نشأته وحياته المبكرة
ولد بيني سبيلمان في بنهام، لويزيانا، ونشأ في مدينة لوريل بولاية ميسيسيبي. بدأ مسيرته الموسيقية في الخمسينيات من القرن الماضي كمغني في فرقة “فور هواردز” (The Four Haws). بعد الخدمة في الجيش، انتقل إلى نيو أورلينز، لويزيانا، حيث بدأ العمل كموسيقي استوديو.
مسيرته الفنية
اكتسب سبيلمان شهرة واسعة في أوائل الستينيات بفضل أغنيته “آثار أحمر الشفاه (على سيجارتك)”، والتي وصلت إلى المرتبة 28 في قائمة بيلبورد هوت 100. تميزت الأغنية بإيقاعها الجذاب وكلماتها المؤثرة، وأصبحت من كلاسيكيات موسيقى الريذم أند بلوز. تبعت هذه الأغنية سلسلة من الأغاني الأخرى، بما في ذلك “Fortune Teller” و “Lipstick Traces” مرة أخرى بنسخة أخرى، لكنها لم تحقق نفس النجاح التجاري الكبير.
على الرغم من أن سبيلمان لم يحقق المزيد من النجاحات الكبيرة في مسيرته الفردية، إلا أنه استمر في العمل كموسيقي استوديو ناجح ومطلوب. شارك في تسجيلات العديد من الفنانين المشهورين، بما في ذلك إيرما توماس وآرون نيفيل وأل هيرلي.
في السبعينيات والثمانينيات، انضم سبيلمان إلى فرقة “أوكي ديكي ريفيوز” (Oak Ridge Review)، حيث قدم عروضًا حية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما ظهر في العديد من المهرجانات الموسيقية، بما في ذلك مهرجان نيو أورلينز للجاز والتراث.
أشهر أغانيه
- “آثار أحمر الشفاه (على سيجارتك)” (Lipstick Traces (on a Cigarette))
- “Fortune Teller”
- “Lipstick Traces” (نسخة أخرى)
أسلوبه الموسيقي
تميز أسلوب بيني سبيلمان بصوته القوي والمعبر، وقدرته على نقل المشاعر من خلال أغانيه. كان أسلوبه متجذرًا في موسيقى الريذم أند بلوز التقليدية، مع تأثيرات من موسيقى الجاز والسول. كما كان يتمتع بحضور قوي على المسرح، مما جعله فنانًا محبوبًا لدى الجمهور.
إرثه وتأثيره
على الرغم من أن بيني سبيلمان لم يكن نجمًا كبيرًا بالمعنى التجاري، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الريذم أند بلوز. أغنيته “آثار أحمر الشفاه (على سيجارتك)” لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وقد تم إعادة تسجيلها من قبل العديد من الفنانين الآخرين. كما أن عمله كموسيقي استوديو ساهم في نجاح العديد من الفنانين الآخرين.
يعتبر بيني سبيلمان فنانًا موهوبًا ومؤثرًا، وقد ساهم في إثراء المشهد الموسيقي في نيو أورلينز وخارجها. سيظل صوته وأغانيه خالدة في ذاكرة محبي موسيقى الريذم أند بلوز.
جوائز وتكريمات
على الرغم من عدم حصوله على العديد من الجوائز الرسمية، إلا أن بيني سبيلمان حظي بتقدير كبير من قبل زملائه الموسيقيين ومحبي موسيقى الريذم أند بلوز. تم تكريمه في العديد من المناسبات، بما في ذلك إدراجه في قاعة مشاهير موسيقى لويزيانا.
حياته الشخصية
تزوج بيني سبيلمان وأنجب العديد من الأطفال. كان معروفًا بتواضعه ولطفه، وكان محبوبًا من قبل جميع من عرفوه. توفي في 3 يونيو 2011 عن عمر يناهز 79 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا.
حقائق مثيرة للاهتمام
- أغنية “آثار أحمر الشفاه (على سيجارتك)” كانت في الأصل أغنية لمغني آخر، لكن سبيلمان أقنع شركة التسجيلات بتسجيلها بصوته.
- عمل سبيلمان كمصلح تلفزيونات بالإضافة إلى عمله كموسيقي.
- كان سبيلمان عضوًا نشطًا في مجتمعه المحلي، وشارك في العديد من الأعمال الخيرية.
تأثير نيو أورلينز
لا يمكن الحديث عن بيني سبيلمان دون التطرق إلى تأثير مدينة نيو أورلينز عليه. كانت المدينة بوتقة تنصهر فيها مختلف الثقافات الموسيقية، مما أثرى أسلوبه الفني. جذور موسيقى الجاز والريذم أند بلوز والسول العميقة في المدينة انعكست في أغانيه وأدائه. نيو أورلينز ليست مجرد مكان، بل هي روح تسري في عروق فنانيها، وسبيلمان كان خير ممثل لهذه الروح.
الموسيقى كمهنة ثانوية
من الأمور اللافتة في مسيرة سبيلمان هو اعتباره الموسيقى مهنة ثانوية. فبالإضافة إلى عمله كموسيقي، كان يعمل أيضًا في مجال إصلاح التلفزيونات. هذا يدل على تفانيه في كسب لقمة العيش، وعلى حبه للموسيقى الذي لم يمنعه من البحث عن مصادر دخل أخرى. هذا الجانب من حياته يجعله شخصية ملهمة للكثيرين.
إعادة اكتشاف أعماله
شهدت أعمال بيني سبيلمان في السنوات الأخيرة إعادة اكتشاف من قبل جيل جديد من محبي الموسيقى. ساهمت منصات البث الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في تعريف الجمهور بأغانيه، وخاصة “آثار أحمر الشفاه (على سيجارتك)”. هذا الاهتمام المتجدد يؤكد على القيمة الفنية الخالدة لأعماله.
خاتمة
بيني سبيلمان فنان موهوب ومؤثر ترك بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الريذم أند بلوز. على الرغم من أن مسيرته لم تخلُ من التحديات، إلا أنه استطاع أن يحقق نجاحًا وشهرة بفضل صوته القوي وأغانيه المميزة. سيظل إرثه الفني خالدًا في ذاكرة محبي الموسيقى، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.