بيرسيفال سبنسر أومفريل بيكرينغ (Percival Spencer Umfreville Pickering)

نشأته وتعليمه

ولد بيرسيفال سبنسر أومفريل بيكرينغ في 6 مارس 1858 في بيكهام، لندن، المملكة المتحدة. كان الابن الأكبر لـجيمس بيكرينغ، وهو مهندس مدني، وآن بيكرينغ (نيي سبنسر). تلقى بيكرينغ تعليمه في مدرسة هارو قبل أن يلتحق بكلية كوينز، أكسفورد، حيث درس الكيمياء وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1880. ثم حصل على درجة الماجستير في عام 1883.

حياته المهنية في الكيمياء

بدأ بيكرينغ مسيرته المهنية كيميائيًا، حيث أجرى العديد من الأبحاث الهامة في مجالات مختلفة. من بين إسهاماته البارزة دراساته حول:

  • التركيب الكيميائي للأحماض الأمينية: قام بيكرينغ بدراسات مفصلة حول الأحماض الأمينية وخصائصها الكيميائية.
  • التركيب الكيميائي للمعادن: ساهم في فهمنا للمعادن وتفاعلاتها الكيميائية.
  • البوليمرات: أجرى أبحاثًا على البوليمرات وخصائصها.

عمل بيكرينغ في البداية في مجال الصناعة الكيميائية. ثم أسس مختبرًا خاصًا به، حيث أجرى أبحاثًا مستقلة. نُشرت أبحاثه في العديد من المجلات العلمية المرموقة.

البستنة وتجاربه في حديقة دوكي

بالإضافة إلى عمله في الكيمياء، كان بيكرينغ مهتمًا بالبستنة. في عام 1887، ورث مزرعة في دوكي، ساسكس. استغل بيكرينغ هذه المزرعة لإجراء تجارب مكثفة في البستنة. كان يؤمن بأهمية البحث العلمي في تحسين الزراعة. قام بتأسيس ما أصبح يُعرف باسم “محطة أبحاث دوكي”.

كانت تجارب بيكرينغ في دوكي تهدف إلى:

  • دراسة تأثير الأسمدة: قام بيكرينغ بدراسة تأثير أنواع مختلفة من الأسمدة على نمو النباتات وإنتاجها.
  • تحسين التربة: أجرى تجارب لتحسين جودة التربة وزيادة خصوبتها.
  • زراعة الفاكهة: اهتم بشكل خاص بزراعة الفاكهة، حيث قام بتجارب على أنواع مختلفة من الفاكهة لتحسين جودتها وزيادة إنتاجها.
  • مكافحة الآفات: درس طرق مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب النباتات.

استخدم بيكرينغ أساليب علمية صارمة في أبحاثه البستانية. سجل بيانات دقيقة، وحلل النتائج بعناية، ونشر نتائج تجاربه في العديد من المنشورات العلمية والبستانية. أدت أبحاثه إلى فهم أفضل لطرق زراعة النباتات وإنتاجها.

إسهاماته في علم البستنة

ساهم بيكرينغ بشكل كبير في تقدم علم البستنة. كان رائدًا في استخدام الأساليب العلمية في البستنة. أظهر أن البستنة يمكن أن تستفيد بشكل كبير من البحث العلمي المنهجي. عمله في دوكي أثر على العديد من البستانيين والعلماء، وألهمهم لتبني أساليب علمية في عملهم. من أهم إسهاماته:

  • التحليل العلمي للتربة والأسمدة: أجرى بيكرينغ دراسات مفصلة حول تأثير الأسمدة المختلفة على نمو النباتات، مما ساعد على تحسين استخدام الأسمدة في الزراعة.
  • تحسين أصناف الفاكهة: ساهم في تطوير أصناف جديدة من الفاكهة ذات الجودة العالية والإنتاجية الأفضل.
  • تطوير أساليب مكافحة الآفات: أجرى أبحاثًا حول طرق مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب النباتات، مما ساعد في حماية المحاصيل.

منشوراته ومؤلفاته

نشر بيكرينغ العديد من المقالات العلمية والتقارير حول أبحاثه. كما كتب عددًا من الكتب والمقالات التي شرح فيها نتائج أبحاثه في البستنة. ساهمت هذه المنشورات في نشر المعرفة حول البستنة العلمية.

من بين أهم منشوراته:

  • “البستنة العلمية” (Scientific and Practical Horticulture)
  • مقالات علمية في مجلات متخصصة

الجمعيات العلمية

كان بيكرينغ عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة، بما في ذلك الجمعية الملكية. ساهم في نشاطات هذه الجمعيات وقدم أبحاثه ونتائجه العلمية.

الجوائز والتكريمات

حصل بيكرينغ على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعمله في مجالي الكيمياء والبستنة. كان عمله مؤثرًا ومهمًا في عصره.

وفاته

توفي بيرسيفال سبنسر أومفريل بيكرينغ في 5 ديسمبر 1920، عن عمر يناهز 62 عامًا. ترك إرثًا هامًا في مجالي الكيمياء والبستنة، حيث أثرت أبحاثه على تطور هذين المجالين بشكل كبير.

إرثه

لا يزال إرث بيكرينغ حيًا حتى اليوم. تعتبر أبحاثه في الكيمياء والبستنة مرجعًا هامًا للعلماء والباحثين. ألهمت أفكاره وأعماله أجيالًا من العلماء والباحثين. محطة أبحاث دوكي التي أسسها لا تزال موجودة وتواصل عملها في مجال أبحاث البستنة.

خاتمة

كان بيرسيفال سبنسر أومفريل بيكرينغ عالمًا بارزًا في مجالي الكيمياء والبستنة. قدم إسهامات كبيرة في كلا المجالين، مما أثر بشكل كبير على تطورهما. من خلال أبحاثه العلمية الدقيقة والمنهجية، أسس بيكرينغ أسسًا قوية للبستنة العلمية. كان رائدًا في استخدام الأساليب العلمية في البستنة، مما ساعد على تحسين إنتاج المحاصيل وجودتها. يعتبر بيكرينغ شخصية مهمة في تاريخ العلوم، ولا يزال إرثه ملهمًا للباحثين والعلماء حتى يومنا هذا.

المراجع

“`