<![CDATA[
تاريخ وتطوير المقياس
تم تطوير مقياس بارات للاندفاعية في الأصل بواسطة إرنست بارات في الستينيات، ومنذ ذلك الحين، خضع لعدة تنقيحات وتحديثات. النسخة الأكثر استخدامًا حاليًا هي BIS-11، والتي تم نشرها في عام 1995. يهدف المقياس إلى توفير أداة موحدة لتقييم الاندفاعية في كل من الإعدادات السريرية والبحثية.
بنية المقياس ومكوناته
يتكون مقياس بارات للاندفاعية (BIS-11) من 30 بندًا، يتم تصنيفها إلى ثلاث مقاييس فرعية رئيسية:
- الاندفاعية الانتباهية (Attentional Impulsiveness): يقيس هذا المقياس صعوبة التركيز والاهتمام، وسرعة اتخاذ القرارات دون تفكير متأنٍ. أمثلة على البنود: “أجد صعوبة في التركيز” و “أقوم بأشياء دون التفكير فيها”.
- الاندفاعية الحركية (Motor Impulsiveness): يقيس هذا المقياس الميل إلى التصرف باندفاع، وعدم القدرة على كبح الحركات أو الأفعال. أمثلة على البنود: “أنا متهور” و “أفعل أشياء فجأة”.
- الاندفاعية غير التخطيطية (Nonplanning Impulsiveness): يقيس هذا المقياس نقص التخطيط والتفكير المستقبلي، والميل إلى اتخاذ القرارات بشكل عفوي. أمثلة على البنود: “أخطط للأشياء بعناية” (يتم عكس الدرجة) و “أفكر مليًا قبل أن أفعل أي شيء” (يتم عكس الدرجة).
يتم تقييم كل بند على مقياس ليكرت رباعي النقاط، حيث تتراوح الإجابات من “نادراً/أبدًا” إلى “دائمًا/تقريبًا دائمًا”. يتم جمع الدرجات لكل مقياس فرعي لإنتاج درجة كلية للاندفاعية.
طريقة التطبيق والتصحيح
يمكن تطبيق مقياس بارات للاندفاعية ذاتيًا، حيث يقوم الفرد بالإجابة على البنود بنفسه. يمكن أيضًا تطبيقه بواسطة مُقيِّم مدرب، خاصة في الحالات التي يكون فيها الفرد غير قادر على إكمال المقياس بمفرده. يستغرق إكمال المقياس عادةً من 10 إلى 15 دقيقة.
لتصحيح المقياس، يتم جمع الدرجات لكل بند في كل مقياس فرعي. ثم يتم حساب الدرجة الكلية للاندفاعية عن طريق جمع الدرجات الفرعية. يمكن مقارنة الدرجات الفردية بالمعايير المعيارية لتحديد مستوى الاندفاعية لدى الفرد.
الخصائص السيكومترية للمقياس
يتمتع مقياس بارات للاندفاعية بخصائص سيكومترية جيدة، مما يشير إلى أنه أداة موثوقة وصالحة لتقييم الاندفاعية. تشمل الخصائص السيكومترية الرئيسية ما يلي:
- الموثوقية (Reliability): يشير الموثوقية إلى مدى اتساق المقياس في قياس الاندفاعية. أظهرت الدراسات أن مقياس بارات للاندفاعية يتمتع بموثوقية داخلية جيدة، حيث تتراوح معاملات ألفا كرونباخ بين 0.70 و 0.80 للمقاييس الفرعية والدرجة الكلية. كما يتمتع المقياس بموثوقية إعادة الاختبار جيدة، مما يشير إلى أن الدرجات تظل مستقرة بمرور الوقت.
- الصلاحية (Validity): تشير الصلاحية إلى مدى قياس المقياس لما يفترض أن يقيسه. أظهرت الدراسات أن مقياس بارات للاندفاعية يتمتع بصلاحية محتوى وجيدة، مما يشير إلى أن البنود تغطي جوانب مهمة من الاندفاعية. كما يتمتع المقياس بصلاحية متزامنة وتمييزية جيدة، حيث يرتبط بشكل كبير مع مقاييس أخرى للاندفاعية ويرتبط بشكل مختلف مع متغيرات أخرى ذات صلة.
