نشأته وتعليمه
ولد جيفري ألين في 29 أكتوبر 1928 في بريستول، إنجلترا. تلقى تعليمه في مدرسة كليفتون، ثم التحق بجامعة برمنغهام، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1949. أكمل دراساته العليا في جامعة أكسفورد، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية عام 1952 تحت إشراف البروفيسور سير سيريل هينشلوود، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء. تركزت أبحاث الدكتوراه الخاصة به على دراسة الحركية الكيميائية.
مسيرته المهنية
بدأ ألين مسيرته المهنية في الصناعة، حيث عمل لدى شركة بريتيش تليفون للإتصالات (British Telecommunications Research) في عام 1952. في عام 1955، انضم إلى شركة كيمياويات إمبريال (Imperial Chemical Industries – ICI) كباحث في مختبرات أبحاث البلاستيك. خلال فترة عمله في شركة ICI، أجرى أبحاثًا رائدة في مجال علوم البوليمرات، مع التركيز على العلاقة بين البنية الجزيئية والخصائص الفيزيائية للمواد البوليمرية. ساهمت أبحاثه في تطوير العديد من المنتجات البلاستيكية الجديدة.
في عام 1965، عاد ألين إلى الأوساط الأكاديمية، حيث عين أستاذًا للكيمياء الفيزيائية في جامعة مانشستر. في مانشستر، أسس قسمًا بحثيًا نشطًا في مجال علوم البوليمرات، وجذب عددًا كبيرًا من الطلاب والزملاء الباحثين. استمر في نشر الأبحاث العلمية المهمة، وساهم في تقدم المعرفة في هذا المجال. في عام 1977، انتقل إلى جامعة لندن (University of London)، حيث شغل منصب رئيس كلية الملكة ماري (Queen Mary College) حتى عام 1985. خلال فترة رئاسته، قام بتوسيع نطاق الكلية وتطوير برامجها الأكاديمية.
بعد تركه لكلية الملكة ماري، شغل ألين منصب نائب رئيس شركة أبحاث البترول البريطانية (BP Research) في عام 1985. في هذا المنصب، كان مسؤولاً عن الإشراف على الأنشطة البحثية والتطويرية للشركة، وساهم في تطوير تقنيات جديدة في مجال الطاقة والكيماويات. تقاعد من شركة BP في عام 1993.
إسهاماته العلمية
كان لجيفري ألين مساهمات كبيرة في مجالات الكيمياء الفيزيائية وعلوم البوليمرات. ركزت أبحاثه على فهم العلاقة بين بنية المواد البوليمرية وخصائصها الفيزيائية. وقد قام بتطوير العديد من التقنيات التجريبية والنظرية لدراسة سلوك البوليمرات، بما في ذلك تقنيات التشتت المرن للضوء وتشتت النيوترونات. ساعدت أبحاثه في تحسين فهمنا للعمليات الأساسية التي تتحكم في سلوك البوليمرات في الحالة الصلبة والسائلة، وفي المحاليل.
من بين أهم إنجازات ألين:
- تطوير نظريات جديدة لشرح سلوك البوليمرات المتفرعة والمتشابكة.
- دراسة تأثير التبلور والترتيب الجزيئي على الخصائص الميكانيكية للمواد البوليمرية.
- تطوير تقنيات جديدة لقياس خصائص البوليمرات، مثل اللزوجة والمرونة.
- المساهمة في فهم التفاعلات بين البوليمرات والمذيبات.
عمل ألين أيضًا على تطبيقات علوم البوليمرات في مختلف المجالات، بما في ذلك صناعة البلاستيك والمطاط والطلاء والألياف. ساهمت أبحاثه في تطوير منتجات جديدة ذات أداء أفضل وخصائص محسنة.
مساهماته في المجتمع العلمي
بالإضافة إلى إنجازاته العلمية، شغل السير جيفري ألين مناصب قيادية في العديد من المؤسسات العلمية. كان نائب رئيس الجمعية الملكية (Royal Society) من عام 1988 إلى عام 1993. كما كان رئيسًا لـ معهد المواد (Institute of Materials) ورئيسًا لـ الجمعية الكيميائية البريطانية (Royal Society of Chemistry). لعب دورًا نشطًا في تعزيز العلوم والبحث العلمي في المملكة المتحدة والعالم.
حصل ألين على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في العلوم. انتخب زميلاً في الجمعية الملكية عام 1969. حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE) عام 1984، ووسام فارس (Knighthood) عام 1998.
الجوائز والتكريمات
حصل السير جيفري ألين على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، والتي تعكس مساهماته البارزة في مجال الكيمياء وعلوم البوليمرات.
- زمالة الجمعية الملكية (FRS)، 1969.
- وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE)، 1984.
- وسام فارس (Knighthood)، 1998.
- جائزة وميدالية كوليدج (Colworth Medal)، 1962.
- جائزة وميدالية ميرسر (Mercer Award)، 1973.
كما حصل على درجات فخرية من العديد من الجامعات، بما في ذلك جامعة برمنغهام وجامعة مانشستر.
إرثه
ترك السير جيفري ألين إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء وعلوم البوليمرات. أثرت أبحاثه على فهمنا للعلاقة بين البنية والخصائص في المواد البوليمرية، وساهمت في تطوير تقنيات جديدة وتطبيقات مبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، ألهم أجيالاً من العلماء والباحثين الشباب من خلال قيادته وتعليمه. يعتبر السير جيفري ألين شخصية بارزة في تاريخ العلوم البريطانية، وستبقى إنجازاته محفورة في سجلات العلم.
خاتمة
كان السير جيفري ألين عالم كيمياء بريطانيًا مرموقًا، ترك بصمة واضحة في مجالات الكيمياء الفيزيائية وعلوم البوليمرات. من خلال أبحاثه الرائدة، وتقنياته المبتكرة، ومناصبه القيادية، ساهم في تقدم المعرفة العلمية، وخدم المجتمع العلمي. إرثه كعالم بارز وقائد ملهم سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
المراجع
- صفحة جيفري ألين على ويكيبيديا
- مقالة عن جيفري ألين في صحيفة التايمز
- صفحة جيفري ألين على موقع الجمعية الملكية
- مقالة عن جيفري ألين في Chemistry World
“`