خلفية المعركة
في أوائل عام 1968، شن جيش الشعب الفيتنامي (PAVN) وفيت كونغ (VC) هجومًا واسع النطاق عبر جنوب فيتنام، عُرف باسم هجوم تيت. على الرغم من أن الهجوم قد صُد في نهاية المطاف، إلا أنه أظهر أن جيش الشعب الفيتنامي وفيت كونغ كانا قادرين على شن هجمات كبيرة في أي مكان في البلاد. استجابة لذلك، أطلقت القوات الأمريكية والأسترالية والفيتنامية الجنوبية سلسلة من العمليات الهجومية تهدف إلى تدمير القوات الشيوعية واستعادة السيطرة على المناطق الريفية.
كانت عملية توآن ثانج الثانية واحدة من هذه العمليات. كان الهدف منها هو تطهير المنطقة المحيطة بمدينة با ريا من قوات جيش الشعب الفيتنامي وفيت كونغ. تم تكليف الكتيبة الأولى والثالثة من فوج المشاة الملكي الأسترالي بلعب دور رئيسي في العملية. تم تعزيزهم بعناصر من كتيبة المدفعية الميدانية الملكية الأسترالية رقم 102، والتي قدمت لهم الدعم المدفعي الثقيل.
التحضيرات للمعركة
قبل بدء العملية، أمضت القوات الأسترالية عدة أيام في إجراء عمليات استطلاع في المنطقة المحيطة بمدينة با ريا. وقد أتاح لهم ذلك جمع معلومات استخباراتية حول مواقع قوات جيش الشعب الفيتنامي وفيت كونغ ونقاط قوتهم. كما قاموا بإعداد سلسلة من قواعد الدعم النارية (FSBs) في المنطقة، والتي ستوفر لهم منصات إطلاق مدفعية آمنة.
تم تسمية قاعدتي الدعم الناريتين الرئيسيتين اللتين استخدمهما الأستراليون باسم كورال وبالمورال. كانت كورال تقع على بعد حوالي 6 كيلومترات (3.7 ميل) شمال شرق مدينة با ريا، بينما كانت بالمورال تقع على بعد حوالي 8 كيلومترات (5.0 ميل) إلى الشمال. تم اختيار المواقع نظرًا لقربها من طرق الإمداد الرئيسية التي استخدمها جيش الشعب الفيتنامي وفيت كونغ.
تسلسل المعركة
بدأت معركة كورال–بالمورال في 12 مايو 1968، عندما تعرضت قاعدة الدعم النارية كورال للهجوم من قبل قوة كبيرة من جيش الشعب الفيتنامي. دافع الأستراليون بشدة، وتمكنوا من صد الهجوم بعد عدة ساعات من القتال العنيف. تكبد جيش الشعب الفيتنامي خسائر فادحة في الهجوم، وقُتل أكثر من 50 جنديًا.
في الأيام التالية، شن جيش الشعب الفيتنامي سلسلة من الهجمات الأخرى على قاعدة الدعم النارية كورال وقواعد أسترالية أخرى في المنطقة. تم صد جميع الهجمات، لكن الأستراليين تكبدوا خسائر فادحة. في 26 مايو، تعرضت قاعدة الدعم النارية بالمورال للهجوم من قبل قوة كبيرة من جيش الشعب الفيتنامي. مرة أخرى، دافع الأستراليون بشدة، وتمكنوا من صد الهجوم بعد عدة ساعات من القتال العنيف. تكبد جيش الشعب الفيتنامي خسائر فادحة في الهجوم، وقُتل أكثر من 400 جندي.
بعد الهجوم على قاعدة الدعم النارية بالمورال، أدرك جيش الشعب الفيتنامي أنه لم يعد بإمكانه الاستمرار في شن هجمات مباشرة على القواعد الأسترالية. بدلاً من ذلك، بدأوا في استخدام تكتيكات حرب العصابات لمضايقة الأستراليين ومنعهم من التحرك بحرية في المنطقة. رد الأستراليون بشن سلسلة من العمليات الهجومية التي تهدف إلى العثور على قوات جيش الشعب الفيتنامي وتدميرها. استمرت هذه العمليات حتى 6 يونيو 1968، عندما انتهت معركة كورال–بالمورال رسميًا.
الأحداث الرئيسية للمعركة
- 12 مايو: تعرضت قاعدة الدعم النارية كورال للهجوم من قبل قوة كبيرة من جيش الشعب الفيتنامي.
- 13 مايو: شن الأستراليون هجومًا مضادًا على قوات جيش الشعب الفيتنامي التي هاجمت قاعدة الدعم النارية كورال.
