<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد نيك ماكفرسون في عام 1959. تلقى تعليمه في مدرسة شيربورن، وهي مدرسة داخلية مستقلة في دورست. ثم التحق بكلية باليول، أكسفورد، حيث درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد (PPE)، وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في الآداب.
مسيرته المهنية المبكرة
بدأ ماكفرسون مسيرته المهنية في الخدمة المدنية في عام 1982. شغل عددًا من المناصب في وزارة الخزانة، بما في ذلك منصب السكرتير الخاص لوزير الخزانة، نورمان لامونت، في أوائل التسعينيات. اكتسب خبرة واسعة في القضايا الاقتصادية والمالية، وتنوعت مهامه بين صياغة السياسات وتحليلها وتقديم المشورة لكبار الوزراء.
السكرتير الدائم لوزارة الخزانة
في عام 2005، تم تعيين ماكفرسون سكرتيرًا دائمًا لوزارة الخزانة، وهو المنصب الأعلى في الخدمة المدنية في تلك الوزارة. شغل هذا المنصب لمدة 11 عامًا، مما جعله واحدًا من أطول السكرتيرين الدائمين خدمةً في تاريخ وزارة الخزانة. خلال فترة عمله، كان مسؤولاً عن إدارة الوزارة وتقديم المشورة بشأن مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والمالية، بما في ذلك الميزانية والضرائب والإنفاق العام والسياسة الاقتصادية الكلية.
لعب ماكفرسون دورًا رئيسيًا في الاستجابة للأزمة المالية العالمية في عام 2008. كان جزءًا من الفريق الذي وضع خطة الإنقاذ المصرفي ووضع تدابير لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. كما كان له دور فعال في وضع سياسات التقشف التي نفذتها الحكومة في أعقاب الأزمة، والتي تضمنت تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام.
خلال فترة عمله، عمل ماكفرسون مع أربعة مستشارين للخزانة: غوردون براون، وأليستر دارلنج، وجورج أوزبورن، وفيليب هاموند. كان يُعرف بقدرته على تقديم المشورة الموضوعية والنزيهة للوزراء، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. كان يحظى باحترام كبير داخل الخدمة المدنية وخارجها.
إنجازاته وتأثيره
ترك نيك ماكفرسون بصمة كبيرة على السياسة الاقتصادية والمالية في المملكة المتحدة. يُنسب إليه الفضل في:
- قيادة وزارة الخزانة خلال فترة مضطربة: أشرف على الوزارة خلال الأزمة المالية العالمية، وفترة التقشف اللاحقة، والعديد من التحديات الاقتصادية الأخرى.
- دوره في الاستجابة للأزمة المالية: كان جزءًا من الفريق الذي وضع خطة الإنقاذ المصرفي واتخذ إجراءات لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.
- دعم سياسات التقشف: لعب دورًا في وضع وتنفيذ سياسات التقشف التي تهدف إلى خفض الدين العام.
- الحفاظ على استقرار الاقتصاد: ساهم في الحفاظ على استقرار الاقتصاد البريطاني خلال فترة من عدم اليقين الاقتصادي الكبير.
كان ماكفرسون معروفًا بمهاراته التحليلية القوية، وقدرته على التواصل بفعالية، والتزامه بالخدمة العامة. كان يعتبر شخصية مؤثرة في صنع السياسات البريطانية.
بعد وزارة الخزانة
تقاعد ماكفرسون من الخدمة المدنية في عام 2016. في نفس العام، تم تعيينه في مجلس اللوردات كبارون ماكفرسون من إيرلز كورت. منذ ذلك الحين، انخرط في عدد من الأنشطة، بما في ذلك:
- العمل كمدير لعدد من الشركات: يشغل مناصب في مجالس إدارة العديد من الشركات، بما في ذلك شركة الخدمات المالية باركليز.
- الكتابة والتعليق: كتب وقدم تعليقات حول مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والمالية.
- تقديم المشورة للحكومة: يقدم المشورة للحكومة بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك السياسة الاقتصادية.
يظل ماكفرسون صوتًا بارزًا في النقاش العام حول الاقتصاد والمالية، ويقدم رؤى قيمة بناءً على خبرته الواسعة في الخدمة العامة.
آراؤه وتوجهاته
يُعرف ماكفرسون بآرائه المحافظة إلى حد ما. وهو مؤيد قوي لانضباط المالية العامة، ويعتقد أن الدين العام يجب أن يُدار بحذر. كما أنه يؤمن بأهمية الأسواق الحرة والحد من تدخل الحكومة في الاقتصاد.
في السنوات الأخيرة، أعرب ماكفرسون عن قلقه بشأن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد البريطاني. وقد حذر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي وزيادة البطالة.
حياته الشخصية
نيك ماكفرسون متزوج وله ثلاثة أطفال. وهو معروف بولعه بالرياضة، وخاصة الكريكيت والرجبي. يحب أيضًا القراءة والكتابة.
مساهماته في الحياة العامة
بالإضافة إلى عمله في الخدمة المدنية، ساهم ماكفرسون في الحياة العامة بطرق أخرى. على سبيل المثال:
- عضويته في مجلس اللوردات: من خلال عمله في مجلس اللوردات، يشارك في صياغة القوانين وتقديم المشورة للحكومة.
- كتاباته وتصريحاته العامة: من خلال كتاباته وتصريحاته العامة، يشارك في النقاش العام حول القضايا الاقتصادية والمالية.
- عمله كمدير للشركات: من خلال عمله كمدير للشركات، يساهم في إدارة الاقتصاد البريطاني.
يعتبر ماكفرسون شخصية محترمة ومؤثرة في بريطانيا، وقد قدم مساهمات كبيرة في مجالات الاقتصاد والمالية والخدمة العامة.
نقد وتقييم
حظي ماكفرسون بالإشادة على نطاق واسع لخبرته في مجال السياسة الاقتصادية وقدرته على تقديم المشورة الموضوعية للوزراء. ومع ذلك، تعرض أيضًا لبعض الانتقادات. بعض المنتقدين يرون أنه كان مؤيدًا شديدًا لسياسات التقشف، والتي يعتقدون أنها تسببت في ضرر غير ضروري للاقتصاد البريطاني والمجتمع. كما تعرض للانتقادات بسبب دوره في الاستجابة للأزمة المالية العالمية، حيث زعم البعض أنه كان بطيئًا في اتخاذ إجراءات لإنقاذ البنوك.
على الرغم من هذه الانتقادات، لا يزال يُنظر إلى ماكفرسون على أنه شخصية رئيسية في عالم الاقتصاد والمالية البريطاني. ساهمت خبرته الواسعة وقدرته على التحليل والتواصل في تشكيل السياسات الاقتصادية في المملكة المتحدة على مدى عقود.
خاتمة
نيك ماكفرسون هو شخصية بارزة في تاريخ بريطانيا الحديث. كونه السكرتير الدائم لوزارة الخزانة، لعب دورًا محوريًا في صياغة وتنفيذ السياسات الاقتصادية والمالية خلال فترة حاسمة. على الرغم من بعض الانتقادات، ترك بصمة كبيرة على الاقتصاد البريطاني ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شخصية محترمة ومؤثرة. استمر في المساهمة في النقاش العام بعد تقاعده، مما يعزز مكانته كخبير اقتصادي ومالي ذي نفوذ.