مقدمة
الأسبارتام هو مُحلي اصطناعي غير سكري، أحلى من السكروز (السكر العادي) بحوالي 200 مرة. يُستخدم الأسبارتام على نطاق واسع كبديل للسكر في مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات، خاصةً تلك التي تُوصف بأنها “دايت” أو “منخفضة السعرات الحرارية”. اكتُشف الأسبارتام في عام 1965، وتمت الموافقة عليه للاستخدام في الأطعمة والمشروبات من قبل العديد من الهيئات التنظيمية حول العالم، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA).
التركيب الكيميائي للأسبارتام
الأسبارتام هو ثنائي الببتيد، مما يعني أنه يتكون من اثنين من الأحماض الأمينية: حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين. يتم ربط هذين الحمضين الأمينيين معًا برابطة ببتيدية. الصيغة الكيميائية للأسبارتام هي C14H18N2O5.
عند تناوله، يتم هضم الأسبارتام في الجسم إلى مكوناته الأصلية: حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وكمية صغيرة من الميثانول. تتناول أجسامنا هذه المكونات بشكل طبيعي من مصادر غذائية أخرى.
استخدامات الأسبارتام
يُستخدم الأسبارتام في مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والمشروبات، بما في ذلك:
- المشروبات الغازية الدايت
- العصائر قليلة السعرات الحرارية
- الحلويات الخالية من السكر
- العلكة الخالية من السكر
- الزبادي قليل الدسم
- بعض الأدوية
- المحليات الصناعية (على شكل أقراص أو مساحيق)
نظرًا لحلاوته الشديدة، تُستخدم كميات صغيرة جدًا من الأسبارتام لتحقيق مستوى الحلاوة المطلوب، مما يجعله خيارًا شائعًا في المنتجات منخفضة السعرات الحرارية.
فوائد الأسبارتام
تشمل الفوائد الرئيسية للأسبارتام ما يلي:
- بديل للسكر: يوفر الأسبارتام حلاوة مماثلة للسكر بدون السعرات الحرارية المرتبطة به، مما يجعله مفيدًا للأشخاص الذين يحاولون التحكم في وزنهم أو تقليل استهلاكهم للسكر.
- مناسب لمرضى السكري: لا يرفع الأسبارتام مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى السكري الذين يحتاجون إلى التحكم في مستويات الجلوكوز لديهم.
- يقلل من خطر تسوس الأسنان: على عكس السكر، لا يساهم الأسبارتام في تسوس الأسنان.
مخاطر الأسبارتام والجدل الدائر حوله
على الرغم من الموافقة عليه من قبل العديد من الهيئات التنظيمية، فقد كان الأسبارتام موضوعًا للعديد من الدراسات والجدالات على مر السنين. تشمل المخاوف الشائعة:
- الصداع النصفي: أبلغ بعض الأشخاص عن الإصابة بالصداع النصفي بعد تناول الأسبارتام، على الرغم من أن الدراسات العلمية لم تثبت وجود صلة قوية بينهما.
- السرطان: أجريت بعض الدراسات التي أثارت مخاوف بشأن احتمال ارتباط الأسبارتام بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لكن هذه الدراسات غالبًا ما تكون مثيرة للجدل وتفتقر إلى الأدلة القوية. أجرت الهيئات التنظيمية مراجعات شاملة لهذه الدراسات وخلصت إلى أن الأسبارتام آمن للاستهلاك بالكميات الموصى بها.
- بيلة الفينيل كيتون (PKU): يجب على الأشخاص الذين يعانون من بيلة الفينيل كيتون (وهو اضطراب وراثي نادر) تجنب الأسبارتام، لأنه يحتوي على الفينيل ألانين، الذي لا يستطيعون معالجته بشكل صحيح. يجب أن تحمل المنتجات التي تحتوي على الأسبارتام تحذيرًا بهذا الخصوص.
- مشاكل عصبية: هناك ادعاءات بأن الأسبارتام قد يسبب مشاكل عصبية، لكن الأدلة العلمية التي تدعم هذه الادعاءات محدودة وغير حاسمة.
الكمية المسموح بها يوميًا من الأسبارتام
حددت الهيئات التنظيمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA)، كمية يومية مقبولة (ADI) للأسبارتام. الـ ADI هو كمية المادة التي يمكن للشخص تناولها بأمان يوميًا على مدى حياته دون أي آثار صحية ضارة.
