<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد جون نوكس حوالي عام 1510 في بلدة هادينغتون، شرق اسكتلندا. تلقى تعليمه في جامعة سانت أندروز، حيث درس اللاهوت والفلسفة. في شبابه، كان نوكس كاهنًا كاثوليكيًا، ولكن بعد ذلك تأثر بالإصلاح البروتستانتي الذي بدأ ينتشر في أوروبا. كان لهذه المرحلة تأثير كبير على حياته الفكرية والروحية.
في أوائل الثلاثينيات من عمره، تحول نوكس إلى البروتستانتية بشكل كامل. دفعه هذا التحول إلى معارضة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، مما أدى به إلى الدخول في صراع مع السلطات الدينية والسياسية في ذلك الوقت. بدأ نوكس في الوعظ وتعليم تعاليم الإصلاح، مما جعله شخصية مثيرة للجدل في اسكتلندا.
عمله كواعظ وإصلاحي
أصبح نوكس واعظًا بارزًا، اشتهر بقدرته على الخطابة القوية وإيصال رسالته بشكل فعال. لعب دورًا حاسمًا في الإصلاح الديني في اسكتلندا. سافر نوكس إلى أوروبا، وقضى بعض الوقت في جنيف تحت تأثير جون كالفن. هناك، تعلم المزيد عن اللاهوت الإصلاحي وأساليب الحكم الكنسي.
عند عودته إلى اسكتلندا في عام 1559، قاد نوكس الإصلاح الديني بشكل فعال. عمل جنبًا إلى جنب مع اللوردات الإصلاحيين، الذين دعموا القضية البروتستانتية. قاد نوكس حركة للإطاحة بالكاثوليكية الرومانية وتأسيس كنيسة إصلاحية في اسكتلندا. ساهم في كتابة “الاعتراف الاسكتلندي” في عام 1560، والذي يمثل الأساس اللاهوتي للكنيسة الاسكتلندية.
كانت خطب نوكس حماسية وموجهة ضد الفساد والظلم في الكنيسة الكاثوليكية. دعا إلى تغييرات جذرية في العقيدة والعبادة، وتأسيس نظام كنسي جديد يعتمد على الكتاب المقدس. أدت جهوده إلى إقرار البرلمان الاسكتلندي للإصلاح في عام 1560، مما أدى إلى إعلان البروتستانتية الدين الرسمي في البلاد.
علاقته بماري ملكة الاسكتلنديين
كانت العلاقة بين جون نوكس وماري ملكة الاسكتلنديين معقدة ومتوترة. كانت ماري كاثوليكية، بينما كان نوكس من أشد المؤيدين للبروتستانتية. عقدت ماري عدة لقاءات مع نوكس، حيث ناقشا الخلافات الدينية. كان نوكس ينتقد بشدة سياسات ماري الدينية، واعتبر أنها تهديد للإصلاح البروتستانتي في اسكتلندا.
اتهم نوكس علنًا ماري بالفسق، وهاجم بشدة سلوكها وحياتها الخاصة. أدى هذا إلى توتر كبير بينهما. على الرغم من ذلك، استمر نوكس في الوعظ والدفاع عن معتقداته. اتخذ موقفًا قويًا ضد زواج ماري من اللورد دارنلي، ورأى فيه محاولة لاستعادة النفوذ الكاثوليكي في اسكتلندا.
إرثه وتأثيره
ترك جون نوكس إرثًا دائمًا في تاريخ اسكتلندا والعالم البروتستانتي. يعتبر أحد أبرز القادة في حركة الإصلاح، وقد لعب دورًا حاسمًا في تشكيل الكنيسة الاسكتلندية. كانت أفكاره وآراؤه حول الحكم الكنسي، والتعليم، والسياسة، مؤثرة للغاية.
كتب نوكس العديد من الأعمال اللاهوتية والسياسية، بما في ذلك “تاريخ الإصلاح في اسكتلندا”، الذي يعتبر مصدرًا مهمًا لفهم الأحداث التي وقعت في تلك الفترة. ألهمت كتاباته أجيالًا من البروتستانت، وساهمت في نشر الأفكار الإصلاحية في جميع أنحاء العالم. أثرت أفكاره على تطور الديمقراطية والمساواة، وساهمت في تشكيل قيم المجتمع الغربي الحديث.
بالإضافة إلى دوره الديني، كان لنوكس تأثير كبير على الثقافة والتعليم في اسكتلندا. دعم إنشاء نظام تعليمي عام، وساهم في تطوير اللغة الاسكتلندية الأدبية. لا يزال يتم الاحتفال بإرثه وتكريمه في اسكتلندا، وتعتبر كنيسته جزءًا مهمًا من التاريخ الوطني.
جون نوكس آخر
بالإضافة إلى جون نوكس، الواعظ الإصلاحي، قد يشير مصطلح “جون نوكس” إلى شخصيات أخرى، على الرغم من أنها أقل شهرة. من بين هؤلاء، يمكن الإشارة إلى جون إتش. نوكس الأول (John H. Knox I) الذي كان له دور في القانون.
من المهم دائمًا تحديد السياق لفهم من هو جون نوكس المشار إليه. هل هو الواعظ واللاهوتي، أم شخص آخر يحمل نفس الاسم؟ هذا يساعد على تجنب الارتباك وضمان فهم دقيق للموضوع.
خاتمة
كان جون نوكس شخصية محورية في حركة الإصلاح البروتستانتي في اسكتلندا. لعب دورًا حاسمًا في تأسيس الكنيسة الاسكتلندية، وترك إرثًا دائمًا في اللاهوت، والتعليم، والسياسة. كان له تأثير كبير على الثقافة الاسكتلندية، ولا يزال يُنظر إليه كواحد من أهم الشخصيات في تاريخ اسكتلندا. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن “جون نوكس” قد يشير إلى شخصيات أخرى، مما يستدعي تحديد السياق بدقة.