط، والأشياء التي تم العثور عليها، لإضافة طبقات من المعنى والتعقيد إلى أعمالها.
من خلال أعمالها، تسعى سميث إلى تحدي المفاهيم النمطية حول الأمريكيين الأصليين، وتسليط الضوء على تاريخهم وثقافتهم الغنية. كما أنها تهتم بقضايا البيئة، وتدعو إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة. غالبًا ما تعبر أعمالها عن قلقها بشأن العواقب البيئية للنشاط البشري.
أعمالها البارزة
قدمت جون كويك-تو-سي سميث عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية البارزة على مر السنين. تشمل بعض أشهر أعمالها:
- “توقيعات” (Signatures): سلسلة من اللوحات التي تجمع بين صور الأحصنة، والرموز القبلية، وكلمات مكتوبة.
- “المرأة التي تدفن الحلم” (The Woman Who Bury Her Dreams): عمل تركيبي ضخم يتضمن مجموعة متنوعة من الأشياء التي تم العثور عليها، مثل الملابس، والأحجار، والريش، والتي تشير إلى تجارب ومعاناة الأمريكيين الأصليين.
- “علاقات” (Relations): سلسلة من اللوحات والطباعات التي تستكشف العلاقات بين الثقافات المختلفة، وتدعو إلى التفاهم والاحترام المتبادل.
- “التحالف” (The Alliance): عمل تركيبي مركب من العديد من القطع الفنية، بما في ذلك اللوحات، والمنحوتات، والأشياء الجاهزة، ويهدف إلى تمثيل الوحدة والتعاون بين الشعوب الأصلية.
بالإضافة إلى أعمالها الفنية، عملت سميث كقيمة فنية، وقامت بتنظيم العديد من المعارض الفنية التي تهدف إلى تسليط الضوء على أعمال الفنانين الأمريكيين الأصليين. وقد ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بأهمية الفن الأمريكي الأصلي، وتعزيز الاعتراف بالفنانين الأمريكيين الأصليين.
الجوائز والتكريمات
حصلت جون كويك-تو-سي سميث على العديد من الجوائز والتكريمات على مدار مسيرتها المهنية. تشمل هذه الجوائز:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من صندوق الفنون الوطنية (2005)
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من متحف سميثسونيان الوطني للفنون (2007)
- زمالة من مؤسسة غوغنهايم (1991)
- الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات
يعكس هذا التقدير إسهاماتها الكبيرة في مجال الفن الأمريكي الأصلي، وجهودها في تعزيز التفاهم الثقافي.
التأثير والإرث
أثرت جون كويك-تو-سي سميث بشكل كبير على مجال الفن المعاصر، خاصةً في مجال الفن الأمريكي الأصلي. ألهمت أعمالها العديد من الفنانين الشباب، وساهمت في تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى الفن الأمريكي الأصلي. يعتبر أسلوبها الفني الفريد والمميز، الذي يجمع بين عناصر من الثقافة الأمريكية الأصلية والفن المعاصر، مصدر إلهام للعديد من الفنانين. كما أنها ساهمت في زيادة الوعي بأهمية الفن الأمريكي الأصلي، والدعوة إلى الحفاظ على الثقافة والتاريخ الأمريكي الأصلي.
بصفتها فنانة وقيّمة فنية، عملت سميث على تمكين الفنانين الأمريكيين الأصليين وتعزيز رؤيتهم الفنية. كما أنها لعبت دورًا حاسمًا في تغيير الخطاب حول الفن الأمريكي الأصلي، والانتقال به من الهامش إلى المركز. إن عملها المستمر وجهودها الدؤوبة في تعزيز الفن والثقافة الأمريكية الأصلية جعلها شخصية محترمة ومؤثرة في عالم الفن.
الحياة الشخصية
جون كويك-تو-سي سميث متزوجة من الفنان باتريك سوريان، وهي تعيش وتعمل في مدينة كورن، نيو مكسيكو. بالإضافة إلى عملها الفني، تعمل سميث بنشاط في مجتمعها، وتشارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى دعم الفنانين الأمريكيين الأصليين وتعزيز التفاهم الثقافي.
أعمالها في المتاحف
تُعرض أعمال جون كويك-تو-سي سميث في العديد من المتاحف والمعارض الفنية المرموقة حول العالم. تشمل بعض هذه المتاحف:
- متحف ويتني للفن الأمريكي، نيويورك
- متحف المتروبوليتان للفنون، نيويورك
- متحف سميثسونيان الوطني للفن الأمريكي، واشنطن العاصمة
- متحف الفن الحديث، نيويورك
- المتحف الوطني للفن الأمريكي الأصلي، واشنطن العاصمة
إن تواجد أعمالها في هذه المتاحف يعكس أهمية أعمالها وتأثيرها في عالم الفن.
مشاريعها الحالية
تواصل جون كويك-تو-سي سميث العمل على مشاريع فنية جديدة، وتستكشف باستمرار مواضيع جديدة. وهي ملتزمة بتعزيز الفن الأمريكي الأصلي، والدعوة إلى الحفاظ على الثقافة والتاريخ الأمريكي الأصلي. تشارك أيضًا في العديد من المعارض والفعاليات الفنية، وتواصل إلهام الفنانين الشباب والجمهور.
خاتمة
جون كويك-تو-سي سميث فنانة أمريكية أصلية بارزة تركت بصمة كبيرة في عالم الفن المعاصر. من خلال أعمالها الفنية المتنوعة، استكشفت قضايا الهوية، والتاريخ، والسياسة، والبيئة، والروحانية، وسعت إلى تحدي المفاهيم النمطية حول الأمريكيين الأصليين. بالإضافة إلى أعمالها الفنية، عملت سميث كقيمة فنية، وقامت بتنظيم العديد من المعارض التي تهدف إلى تسليط الضوء على أعمال الفنانين الأمريكيين الأصليين. لقد أثرت أعمالها وإسهاماتها بشكل كبير على مجال الفن، وألهمت العديد من الفنانين الشباب، وساهمت في تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى الفن الأمريكي الأصلي. إن مساهمات جون كويك-تو-سي سميث في عالم الفن لا تقدر بثمن، وستستمر أعمالها في إلهام الأجيال القادمة.