- 16 مايو: تعرضت قاعدة الدعم النارية كورال للهجوم مرة أخرى من قبل جيش الشعب الفيتنامي.
- 26 مايو: تعرضت قاعدة الدعم النارية بالمورال للهجوم من قبل قوة كبيرة من جيش الشعب الفيتنامي.
- 28 مايو: شن الأستراليون هجومًا مضادًا على قوات جيش الشعب الفيتنامي التي هاجمت قاعدة الدعم النارية بالمورال.
- 6 يونيو: انتهت معركة كورال–بالمورال رسميًا.
الخسائر
تكبدت القوات الأسترالية خسائر فادحة في معركة كورال–بالمورال. قُتل ما مجموعه 25 جنديًا أستراليًا وأصيب أكثر من 100 آخرين. تكبد جيش الشعب الفيتنامي خسائر فادحة أيضًا، حيث قُتل أكثر من 400 جندي.
على الرغم من الخسائر الفادحة، فقد اعتبرت معركة كورال–بالمورال انتصارًا أستراليًا. تمكن الأستراليون من صد جميع هجمات جيش الشعب الفيتنامي، وألحقوا بهم خسائر فادحة. كما منعوا جيش الشعب الفيتنامي من تحقيق أهدافه في المنطقة.
النتائج
كانت معركة كورال–بالمورال نقطة تحول في حرب فيتنام. أظهرت أن القوات الأسترالية كانت قادرة على مواجهة قوات جيش الشعب الفيتنامي في معركة مفتوحة وهزيمتها. كما أظهرت أن جيش الشعب الفيتنامي لم يكن منيعًا، وأنه يمكن هزيمته إذا كان يتمتع بالقوات المناسبة والتكتيكات المناسبة.
بعد معركة كورال–بالمورال، استمرت القوات الأسترالية في لعب دور رئيسي في حرب فيتنام. شاركوا في عدد من العمليات الهجومية الأخرى، وساهموا في هزيمة جيش الشعب الفيتنامي وفيت كونغ في نهاية المطاف.
الأهمية التاريخية
تعتبر معركة كورال–بالمورال من أهم المعارك التي خاضتها القوات الأسترالية خلال حرب فيتنام. وقد أظهرت بسالة الجنود الأستراليين وقدرتهم القتالية العالية، كما ساهمت في تغيير مسار الحرب. تعد المعركة رمزًا للفخر الوطني الأسترالي، وتُدرس في الكليات العسكرية في جميع أنحاء العالم.
أوامر المعركة
فيما يلي بعض الوحدات الرئيسية التي شاركت في معركة كورال–بالمورال:
- أستراليا:
- الكتيبة الأولى، فوج المشاة الملكي الأسترالي
- الكتيبة الثالثة، فوج المشاة الملكي الأسترالي
- كتيبة المدفعية الميدانية الملكية الأسترالية رقم 102
- جيش الشعب الفيتنامي:
- الفوج 141
- الكتيبة 7، فرقة المشاة السابعة
الأوسمة
تم منح العديد من الجنود الأستراليين أوسمة لشجاعتهم في معركة كورال–بالمورال. ومن بين هؤلاء:
- صليب فيكتوريا: الرقيب راي ويلر
- وسام الخدمة المتميزة: المقدم رونالد جراي
- الصليب العسكري: النقيب برايان دوهرتي
إحياء الذكرى
يتم إحياء ذكرى معركة كورال–بالمورال كل عام في أستراليا في يوم ANZAC (25 أبريل). يتم تنظيم العديد من الفعاليات في جميع أنحاء البلاد لإحياء ذكرى الجنود الذين قاتلوا وماتوا في المعركة.
كما تم بناء عدد من النصب التذكارية لإحياء ذكرى المعركة. يقع النصب التذكاري الرئيسي في حديقة النصب التذكاري الأسترالية للحرب في كانبرا. توجد نصب تذكارية أخرى في مدينة با ريا، فيتنام، وفي العديد من المدن والبلدات الأسترالية.
خاتمة
معركة كورال–بالمورال كانت معركة فاصلة في حرب فيتنام، أظهرت بسالة وتصميم الجنود الأستراليين. على الرغم من الخسائر الفادحة، فقد تمكنوا من صد هجمات جيش الشعب الفيتنامي وإلحاق هزيمة كبيرة بهم. تعتبر المعركة علامة بارزة في التاريخ العسكري الأسترالي وتُدرس في المؤسسات العسكرية حول العالم.