الـ ADI للأسبارتام هو 50 ملليجرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، و 40 ملليجرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا وفقًا لهيئة سلامة الغذاء الأوروبية. لإعطاء مثال، يمكن لشخص يزن 70 كيلوغرامًا أن يستهلك ما يصل إلى 3500 ملليجرام من الأسبارتام يوميًا وفقًا لتوجيهات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أو 2800 ملليجرام يوميًا وفقًا لتوجيهات هيئة سلامة الغذاء الأوروبية، دون تجاوز الحد الآمن.
من المهم ملاحظة أن معظم الناس يستهلكون كميات أقل بكثير من الأسبارتام من الـ ADI. لتقدير استهلاكك، يمكنك التحقق من ملصقات المنتجات الغذائية لمعرفة كمية الأسبارتام الموجودة فيها.
الأسبارتام والحمل
تعتبر الهيئات التنظيمية الأسبارتام آمنًا للاستهلاك أثناء الحمل عند تناوله بكميات معتدلة. ومع ذلك، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على مشورة شخصية، خاصةً إذا كانت لديكِ أي مخاوف صحية محددة.
بدائل الأسبارتام
هناك العديد من المحليات الصناعية والطبيعية الأخرى المتاحة كبدائل للأسبارتام، بما في ذلك:
- سكرالوز (Sucralose): مُحلي اصطناعي آخر مشتق من السكروز.
- ستيفيا (Stevia): مُحلي طبيعي مستخرج من أوراق نبات ستيفيا.
- إريثريتول (Erythritol): كحول سكري موجود بشكل طبيعي في بعض الفواكه والأطعمة المخمرة.
- إكسيليتول (Xylitol): كحول سكري آخر يستخدم غالبًا في العلكة ومنتجات العناية بالفم.
- فاكهة الراهب (Monk Fruit): مُحلي طبيعي مستخرج من فاكهة الراهب.
يعتمد اختيار المُحلي المناسب على تفضيلاتك الشخصية واحتياجاتك الصحية الفردية.
كيف يتم تنظيم الأسبارتام؟
يخضع الأسبارتام لتنظيم صارم من قبل الهيئات الحكومية في جميع أنحاء العالم. قبل أن تتم الموافقة على استخدامه في الأطعمة والمشروبات، يخضع الأسبارتام لعملية تقييم شاملة لضمان سلامته. تتضمن هذه العملية مراجعة واسعة النطاق للأدلة العلمية، بما في ذلك الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر.
تقوم منظمات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA) بتقييم هذه البيانات لتحديد ما إذا كان الأسبارتام آمنًا للاستهلاك البشري. تحدد هذه الهيئات أيضًا كمية الاستهلاك اليومي المقبولة (ADI)، وهي كمية الأسبارتام التي يمكن للشخص أن يستهلكها بأمان كل يوم مدى الحياة دون أي آثار ضارة.
بالإضافة إلى تقييمات ما قبل السوق، تقوم الهيئات التنظيمية أيضًا بمراقبة سلامة الأسبارتام بعد الموافقة عليه. يتضمن ذلك مراجعة مستمرة للأدلة العلمية الجديدة والإبلاغ عن الأحداث الضائرة المحتملة. إذا ظهرت أي مخاوف، يمكن للهيئات التنظيمية اتخاذ إجراءات تنظيمية، مثل تغيير شروط الاستخدام، أو طلب تحذيرات إضافية، أو حتى سحب الموافقة على المنتج.
تضمن عملية التنظيم الصارمة هذه أن الأسبارتام قد تم تقييمه بشكل شامل وأن استخدامه آمن للاستهلاك البشري عند استخدامه وفقًا للإرشادات المعتمدة.
نصائح حول استهلاك الأسبارتام
إذا كنت تستهلك الأسبارتام، فإليك بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار:
- الاعتدال هو المفتاح: كما هو الحال مع أي مادة غذائية، من الأفضل تناول الأسبارتام باعتدال.
- اقرأ الملصقات: تحقق من ملصقات المنتجات الغذائية لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على الأسبارتام وكم الكمية الموجودة فيها.
- استشر طبيبك: إذا كانت لديك أي مخاوف صحية، فاستشر طبيبك أو أخصائي التغذية قبل تناول الأسبارتام.
- انتبه لردود فعل جسمك: إذا لاحظت أي آثار جانبية سلبية بعد تناول الأسبارتام، فتوقف عن استخدامه واستشر طبيبك.
خاتمة
الأسبارتام هو مُحلي اصطناعي شائع يستخدم كبديل للسكر في العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات. على الرغم من أنه آمن للاستهلاك بكميات معتدلة بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنه يجب على بعض الأفراد، مثل أولئك الذين يعانون من بيلة الفينيل كيتون، تجنبه. إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن الأسبارتام، فمن الأفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية.