مقدمة
اللواء ويليام سيدني غريفز (27 مارس 1865 – 27 فبراير 1940) كان ضابطًا في جيش الولايات المتحدة قاد القوات الأمريكية في سيبيريا خلال الحرب الأهلية الروسية. أثارت قيادته المستقلة والمحايدة للتدخل الأمريكي في سيبيريا إعجاب المؤرخين العسكريين، لكنها أغضبت وزارة الحرب الأمريكية وبعض حلفاء الولايات المتحدة.
نشأته وبداياته العسكرية
ولد ويليام سيدني غريفز في بلدة روتشستر بولاية إنديانا. تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت عام 1889 وتم تكليفه كملازم ثانٍ في سلاح المشاة. خدم في البداية في غرب الولايات المتحدة، وشارك في عمليات ضد هنود السيوكس. ثم خدم في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأمريكية. بين عامي 1898 و 1902، خدم في الفلبين خلال الحرب الفلبينية الأمريكية، حيث اكتسب سمعة طيبة كقائد كفء وقاسٍ.
بعد عودته إلى الولايات المتحدة، شغل غريفز مناصب مختلفة في الجيش، بما في ذلك التدريس في كلية المشاة والمدفعية في فورت ليفنوورث. تمت ترقيته إلى رتبة رائد في عام 1907 وإلى رتبة مقدم في عام 1916. في عام 1917، تمت ترقيته إلى رتبة عميد وعُيّن لقيادة الفرقة الثامنة.
التدخل الأمريكي في سيبيريا
في صيف عام 1918، قررت الولايات المتحدة إرسال قوة عسكرية إلى سيبيريا كجزء من جهد الحلفاء لدعم القوات التشيكية السلوفاكية التي كانت تحارب البلاشفة. تم اختيار الجنرال غريفز لقيادة القوة الأمريكية، التي بلغ قوامها حوالي 7000 جندي. كان هدف التدخل الأمريكي هو حماية الإمدادات العسكرية التي كانت مخصصة للجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الأولى ومنع وصولها إلى الألمان أو البلاشفة. كما كان الهدف هو دعم القوات التشيكية السلوفاكية ومساعدة الحكومة الروسية المؤقتة المناهضة للبلاشفة.
وصل غريفز إلى فلاديفوستوك في سبتمبر 1918. تلقى تعليمات واضحة من الرئيس وودرو ويلسون بالبقاء محايدًا في الحرب الأهلية الروسية والتركيز فقط على حماية الإمدادات العسكرية ومساعدة القوات التشيكية السلوفاكية. أصر غريفز على الالتزام بهذه التعليمات، على الرغم من ضغوط من الحلفاء الآخرين، وخاصة البريطانيين والفرنسيين، للانضمام إلى جانب القوات المناهضة للبلاشفة.
كانت مهمة غريفز صعبة للغاية. كان عليه أن يتعامل مع فصائل روسية متحاربة، وحلفاء متنافسين، ومناخ قاسي. كما واجه صعوبات في الحفاظ على النظام والانضباط بين قواته. على الرغم من هذه التحديات، تمكن غريفز من تحقيق أهداف مهمته دون الانخراط في القتال المباشر مع البلاشفة. حافظ على علاقات جيدة مع جميع الفصائل الروسية، وحماية الإمدادات العسكرية، وقدم الدعم للقوات التشيكية السلوفاكية.
الخلافات والانتقادات
أثارت قيادة غريفز المستقلة والمحايدة للتدخل الأمريكي في سيبيريا إعجاب المؤرخين العسكريين، لكنها أغضبت وزارة الحرب الأمريكية وبعض حلفاء الولايات المتحدة. اتهمه البعض بالتعاطف مع البلاشفة وعدم القيام بما يكفي لدعم القوات المناهضة للبلاشفة. كما تعرض لانتقادات بسبب عدم قدرته على الحفاظ على النظام والانضباط بين قواته.
في عام 1920، استدعي غريفز إلى الولايات المتحدة وخضع للتحقيق من قبل الكونجرس. دافع عن أفعاله وأصر على أنه كان يطيع تعليمات الرئيس ويلسون. لم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي ضده، لكن سمعته تضررت.
ما بعد سيبيريا والتقاعد
بعد عودته من سيبيريا، شغل غريفز مناصب مختلفة في الجيش. تقاعد من الجيش في عام 1928 برتبة لواء. بعد تقاعده، كتب كتابًا عن تجربته في سيبيريا بعنوان “المغامرة الأمريكية في سيبيريا، 1918-1920”.
توفي ويليام سيدني غريفز في 27 فبراير 1940.
إرثه
يعتبر الجنرال ويليام سيدني غريفز شخصية مثيرة للجدل في التاريخ العسكري الأمريكي. يرى البعض أنه قائد كفء ومستقل اتبع تعليماته بأمانة، بينما يرى البعض الآخر أنه كان متعاطفًا مع البلاشفة وفشل في دعم القوات المناهضة للبلاشفة بشكل كافٍ. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن قيادته للتدخل الأمريكي في سيبيريا كانت حدثًا مهمًا في التاريخ الأمريكي والروسي.
- دوره في الحفاظ على الحياد: يُذكر غريفز بشكل خاص لالتزامه الصارم بتعليمات الرئيس ويلسون بالحفاظ على الحياد في الحرب الأهلية الروسية.
- كتاباته وتأثيرها: كتاباته حول تجربته في سيبيريا تقدم رؤى قيمة حول تعقيدات التدخل الأجنبي في الصراعات الداخلية.
- جدالات حول قيادته: القيادة المستقلة التي أظهرها غريفز أثارت نقاشات مستمرة حول دور الجيش في السياسة الخارجية.
أوسمته
- ميدالية الخدمة المتميزة
- وسام النصر في الحرب العالمية الأولى
- وسام الخدمة في الجيش
رتبه العسكرية
- ملازم ثان
- ملازم أول
- نقيب
- رائد
- مقدم
- عميد
- لواء
الحياة الشخصية
تزوج ويليام سيدني غريفز من كارولين إليزابيث فيشر في 19 يوليو 1893، وأنجبا ثلاثة أطفال.
خاتمة
كان اللواء ويليام سيدني غريفز شخصية بارزة في الجيش الأمريكي، اشتهر بقيادته للقوات الأمريكية في سيبيريا خلال فترة معقدة من التاريخ الروسي. على الرغم من الجدل الذي أحاط بأفعاله، يُذكر غريفز لالتزامه بتعليمات الرئيس ويلسون بالحفاظ على الحياد. يظل إرثه موضوع نقاش، مما يعكس تحديات التدخل الأجنبي في الصراعات الداخلية.