- الحساسية (Sensitivity): تشير الحساسية إلى قدرة المقياس على التمييز بين الأفراد الذين يعانون من مستويات مختلفة من الاندفاعية. أظهرت الدراسات أن مقياس بارات للاندفاعية حساس للتغيرات في الاندفاعية الناتجة عن التدخلات العلاجية.
استخدامات المقياس وتطبيقاته
يستخدم مقياس بارات للاندفاعية على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من الإعدادات السريرية والبحثية، بما في ذلك:
- تشخيص وتقييم اضطرابات الصحة العقلية: يستخدم المقياس لتقييم الاندفاعية لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، واضطراب الشخصية الحدية (BPD)، واضطرابات تعاطي المخدرات.
- تقييم المخاطر: يستخدم المقياس لتقييم خطر السلوكيات الاندفاعية مثل الانتحار، وإيذاء النفس، والعنف.
- تخطيط العلاج وتقييم النتائج: يستخدم المقياس لتحديد أهداف العلاج وتقييم فعالية التدخلات العلاجية التي تهدف إلى تقليل الاندفاعية.
- البحث العلمي: يستخدم المقياس في الدراسات البحثية لفهم طبيعة الاندفاعية وعلاقتها بالمتغيرات الأخرى.
المزايا والعيوب
يتمتع مقياس بارات للاندفاعية بالعديد من المزايا، بما في ذلك:
- سهولة التطبيق والتصحيح: يمكن تطبيق المقياس ذاتيًا، مما يجعله سهل الاستخدام في مجموعة متنوعة من الإعدادات.
- الخصائص السيكومترية الجيدة: يتمتع المقياس بموثوقية وصلاحية جيدتين، مما يشير إلى أنه أداة موثوقة وصالحة لتقييم الاندفاعية.
- الاستخدام على نطاق واسع: يستخدم المقياس على نطاق واسع في كل من الإعدادات السريرية والبحثية، مما يجعله أداة معروفة ومقبولة.
ومع ذلك، فإن المقياس له أيضًا بعض العيوب، بما في ذلك:
- الاعتماد على التقرير الذاتي: يعتمد المقياس على التقرير الذاتي، مما قد يجعله عرضة للتحيز.
- الطول: قد يكون المقياس طويلاً بعض الشيء بالنسبة لبعض الأفراد.
- الحساسية الثقافية: قد لا يكون المقياس مناسبًا للاستخدام في جميع الثقافات.
اعتبارات هامة عند استخدام المقياس
عند استخدام مقياس بارات للاندفاعية، من المهم مراعاة ما يلي:
- التدريب: يجب أن يكون المقيِّمون مدربين على تطبيق وتصحيح المقياس.
- السياق: يجب تفسير الدرجات في سياق المعلومات الأخرى المتاحة عن الفرد.
- القيود: يجب أن يكون المقيِّمون على دراية بقيود المقياس.
مقارنة مع مقاييس الاندفاعية الأخرى
هناك العديد من المقاييس الأخرى المتاحة لتقييم الاندفاعية، بما في ذلك مقياس الاندفاعية بجامعة براون (BISS) ومقياس الاندفاعية التقديري (DIS). يتمتع كل مقياس بمزايا وعيوب فريدة خاصة به. يعتبر مقياس بارات للاندفاعية أحد أكثر المقاييس استخدامًا على نطاق واسع، ولكنه ليس بالضرورة الأنسب لجميع الأغراض. يجب على الباحثين والممارسين اختيار المقياس الأنسب بناءً على احتياجاتهم الخاصة.
خاتمة
مقياس بارات للاندفاعية (BIS) هو أداة قيمة لتقييم الاندفاعية في مجموعة متنوعة من الإعدادات. يتمتع المقياس بخصائص سيكومترية جيدة ويستخدم على نطاق واسع في كل من الإعدادات السريرية والبحثية. ومع ذلك، من المهم مراعاة قيود المقياس واستخدامه بحذر.